رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أنه بعد عقود من المقاومة من جانب الدول الغنية تمكنت الدول النامية من إحراز تقدم من خلال انتزاع مساعدات مناخية مباشرة.
وقالت الصحيفة -عبر موقعها الاليكتروني اليوم الأربعاء- لقد أعلن العديد من القادة الأوروبيين في اجتماع الدورة السابعة والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب27) الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ المصرية، عن تمويل لمساعدة الدول الفقيرة على التعافي من الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أنه منذ 30 عاما، دأبت الدول النامية على دعوة الدول الصناعية إلى تقديم تعويضات عن تكاليف العواصف والجفاف المدمرة الناجمة عن تغير المناخ. ولطالما قاومت الدول الغنية التي تسببت في التلوث الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بشكل خطير، تلك الدعوات.
وذكرت الصحيفة أن المفاوضين من الدول النامية نجحوا يوم الأحد في وضع الأمر على جدول الأعمال الرسمي لقمة المناخ (كوب 27) لهذا العام.
ونسبت الصحيفة إلى ميا موتلي، رئيسة وزراء باربادوس قولها -تعليقا على هذا الأمر-: "إن إضافة الخسائر والأضرار إلى جدول الأعمال إنجاز كبير، وإننا نكافح منذ سنوات عديدة" "فلدينا سبب أخلاقي وعادل."
وأضافت أنه بحلول نهاية اليوم الثالث من المؤتمر، تعهدت العديد من الدول الأوروبية بتقديم أموال نقدية لصندوق جديد للخسائر والأضرار.
من جانبها قالت الوزيرة الأولى في اسكتلندا، نيكولا ستورجون -في تصريحات على هامش كوب27 بعد أن تعهدت بمبلغ إضافي قدره 5.7 مليون دولار- "لا يزال الجنوب العالمي يشعر بأنه يتعين عليه المجيء ومناشدة الدول الغنية للاعتراف (بما تسببوا فيه)، ناهيك عن معالجة قضية الخسائر والأضرار على سبيل المثال". "فثمة حاجة حقيقية لإحراز تقدم ملموس."
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الالتزام بالتمويل المباشر للخسائر والأضرار يمثل انفراجة كبيرة عن السابق. فعلى مدى عقود غضت الدول الغنية -التي تسببت في نصف جميع الغازات المسببة للاحتباس الحراري منذ عام 1850- الطرف عن الدعوات لمساعدة البلدان الفقيرة على التعافي من كوارث المناخ، خشية أن يؤدي ذلك إلى تعرضها لمسؤولية غير محدودة. وكمسألة قانونية وفعلية، كان من الصعب للغاية تعريف مصطلح "الخسارة والضرر" وتحديد التكلفة التي قد تكلفها ومن يتعين عليه أن يدفع الثمن.
ولكن، بعد الحرائق والفيضانات والجفاف المدمر بشكل متزايد والتي طالت كل ركن من أركان العالم وأثرت بشكل غير متناسب على العالم النامي، غير القادة الغربيون من لهجتهم، في التعامل مع هذا الأمر.
وانضمت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إلى مجموعة الدول الأوروبية التي تؤيد فكرة تمويل جديد للدول الفقيرة التي تتأثر بالتغير المناخي. وقالت مخاطبة زعماء العالم الآخرين: "يجب أن يحرز مؤتمر الأطراف تقدما في تقليل وتجنب الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ". لقد حان الوقت لوضع هذا على جدول الأعمال. "
بعد فترة وجيزة من تصريحات السيدة فون دير لاين، قال رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن إن بلاده تتعهد بمبلغ 10 ملايين دولار لبذل جهد جديد "لحماية الفئات الأكثر ضعفا من فقدان المناخ والأضرار".
وقال: "إن عبء تغير المناخ على مستوى العالم يقع بشكل كبير على عاتق أولئك الأقل مسؤولية عن محنتنا". "لن نرى التغيير الذي نحتاجه بدون العدالة المناخية."
من جانبه قال وزير المناخ النمساوي ليونور جيفيسلر إن بلاده ستدفع 50 مليون يورو أو حوالي 50 مليون دولار، للدول النامية التي تعاني من آثار المناخ. وانضمت بلجيكا إلى ذلك، وتعهدت بمبلغ 2.5 مليون دولار في تمويل الخسائر والأضرار لموزمبيق.
بينما اتخذت ألمانيا خطوة ذات صلة يوم الاثنين الماضي، حيث تعهد المستشار أولاف شولتس بتقديم 170 مليون دولار لبرنامج جديد من شأنه أن يقدم للدول المعرضة للخطر شكلا من أشكال التأمين في حالة الطوارئ المناخية.