تتواصل فعاليات مؤتمر المناخ cop27 بمدينة السلام شرم الشيخ، ولعل أبرز ما يميز الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف المعني بمكافحة التغيرات المناخية هو ارتفاع الآمال والطموحات من أجل تحقيق تطور إيجابي في العمل المناخي والعمل على التوسع في الاقتصاد الأخضر والخروج بنتائج تعبر عما يدور خلال أحداث المؤتمر.
وتركز الفعاليات التي جرت خلال اليومين الماضيين على مجموعة من المحاور تعكس أهدافا جلية من مؤتمر المناخ cop27، حيث تضمنت اجتماعات الشق الرئاسى رفيع المستوى، على مدار يومى 7 و8 نوفمبر 2022، بحضور رؤساء الدول والحكومات المشاركين، عقد العديد من الموائد المستديرة، للتركيز على 6 قضايا رئيسية، تشمل التحولات العادلة، والأمن الغذائى، والتمويل المبتكر للمناخ والتنمية، والاستثمار فى مستقبل الطاقة، والأمن المائى، وتغير المناخ، واستدامة المجتمعات الضعيفة.
وشهد اليوم الثاني للشق الرئاسي لقمة المناخ عددا من الفعاليات رفيعة المستوى، حيث شارك الرئيس السيسي في قمة رؤساء الدول لانطلاق شرق المتوسط ومبادرة الشرق الأوسط لتغير المناخ.
ويؤكد خبراء الاقتصاد أن التحول للاقتصاد الأخضر يعد السمة البارزة لمجمل كلمات الرؤساء وزعماء العالم خلال كلماتهم خلال قمة المناخ cop27.
وفي هذا الشأن، قال الدكتور محمد أنيس، الخبير الاقتصادي، إن الاهتمام بالاقتصاد الأخضر يأتي في أعقاب الفشل الذي أصاب العالم بكوارث كبيرة نتيجة للاعتماد على الخطط التقليدية وإهمال الجانب البيئي مما أدى إلى تدمير البيئة التي نعيش عليها، ومن هنا جاء الاهتمام بالاقتصاد الأخضر القائم على مراعاة الشروط البيئية قبل الشروع في أي عمل تنموي من أجل المحافظة على الحياة على كوكب الأرض وضمان استدامة التنمية.
وأضاف "أنيس" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" الاقتصاد الأخضر يركز على الاستغلال الأمثل للموارد الاقتصادية حتى لا يتم استنزافها وبالتالي توقف عجلة التنمية، ومن هنا اهتمت مصر بترسيخ مبادئ الاقتصاد الأخضر والاعتماد على الطاقة المتجددة والمشروعات الخضراء، والذي يعكس الإدراك المبكر للقيادة السياسية مصر لتوجهات العالم الاقتصادية.
وتابع: "مشروعات الطاقة المتجددة في مصر والتي بدأت بالتوسع في الطاقة النظيفة والتحول إلى مركز إقليمي للغاز الطبيعي، والاستعداد للتحول لمركز إقليمي للطاقة المتجددة فمصر قادرة على إنتاج 90 جيجا وات بأقل التكاليف في ظل المشروعات القائمة والمخطط تنفيذها، كما أن مصر لديها القدرة على التصدير للدول الأوروبية في ظل نقص الطاقة في أوروبا، مما ويسرع من الوصول إلى الهدف تصدير 100 مليار دولار، كما يحول قطاع الطاقة من قطاع مستهلك للموارد إلى قطاع منتج نقوم بتصديره والاستفادة القصوى منه.
من جهتها قالت الدكتورة نهى سمير، عميد كلية الدراسات العليا للبحوث البيئية بجامعة عين شمس، إن قمة المناخ COP27 سيكون لها مردود إيجابي كبير على النواحي البيئية، والحد من التغير المناخي، حيث تهدف القمة إلى الانتقال من الأقوال إلى الأفعال والانتقال بالخطط البيئية إلى التنفيذ على أرض الواقع، والقضاء على التحديات التي تواجه هذه الخطط.
وأضافت "سمير" في تصريحاتها لـ"البوابة نيوز" أن أبرز التحديات التي تواجه الخطط نحو محاربة التغير المناخي وآثاره السلبية هي التمويل الأخضر المستدام للمشروعات الخضراء، ويبدوا أن القمة قد تحرز تقدما لاقتناع الدول الكبرى بالآثار المدمرة للتغيرات المناخية وما شهدناه من حرائق للغابات وجفاف الأنهار وبخاصة في الدول الأوربية خلال الفترة الأخيرة.
وتابعت: "الدول المتقدمة اقتنعت تماما بمخاطر التغيرات المناخية بعد تلك الكوارث، ومن هنا نأمل أن تحرز القمة تقدما في التمويل الأخضر، بالإضافة إلى تأثير الأزمة الروسية الأوكرانية على الطاقة الأمر الذي يدفع دول العالم للبحث عن وقود بديل، وهو الامر الذي يحفز دعم استثمارات الطاقة الجديدة والمتجددة، وهو الأمر الذي يخفض من الانبعاثات وغازات الاحتباس الحراري السبب الرئيسي للتغيرات المناخية".