أكد الخبير العسكري البريطاني فرانك ليدويدج، أن الأمطار الغزيرة التي تهطل حاليًا على أوكرانيا تعوق العمليات العسكرية من الجانبين الروسي والأوكراني على حد سواء وهو ما يعني إطالة مدي الحرب هناك مما ينذر أن شتاءً قاسيًا بانتظار الشعب الأوكراني.
وأشار الكاتب في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أن الأمطار الغزيرة تعيق تقدم القوات من الجانبين في الوقت الذي تشتد فيه برودة الطقس، مضيفًا أنه بحلول فصل الشتاء في ديسمبر سوف يغطي الجليد والثلوج الأراضي ويصبح من العسير بمكان سير المدرعات والدبابات بينما تعوق الغيوم والسحب الكثيفة عمليات الاستطلاع الجوي. ويضيف الكاتب أن الأمر لن يقتصر على هذا الحد وإنما سوف تعوق الظروف الجوية الصعبة وصول الإمدادات والذخائر في الوقت المناسب وبالكميات المطلوبة.
ويشير الكاتب إلى أن الشتاء في أوكرانيا يعني توقف كل شئ وهو ما ينذر بأن القوات الأوكرانية لن تتمكن من إحراز أي تقدم كما حدث في الشهور القليلة الماضية، موضحًا أن القوات الروسية بدأت في تنظيم صفوفها على نحو أفضل وبتنسيق أكبر وهو ما بدا واضحًا في الضربات الصاروخية التي وجهتها القوات الروسية ضد أهداف أوكرانية في أكتوبر الماضي.
ويضيف الكاتب أن الضربات التي توجهها القوات الروسية أصبحت الآن أكثر دقة وبالتالي أكثر فاعلية ولاسيما تلك الضربات التي تستهدف البنية التحتية الأوكرانية خاصة محطات الطاقة والمياه وهو ما يعرف في علوم الحرب باستهداف أصول غير عسكرية ذات قيمة عالية.
ويرى الكاتب أنه على الرغم من فاعلية ذلك الأسلوب الذي تتبعه روسيا في الوقت الراهن إلا أنه قد يزيد من تصميم المقاومة الأوكرانية على مواصلة التصدي للقوات الروسية باعتبارها الجانب المسؤول عن تلك المعاناة التي تمر بها البلاد.
ويستطرد الكاتب موضحًا أنه على الرغم من تمكن القوات الأوكرانية من إسقاط العديد من المسيرات التي تستخدمها القوات الروسية إلا أن تكلفة تلك العمليات تفوق القدرات المالية لأوكرانيا في الوقت الذي بدأت فيه القوات الروسية تغيير استراتيجيتها وتحركاتها من خلال الانسحاب إلى خطوط دفاع أقوي مما يمنع القوات الأوكرانية من تحقيق أي تقدم.
ويرى الكاتب أنه على الرغم من أن الظروف في الوقت الحالي مواتية للجانب الروسي بما يمكنه من تجميع صفوفه وحشد قواته استعدادًا لاستئناف العمليات العسكرية في العام القادم، إلا أن الدعم الذي تقدمه الدول الغربية لكييف من أسلحة مدفعية وأنظمة صواريخ سوف يعزز من قدرات القوات الأوكرانية على مواجهة الآلة العسكرية الروسية.