رأت شبكة (أفريكا نيوز) أن رؤساء الدول النامية حققوا، أمس الأول الأحد، نصرًا عندما اتفق مندوبوها المشاركون في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27) على وضع القضية المثيرة للجدل الخاصة بالتعويض عن "الخسائر والأضرار" على جدول أعمال القمة.
وذكرت الشبكة الإخبارية -في تقرير، اليوم الثلاثاء- أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد تعاملا ببطء على مدى سنوات مع هذا الاقتراح، خشية أن يخلق إطارًا مفتوحًا للتعويضات.
وسلط التقرير الضوء على تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي قال فيها إن "الوقت يداهمنا وأن نهاية هذا العقد الحاسم باتت على بعد سنوات قليلة، وعلينا أن نستغلها لنحسم خلالها هذه المعركة بالطريقة التي نريدها ونرتضيها، لقد حان الآن وقت العمل والتنفيذ ولا مجال للتراجع أو التذرع بأي تحديات لتبرير ذلك".
وذكر التقرير أن ما يقرب من 100 رئيس دولة وحكومة يحتشدون في شرم الشيخ، وذلك لمواجهة دعوات تعميق نطاق خفض الانبعاثات وتقديم الدعم المالي للدول النامية التي دمرتها بالفعل آثار ارتفاع درجات الحرارة، مضيفًا أن العديد من الأزمات الأخرى، بدءا من الأزمة الروسية الأوكرانية مرورًا بالتضخم المرتفع والآثار المستمرة لوباء (كوفيد)، قد أثارت مخاوف من جعل تغير المناخ يتراجع في قائمة أولويات الحكومات.
وأشار إلى أن الدول في جميع أنحاء العالم تتعامل مع الكوارث الطبيعية المتزايدة الشدة التي أودت بحياة الآلاف هذا العام وحده، وكلفت مليارات الدولارات- من الفيضانات المدمرة في نيجيريا وباكستان إلى الجفاف في الولايات المتحدة وإفريقيا وموجات الحر غير المسبوقة عبر ثلاث قارات.
من جانبها.. قالت الناشطة الشبابية الأوغندية في مجال المناخ ليا ناموجيروا: "لا أعتقد أنه من العدل لجيل الشباب أن تكون أنهارنا وبحيراتنا ملوثة". وتساءلت "هل من العدل أن يختار زعماء العالم الأرباح على الأرواح؟".
ونقل التقرير عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قوله إن مؤتمر الأطراف السابع والعشرين يجب أن يتفق على "خريطة طريق واضحة ومحددة زمنيا" للخسائر والأضرار التي توفر "ترتيبات مؤسسية فعالة للتمويل".
وأضاف أن "الحصول على نتائج ملموسة بشأن الخسائر والأضرار، هو اختبار حاسم لالتزام الحكومات بنجاح COP27".
ومن المتوقع أيضا أن تضع الدول الغنية جدولا زمنيا لتسليم 100 مليار دولار سنويا؛ لمساعدة البلدان النامية على التحول الأخضر لاقتصاداتها وبناء قدرتها على الصمود في مواجهة تغير المناخ في المستقبل، في حين قد نفد الوقت بالفعل أمام الفترة المحددة لتنفيذ هذه العهود التي تظل قليلة بمقدار 17 مليار دولار، وفقا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
تجدر الإشارة إلى أن مصر تستضيف الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27)، خلال الفترة من 6 - 18 نوفمبر 2022، والذي يقام بمدينة شرم الشيخ، ويمثل فرصة مهمة للنظر في آثار تغير المناخ في إفريقيا؛ ولتنفيذ ما جاء في اتفاق باريس 2015 وتفعيل ما جاء فمؤتمر جلاسكو 2021 من توصيات؛ وحشد العمل الجماعي بشأن إجراءات التكيف والتخفيف من آثار تغير المناخ.
ويشارك 110 من رؤساء الدول والحكومات في فعاليات مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27 )؛ إلى جانب 10 آلاف من منظمات المجتمع المدني، و26 ألفا و500 يمثلون الوفود الرسمية والهيئات، و3 آلاف و321 إعلاميا، بإجمالي 44 ألفا و174 مشاركا.