قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إنه يتعين على قمة المناخ الحالية 27 COP أن تركز على "التنفيذ"، داعيا الدول إلى مضاعفة جهودها لحل تغير المناخ الذي وصفه بأنه "تحدي جيلنا".
وأوضح ميشيل - في مقابلة خاصة مع قناة (يورونيوز) الأوروبية اليوم الثلاثاء على هامش القمة المنعقدة في شرم الشيخ - "في الماضي ألقينا بانتظام خطابات جيدة وبيانات أصابت كبد الحقيقة. وهذا جيد للغاية، ولكن علينا أن ننفذ، يجب أن نحقق ما نقول".
ووصف رئيس المجلس الأوروبي، الحرب في أوكرانيا وأزمة الطاقة بأنهما أضافا المزيد من العقبات إلى الطريق، وتابع قائلا: "هذا لا يجب أن يثنينا، على العكس ينبغي أن يجعلنا نضاعف جهودنا ونشمر عن سواعدنا".
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يؤمن بأن التعاون الدولي والإرادة لبناء حلول معا هي الطريق إلى الأمام، مشيرا إلى أنه ليس هناك دولة منفردة، حتى أقوى دولة عسكريا أو اقتصاديا، بوسعها أن تحل "هذا التحدي الذي يعتبر تحدي جيلنا".
وأشار إلى أن الأزمة الروسية - الأوكرانية أوضحت بشكل جلي الحاجة إلى استقلال وتنويع الطاقة في أوروبا، لافتا إلى أنه أجرى محادثات على هامش قمة المناخ مع مسؤولين نرويجيين وأمريكيين لبحث أمن إمداد الطاقة في أوروبا.
ورحب رئيس المجلس الأوروبي بالمناقشات بشأن قضية الخسائر والأضرار المتعلقة بتغير المناخ، وقال في هذا الصدد "أعتقد أننا نحتاج إلى الثقة بين الشمال والجنوب، وبالتأكيد موضوع الخسائر والأضرار هو موضوعا مشروعا. وينبغي أن نكون قادرين على النظر إلى بعضنا البعض مباشرة ونناقشه".
وأكد ميشيل على أن الاتحاد الأوروبي يعمل على تعبئة الموارد لمساعدة الدول التي تكون ضحية بالفعل لتغير المناخ عندما تحدث تداعيات إنسانية مروعة للسكان أو للقطاعات الاقتصادية في تلك الدول، مضيفا أن ذلك يتم مباشرة من خلال دعم ثنائي إلى الدول المعنية أو من خلال الوكالات التابعة للأمم المتحدة.
انطلقت، أعمال الدورة الـ 27 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن المناخ "COP27" بشرم الشيخ، بمشاركة واسعة من جانب وفود أكثر من 190 دولة وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بشؤون البيئة والمناخ وممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية.
وتتضمن الجلسة الإجرائية كلمة لرئيس مؤتمر المناخ "COP26" ألوك شارما، يتم بعدها إجراء مراسم تسليم رئاسة المؤتمر إلى رئيس "COP27"، ويعقبها إلقاء بيان من جانب سامح شكري وزير الخارجية الرئيس المعين للدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ "COP27".
وسيتحدث أيضا خلال الجلسة الإجرائية السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشان المناخ سيمون ستيل، ورئيس اللجنة الحكومية الدولية بشان التغير المناخي هو سونج لى.
وتسعى مصر- التي عززت خلال السنوات الماضية خططها نحو التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ باعتباره يشكل تهديدا وجوديا- إلى تهيئة الأجواء؛ لحث كافة الأطراف على تعزيز الثقة المتبادلة، والتي يمكن من خلالها تحقيق النتائج التي تتطلع إليها الشعوب، فيما يتعلق بمواجهة أزمة تغير المناخ وتفادي كوارثه المدمرة.
كما عززت مصر- التي بادرت منذ وقت مبكر باتخاذ خطوات ملموسة للتحول إلى نموذج تنموي مستدام يتماشى مع خططها للحفاظ على البيئة - قدراتها في مجال مواجهة التغيرات المناخية من خلال إطلاق "الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050"، والتي تركز على عدد من المبادئ من بينها خفض الانبعاثات في مختلف القطاعات، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام، وتخفيف الآثار السلبية المرتبطة بتغير المناخ، وتحسين حوكمة وإدارة العمل في مجال تغير المناخ، وبناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ، وتعزيز البنية التحتية لتمويل الأنشطة المناخية، والبحث العلمي ونقل التكنولوجيا وإدارة المعرفة ورفع الوعي لمكافحة التغيرات المناخية.