أكد بنديكت أوراما رئيس البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد "أفريكسم بنك" إن القرارات التي قد يتم اتخاذها خلال الأسبوعين المقبلين بقمة COP27 المنعقدة بشرم الشيخ سيكون لها آثار بعيدة المدى على الثروات الاقتصادية للدول النامية، وسبل عيش أكثر الناس ضعفًا، ومستقبل عالمنا، مؤكدا أن أفريقيا تواجه تحديا إنمائيا خاصا، ويعاني اقتصادها الهش من الظروف المناخية القاسية والفيضانات والجفاف والتصحر وارتفاع منسوب مياه البحر، مما يتطلب نفقات مالية ضخمة في استثمارات التكيف والتخفيف، وفي الوقت نفسه، يتعين عليها أن تتعامل مع مطالب السكان الذين يتزايد عددهم بسرعة مع وصول محدود أو معدوم إلى الضروريات الأساسية للحياة، وخاصة الكهرباء والغذاء والماء."
وقال أوراما في كلمته بالمائدة المستديرة حول "التمويل المبتكر للمناخ والتنمية" التي عقدت ضمن فاعليات مؤتمر COP27 بشرم الشيخ "أبرز ما سبق الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة فجوة التنمية الآخذة في الاتساع وتعرض القارة لتغير المناخ، حيث تقدر مبادرة سياسة المناخ، وهي منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة أن أفريقيا تحتاج إلى ما لا يقل عن 277 مليار دولار سنويًا لمكافحة آثار تغير المناخ، كما اقترح مركز التنمية العالمية أن التمويل المطلوب يمكن أن يتجاوز تريليون دولار سنويًا، ومع ذلك، فإن القارة تتلقى أقل من 28 مليار دولار من الأموال المطلوبة لاستثمارات التكيف مع المناخ والتخفيف من آثاره".
وتابع رئيس بنك التصدير والاستيراد الإفريقي، أنه بينما نحث العالم المتقدم على الوفاء بالتزاماته بتمويل المناخ، يجب على إفريقيا أيضًا إنشاء أدوات ومنصات يمكن من خلالها تعبئة بعض هذه الالتزامات واستخدامها في خفض الانبعاثات وكذلك استثمارات التخفيف والتكيف.
وأضاف أن "أفريكسم بنك" يدعم الترويج لعدد من الأدوات والبرامج المبتكرة التي يمكن أن تحفز التمويل العالمي وتساعد في سد فجوة التمويل للعمل المناخي الضروري مع عدم التضحية بأولويات التنمية في القارة.
وأشار إلى أن مرفق السيولة والاستدامة LSF يمثل أحد هذه الأدوات المبتكرة التي يمكن أن تسهل وصول الاقتصادات الأفريقية إلى أسواق رأس المال العالمية للديون بتكلفة منخفضة مع تحفيز إصدار السندات المستدامة والخضراء، حيث قامت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا (UNECA) بتصميمها وتطويرها بالشراكة مع "أفريكسم بنك"، لتنشئ أول نافذة سيولة على الإطلاق للسندات السيادية الأفريقية، مع إعطاء الأفضلية للسندات المستدامة والخضراء SDG، وبالتالي تعزيز قابليتها للتداول وجذب المزيد من المستثمرين وتقليص العائدات.
وأضاف أوراما أنه من المتوقع أن يسهل LSF على الدول الأفريقية إصدار المزيد من السندات الخضراء وزيادة تمويل السوق لتلبية احتياجات التخفيف والتكيف العاجلة مع تأثير سلبي أقل على القدرة على تحمل الديون، حيث أطلق المرفق في البداية من قبل لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا في COP26 في جلاسكو، متوقعا إبرام الصفقة الأولى في سياق COP27، والتي سيتم تمويلها بالكامل من أفريكسم بنك.
وقال أوراما "نتوقع بعد ذلك زيادة حجم المنشأة إلى 10 مليارات دولار".
وذكر أن الاهتمام القوي الذي لقيه مرفق LSF من البنوك العالمية ومديري الأصول والصناديق يشير إلى فائدتها المحتملة في المساهمة في تقليص فجوة تمويل المناخ في إفريقيا، معربا عن أمله أن تتمكن بنوك التنمية متعددة الأطراف والحكومات والسلطات النقدية في الشمال العالمي من رؤية صندوق الضمان الاجتماعي باعتباره نافذة قابلة للحياة للوفاء بالتزامات اتفاق باريس بشأن تمويل المناخ.
واستطرد بنديكت أوراما بقوله إنه في حين أن إزالة الكربون هي محور جدول أعمال المناخ العالمي، فمن الواضح أن إفريقيا، والتي تكاد تكون غير مصدرة للانبعاثات الكربونية لا يمكنها إلا أن تسهم بشكل ضئيل جدًا في إزالة الكربون. إن أولوية إفريقيا هي إيجاد التمويل لمكافحة الفقر وتمويل استثمارات التخفيف والتكيف، فيما يقدم مرفق LSF فرصة تجارية قابلة للتطبيق لتحقيق هذا الهدف إذا تلقت الدعم المطلوب.
وقال بنديكت اوراما، إنه من دواعي سرور بنك "أفريكسم" وتشريفه دعمه للحكومة المصرية في استضافة هذا الحدث، مهنئا حكومة وشعب جمهورية مصر العربية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على استضافة هذا المؤتمر الهام في مدينة شرم الشيخ الجميلة.