ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الولايات المتحدة، أجرت مباحثات سرية مع روسيا على مستوى عال حول مخاطر استخدام السلاح النووي، موضحة أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان كان قد عقد تلك المباحثات مع كبار مسؤولي الكرملين.
وأوضحت الصحيفة، في مقال كتبته إزوبيل كوشيو، أن مستشار الأمن القومي الأمريكي أجرى مباحثات بهذا الشأن مع كبار مساعدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محاولة لتقليص مخاطر استخدام السلاح النووي في الحرب المشتعلة حاليا في أوكرانيا والتي قد يتحول الصراع فيها إلى حرب نووية شرسة.
وتسلط الكاتبة الضوء على ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية والتي أكدت أن جيك سوليفان أجرى محادثات على قدر كبير من السرية في الشهور الأخيرة الماضية مع كبار مسؤولي الكرملين والتي لم يعلن عنها من قبل.
وتشير الكاتبة في الوقت نفسه إلى أنه لم يصدر أي تأكيد بشأن انعقاد تلك المباحثات من أي من واشنطن أو موسكو بينما امتنع المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف عن الإجابة على سؤال بهذا الشأن خلال مؤتمره الصحفي اليومي، مكتفيا بالقول "أن هناك أنباء صحيحة في هذا الخصوص إلا أن كثيرا من الأخبار بهذا الشأن هي توقعات محضة".
وتتابع الكاتبة أن روسيا بدأت منذ سبتمير الماضي في التلويح بشكل بارز لفكرة استخدام السلاح النووي في حرب أوكرانيا في الوقت الذي كانت تسعى فيه لضم أجزاء من جنوب وشرق أوكرانيا للسيادة الروسية، حيث أكدت أن أي اعتداء من جانب أوكرانيا على تلك الأراضي سوف يعد تهديدا للأمن القومي الروسي والذي سوف تدافع عنه موسكو بكل الوسائل المتاحة لديها.
وقالت الكاتبة إن مستشار الأمن القومي الأمريكي حذر آنذاك من أن استخدام السلاح النووي من جانب روسيا سوف يكون له عواقب كارثية على روسيا.
وفي الوقت نفسه يشير محللون من معهد دراسات الحرب - الذي يتخذ من واشنطن مقرًا له - أن موسكو بدأت بالفعل منذ أوائل الشهر الحالي في التخفيف من حدة النبرة المستخدمة بشأن اللجوء للسلاح النووي في حرب أوكرانيا.
وأشارت إلى البيان الصادر عن وزارة الخارجية الروسية في الثاني من نوفمير الجاري والتي تؤكد فيه أنه لا يوجد أي طرف منتصر في الحرب النووية، وأن موسكو ملتزمة بالحد من استخدام السلاح النووي.
وتستطرد الكاتبة بأنه منذ بداية حرب أوكرانيا حرصت أمريكا على توفير الدعم اللازم لكييف بينما كانت تنأى بنفسها عن التورط في الصراع بشكل مباشر لتجنب أي نوع من أنواع التصعيد.
وتلقي الكاتبة الضوء في ختام المقال على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستين في هذا الصدد التي يؤكد فيها أهمية إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع موسكو للحيلولة دون تصعيد الموقف في أوكرانيا.