أكدت الباحثة الإماراتية د. مريم الهاشمي، أن كل نوع من الأنواع الأدبية هو مرآة للمجتمع، والشعر الشعبي يقدم انعكاسًا عميقًا لواقع الناس وحياتهم، مبينة بأننا نحتاج قاعدة معرفية عن التراث، خاصة فيما يتعلق بالشعر الشعبي.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمها معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 41، حملت عنوان "الشعر في الخليج بين الشعبي والفصيح"، تناولت فيها الأثر الاجتماعي والثقافي للشعر في الخليج، حيث استعرضت الهاشمي، خلال الجلسة التي أدارتها عائشة الرويمة، محاور كتابها الفائز بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية في دورتها الرابعة 2022، الصادر ضمن منشورات المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة.
وأضافت، لأن الشعر له علاقة قوية بالموروث والألغاز والأهازيج والحكايات والأماكن، وتوجد فيه ملامح البيئة الاجتماعية والدينية والثقافية والاقتصادية لأنه الأكثر تعاطيا مع الناس، لذلك فهو أداة اتصال جماهيري، وله تأثير عظيم في منظومة القيم وفي الوجدان الجمعي، وراهنا هناك مبادرات عديدة تخرج من الخليج تدل على مكانة هذه الألوان الشعرية.
وتحدثت الهاشمي خلال الجلسة عن اتجاهات الشعر بين الفصيح والنبطي والجامع المشترك، والسياقات التاريخية والفنية، معرفة الشعر الشعبي أو النبطي، بأنه بدأ بتحوير للفصحى، حيث اتكأت في دراستها على المقومات الجغرافية والقومية والمصطلحات، مبينة أن أغلب الباحثين ذهبوا إلى أن الشعر الشعبي بدأ فصيحًا، لأن الشعر الفصيح نفسه تغيرت أشكاله، ومن ذلك دخول الموشحات الأندلسية، ذات الإيقاع الموسيقي السهل.
وحول إدراج الشعر الشعبي في المناهج التعليمية، قالت بأنه أمر جيد لأن هناك تجربة في إدراج "السنع"، تقدم خصال وعادات المجتمع الإماراتي وأخلاقياته، والشعر الشعبي حامل للقيم، مضيفة أنها كمختصة بالنقد كانت مهتمة منذ سنوات بالعمل على سد فجوة قلة اهتمام الطلاب باللغة العربية الفصحى، لكنها لاحظت في السنوات الأخيرة عدم معرفة بعض الطلاب بموروثهم اللغوي المحلي، نتيجة لخيارات دراسية شخصية مرتبطة بلغات أجنبية، ما يشكل خطرًا على الموروث اللغوي الشعبي.