مصر التي علمت العالم هكذا يصفها العلماء والخبراء حيث يكتشف دائما أن المصريين القدماء تقدموا في شتى المجالات بما فيها التعليم، ويثبت الأمر هاتان اللوحتان فهما مثالان لريادة الحضارة المصرية في مجالات العلم والتعليم والاختراع
ففي الصورة الأولى لوحة من الخشب المطلي والمهيأ للكتابة تمثل أقدم (ورقة امتحان) في تاريخ التعليم لأقدم طالب معروف بالاسم في التاريخ الموثق أسمه (اني سو) والذي ترك لنا أقدم (ورقة) امتحان عليها تصحيح المعلم بالحبر الأحمر كما هو شائع اليوم في مدارسنا في العصر الحاضر.
وقد كان المصريون القدماء هم من أهدوا للعالم اختراع الأحبار بنوعيها “الأسود، الأحمر” مثلما أهدوا العالم اختراع الكتابة على لوح الأمتحان هذا الخاص بالطالب (اني سو) طلب المعلم منه ان يكتب خطاب إلي مسؤول ذي مكانة رفيعة فما كان من الطالب (اني سو) إلا انه قام بتخيل اخيه (بح ني سو) في هذه المكانة وكتب له الخطاب وكأنه مرسل له وكما يحدث في عصرنا الحالي وقع في بعض الأخطاء التي صححها له معلمه بالحبر الاحمر تماما كما يفعل أي معلم في اي مدرسة حديثة.
فعلي هذا اللوح الذي يبلغ عمره 4000 عام نرى اقدم امتحان مدرسي واصل التقليد الحالي لتصحيح المعلم بالحبر الأحمر وهو التقليد الذي نشأ في مصر القديمة ولم يزل حتى يومنا هذا فإذا كنت طالب أو معلم في الغرب او في الشرق فتذكر كلما كتبت بالحبر أو دونت ملاحظاتك او صححت بقلم الحبر الاحمر انك تفعل ما فعله المصريون منذ آلاف السنين وان هذا ميراث أول الحضارات العظيمة على كوكب الأرض.
وفي اللوحة الثانية نرى أقدم مثال على لوحة الطالب التي ظلت الوسيلة التعليمية الأساسية للطلاب في الغرب والشرق وهذه اللوحة ذات الإطار كانت تطلى بمادة بيضاء ليعاد الكتابة عليها وهي بمثابة سبورة الطالب الأولى والسلف كما يقول الخبراء للجهاز اللوحي الحالي، وعمرها أيضا 4000 عاما، وفي هذا الشأن تقول عالمة المصريات (مرجريت مري) : «إن أقدم كتابة عرفت حتى الآن هي المصرية وكذلك الحال فيما يتعلق بأقدم أحداث تاريخية مسجلة، ولقد أدى ولع المصريين بالكتابة إلي اختراع أقدم الأدوات الكتابية الفعلية من أقلام و مداد و ورق».