قالت الدكتورة داليا إبراهيم، رئيس مجلس إدارة دار نهضة مصر للنشر، إن جائحة كورونا كان لها تأثير كبير على قطاع النشر وإلحاق خسائر جسيمة بمبيعاتنا فى قطاع النشر الثقافى، مشيرةً إلى أنهم اتجهوا إلى البيع الإلكترونى على تطبيق نهضة مصر والذى حقق نجاحات، ومبيعات لا بأس بها لكنها بالطبع لم تعوض الخسائر الناتجة عن إلغاء المعارض المحلية والدولية.
وأضافت رئيس مجلس إدارة دار نهضة مصر فى تصريح خاص لـ "البوابة نيوز"، أن الأزمة تفاقمت مرة أخرى بعد الحرب الروسية وأثرها السياسى، والاقتصادى على العالم وارتفاع سعر الدولار مما أدى إلى زيادة التكاليف بصورة كبيرة للغاية ناهيك عن نقص الورق والمواد الخام وهو ما يهدد صناعتنا بشكل كبير.
وأوضحت «إبراهيم» أن قطاع النشر يحتاج للدعم، فمن أجل التصدي للأزمة الاقتصادية الراهنة في ظل ارتفاع الأسعار، وتغير سعر الدولار نتطلع إلى منح الناشرين الإعفاءات الضريبية على مستلزمات الكتب، كما نحتاج إلى الدعم فيما يخص توفير وتفعيل الأُطر القانونية التي تحفظ حقوق الملكيات الفكرية من أجل التصدي لعمليات التزوير والقرصنة.
وتابعت: «كما نحتاج إلى تشجيع الشباب على القراءة لذا نطالب وزارات الثقافة العربية بالمشاركة في الحملات الإعلامية التي توضح أهمية القراءة». .
وتطرقت إلى تأثير القرصنة على دخل دور النشر حيث تسببت قرصنة الكتب في إحداث خسائر كبيرة لدور النشر المكبلة بحقوق نشر تدفعها للكاتب، فضلًا عن تكاليف الطباعة والتوزيع، وفرق من المراجعين اللغويين، ومصممي الأغلفة، كما تسببت أيضًا بشكل مباشر في تقليص إصدارات دور النشر العربية باهظة الثمن، وبالأخص تلك التي تضم ترجمات الآداب والكتب العالمية.
وفيما يخص حماية حقوق الملكية الفكرية، أكدت أنه أمر ضروري لدعم قطاع النشر، حيث تسمح للمبدع ومالك العلامة التجارية، وبراءة الاختراع، وحق المؤلف بالاستفادة من عمله، وتعبه، واستثماره، لافتة أن الأزمة ليست في القانون، الأزمة في إمكانية تطبيقه، وأدوات تطبيقه ونوعية العقوبات، ففي حال اكتشاف كتب مزورة بيتم التحفظ عليها فقط من دون معرفة من وراء تلك الكتب ومن طبعها وزورها، كما أن البائع لا يتحمل أي عقوبة، أو غرامة فقط مصادرتها، وإعدامها، بينما لو تم توقيع غرامة عالية عليه فسيتعلم كيفية عدم الاتجار فيها.
وحول تأثير الثورة الرقمية على الكتاب الورقى، أوضحت أن التحول الرقمي أضاف الكثير من المميزات لقطاع النشر في الآونة الأخيرة خاصة قطاع النشر التعليمي، حيث جعل وصول الكتب إلى المتلقى أسرع بكثير، كما تعددت المنصات الإلكترونية المهتمة بنشر الأعمال الأدبية، والكتب الإلكترونية، كما اقتحم سوق النشر الإلكتروني فكرة الكتاب المسموع الذي يتيح للقارئ الاستماع للكتاب بدلًا من قراءته، رغم ذلك التحول الرقمي وانتشاره فإننا نجد أنه مازال هناك شريحة كبيرة من القراء مازالوا يهتمون بالكتاب الورقي المطبوع، ولا يستطيعون قراءة الكتاب بالشكل الإلكتروني لذا يمكن القول أن صناعة النشر تطورت بشكل كبير بدخول أنماط جديدة من النشر إلا أن النشر الورقي مازال هو المفضل بالنسبة للقارئ وخاصة القارئ الثقافي أكثر من التعليمي الذي تأثر بشكل ملحوظ بالتحول الرقمي خصوصًا بعد جائحة كورونا.
وأكملت: «على الرغم من وجود فرص كثيرة لنمو صناعة النشر من خلال التحول الرقمي، وزيادة الطلب على الكتب الإلكترونية، إلا أن هناك تهديدًا آخر على صناعة النشر ككل من ظهور ونمو مفهوم النشر الشخصى (Self-publishing) ولهذا على الناشرين الاستمرار في التأكد من تقديم محتوى عالي الجودة تمت مراجعته، واختياره بدقة، ومراجعة سياسات التسعير، والبحث باستمرار عن الكتُّاب الشباب الموهوبين، والاستثمار فيهم، وعدم التخلي عن منافذ بيع الكتب، والمكتبات وتعزيز وجودهم».
وفيما يتعلق بدعم وزارة الثقافة، قالت «إبراهيم» إن هناك بعض الدعم حيث حاز الناشرون المصريون على دعم وزارة الثقافة إثر تداعيات أزمة كورونا، وما نتج عنه من إلغاء معرضين رئيسيين للكتاب، وحصلت جمعية الناشرين المصريين على دعم مكتبات وزارة الثقافة، والهيئة العامة لقصور الثقافة لتوجيه جزء كبير من الميزانية المخصصة لشراء الكتب إلى دعم أعضائها، ولكنها إجراءات لا تنطبق على الناشرين في القطاع الخاص فمثلًا يجب أن يكون هناك إعفاء من مصاريف الاشتراك في المعارض التي تنظمها الهيئة، وكذلك عمل معارض في كل محافظة كل شهر على مدار العام.
يذكر أن دار نهضة مصر للنشر تصدر الكتب الثقافية وكتب ومجلات الأطفال من أشهرها ميكى ومجلات ديزنى المختلفة وناشيونال جيوجرافيك وكذلك تقوم بإصدار سلسلة الأضواء التعليمية.