وجد فريق بحث من مختبرات غرينبيس للبحوث بجامعة إكستر وجامعة تورين، أن سلسلة توريد الأسمدة النيتروجينية الصناعية كانت مسؤولة عن انبعاث ما يعادل 1.13 غيغاطن من ثاني أكسيد الكربون في عام 2018، حيث إن هذه الأسمدة تتسبب في 2.1% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عالميًا، كما يؤدي الاستخدام الزراعي لهذه الأسمدة إلى إطلاق أكسيد النيتروز، وهو غاز دفيئة أقوى 265 مرة من ثاني أكسيد الكربون على مدى قرن، على عكس الأسمدة العضوية، التي تأتي من مواد نباتية أو حيوانية، فإن الأسمدة التي يصنعها البشر باستخدام عمليات كيميائية، تتسبب أثناء عمليات الإنتاج والنقل في زيادة انبعاثات الكربون.
وبحسب تقرير نشره موقع"سكاي نيوز"، يحل “يوم إزالة الكربون” 11 نوفمبر، هذا العام تزامنًا مع قمة المناخ المقامة بشرم الشيخ "COP27"، حيث سيتم طرح حلول لأزمة الانبعاثات ، وسيوفر فرصة لمناقشة وبحث السياسات الخاصة بالعمل على خفض الانبعاثات، فيما سيبحث في اليوم التالي عن القضايا المتعلقة بالتكيف بما في ذلك الزراعة والتغذية، في جلسات تحمل اسم "يوم التكيف والزراعة" بهدف البحث عن حلول لبناء قدرة الزراعة والأنظمة الغذائية على الصمود أمام الآثار المناخية الضارة.
وبلغت أكبر 4 دول مصدرة للانبعاثات: الصين والهند والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حوالي 62% من إجمالي تلك الانبعاثات.
ويرى الدكتور رييس تيرادو، من مختبرات غرينبيس للأبحاث،: "أنه ليس هناك شك في أن الانبعاثات من الأسمدة النيتروجينية الصناعية يجب تقليلها بدلا من زيادتها، كما هو متوقع حاليا، ورغم اعتماد النظام الزراعي الغذائي العالمي على النيتروجين الصناعي لزيادة غلة المحاصيل، إلا أن استخدام هذه الأسمدة غير مستدام".
ويضيف قائلا: "يمكن خفض الانبعاثات دون المساس بالأمن الغذائي، ففي الوقت الذي ترتفع فيه أسعار الأسمدة الصناعية بشكل كبير، مما يعكس أزمة الطاقة، فإن الحد من استخدامها يمكن أن يفيد المزارعين ويساعدنا في معالجة أزمة المناخ".
ويتم رش الأسمدة النيتروجينية على التربة، لامتصاص بعضها بواسطة النباتات والبعض الآخر تستخدمه الكائنات الحية الدقيقة في التربة، والتي تنتج أكسيد النيتروز كمنتج ثانوي لعملية التمثيل الغذائي الخاصة بها.
وفي نفس السياق، يقول الباحثون إن الاستراتيجية الأكثر فعالية لخفض الانبعاثات هي تقليل الإفراط في الإخصاب، وهو ما يحدث حاليا في معظم الحالات، كما يقول الدكتور ستيفانو مينيجات، من جامعة تورين: "نحن بحاجة إلى مخطط شامل لتقليل الاستخدام العام للأسمدة وزيادة كفاءة إعادة تدوير النيتروجين في النظم الزراعية والغذائية".
ويضيف الباحثون: "يمكننا إنتاج ما يكفي من الغذاء لعدد متزايد من السكان مع مساهمة أقل بكثير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، دون المساس بالمحاصيل عبر استخدام الأسمدة الطبيعية، كما أن ثلاثة أرباع النيتروجين المستخدم في إنتاج المحاصيل مخصص حاليًا لإنتاج علف الماشية على مستوى العالم".