باتت الاحتجاجات التي تشهدها إيران الان بمثابة اكبر تحد أمام النظام الإيراني الحالي، في ظل استمرار حدة تلم التظاهرات والمواجهات التي اشتعلت مؤخرا على خلفية مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق التابعة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إيران.
وفي سياق استمرار تلك الأزمة التي تصاعدت حدتها واستمرت لما يزيد عن الشهرين، لجأت قوات الأمن الإيراني إلى استخدام قوات الخيالة لمحاولة فض تلك التظاهرات العارمة خوفا من تصاعدها واستمرارها أكثر من ذلك، بعد فشل قوات الباسيج في إيقاف تلك التظاهرات، علاوة على اقتحام قوات الشرطة والباسيج للجامعات لمواجهة تظاهرات الطلاب الذين يطالبون بإسقاط النظام، ويرددون شعارات "الموت الديكتاتور" و" الموت لخامنئي".
وفي هذا الإطار عملت السلطة القضائية على توجيه اتهامات للمحتجين تتعلق بالخيانة والعمالة وتعمد إثارة الشغب ونشر الفوضى، وهي التي تزج بصاحبها الى السجون بأحكام تتجاوز عشرات السنوات، وفي بعض الأحيان يتم الحكم بإعدام المعارضين وتنفيذ أحكام الإعدام تلك بشكل سريع.
وكانت وسائل إعلام إيرانية قد نقلت عن رئيس السلطة القضائية في إيران أن قوات الأمن ألقت القبض على حوالي ألف شخص من المحتجين، ووجهت لهم تهم تتعلق بالشعب وتخريب الممتلكات العامة، وان هؤلاء سيتم محاكمتهم هذا الأسبوع وستصدر ضدهم أحكام قضائية.
جدير بالذكر أن تلك الاحتجاجات اندلعت منذ منتصف شهر سبتمبر الماضي في أعقاب مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق في إيران، بحجة ارتداؤها الحجاب بشكل غير محتشم، حيث كشفت وسائل إعلام إيرانية معارضة أن أميني تعرضت للاعتداء من قبل قوات الأمن الإيراني وتم نقلها للمستشفى وتوفيت هناك.
وعلى إثر ذلك خرجت الاحتجاجات العارمة في كثير من المدن الإيرانية، ولجأت الفتيات الى المشاركة في الاحتجاجات وحرقن حجابهن، فيما لجأت أخريات إلى قص شعرهن، احتجاجا على ممارسات النظام والأمن الإيراني.