الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

معركة مجدو.. أعظم المعارك الحربية في التاريخ القديم

المعركة على جدارية
المعركة على جدارية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعتبر معركة مجدو واحدة من أعظم المعارك الحربية في التاريخ القديم حيث يتم تدريس المعركة في الأكاديميات العسكرية في أغلبية دول العالم حتى اليوم، وأطلق الخبراء العسكريين في الغرب على الملك تحتمس الثالث لقب “نابليون الشرق القديم”، وبدأت المعركة في السنه الثانية والعشرين من حكم تحتمس الثالث تقريبا في عام 1475 ق.م.

ومن أسباب نشوب المعركة كانت كنعان وفلسطين والشام خاضعة لحكم المملكة المصرية القديمة، وتمرد حاكم قادش على حكم مصر وانضمت 
وانضم ليه الكنعانيين ومجدو وميتانى وامورو وسيطروا على مجدو وقلعتها وتحكموا في اهم طريق  للتجارة بين بلاد النهريين ومصر.
كان تحتمس يعلم انه لا أمان للكنعانيين وقادش 
فهم كانوا دائموا التمرد على الحكم المصري
استعد تحتمس الملك الشاب القوى جيدا للمعركة 
فدرب جنوده في معسكر في طيبه تدريبا عنيفا وقويا كما أنه عدل من العجلة الحربية فجعلها يجرها زوجين من الأحصنة لتكون اسرع في القتال 
كما انه اول من استحدث واستخدم القوس المزدوج ودرب جنوده عليه.
كانت القوة المصرية تتراوح بين عشرة الاف الى خمسة عشر الفا وكانت القوة جيس الاعداء تقريبا في نفس الرقم وتحرك تحتمس العظيم بجيشه بعد موسم حصاد القمح ليضمن حاجة الجيش الى الغذاء، وسار بجيشه حتى وصل الى غزه ومنها الي بلدة حيم حيث عسكر تحتمس هناك 
وأرسل استخباراته الى قلعة مجدو ليستطلعوا الطرق والأعداء وعددهم، اجتمع تحتمس مع قواد جيشه ليقرروا اي طريق يسلكون وكان هناك ثلاث طرق.
طريقين ممهدين من الشمال والجنوب ويسمح بمرور سهل وسريع للجيش، وطريق وعر وضيق حول جبل الكرمل هو طريق اسمه ارونا وهو أقصر الطرق الى قلعة مجدو ولا يسمح الا بمرور فرد واحد وكان طريقا خطرا جدا، واختار قواده طريق ان يسلكوا احدى الطريقين الشمالي او الجنوبي لان طريق ارونا في احتمال مؤكد لدحر الجيش المصري اذا كان العدو مرتكزا هناك وهنا تأتي عبقرية تحتمس 
فقد قال لقواده اذا انتم قواد الجيش تفكرون بهذا المنطق فان العدو سيفكر مثلكم ولن يفكر اننا قد نسلك هذا الطريق.

وبالفعل سلك طريق المنتصف الوعر والضيق وقام بتفكيك العجلات الحربية وحملها بواسطة الجنود وعبور الأحصنة والرجال واحدا تلو الاخر حتى تمكنوا من الوصول قرب ساحة المعركة 
وجنود المعسكر الآخر ينتظرون الجيش المصري عند ممري العبور التقليديين وتم تركيب العجلات الحربية بسرعه فائقة ونظم تحتمس الثالث جيشه الى جناحين وقلب على شكل نصف دائرة 
وكانت هذه أول مرة تستخدم هذه الحيلة والتنظيم في المعارك وهجم الجيش المصري على الأعداء
الذين تفاجئوا به وانهزموا وفر قائد الجيش ملك قادش.
وقتل من قتل وفر الجنود الباقين الى داخل قلعة مجدو متحصنين بها، وحاصر تحتمس الثالث القلعة وحفر خندقا حولها وبنى سورا خشبيا مانعا اي شخص يخرج او يدخل منها فاستسلم كل من في القلعة وتسلم الجيش القلعة بكل ما فيها وتصالح تحتمس معهم وبايعوه على الطاعة  ولم يقتل منهم اسيرا ولا اي فرد سواء عسكري او مدني لان هذه هي أخلاقيات الجيش المصري فقبل المعركة خطب تحتمس في جنوده قائلا لهم  لا تقتلوا اسيرا ولا كبيرا ولا امراة او طفل واعطوا الخبز للجائع فانتصر تحتمس في موقعة مجدو انتصارا كبيرا وعاد الى مصر بغنائم كثيرة وهي "340 أسيرا و2041 فرسا، 6 فحول و924 عربة و200 درع، 502 قوس و1929 من الماشية، 22500 من الأغنام، بالإضافة إلى الدرع الملكي وخيمة ملك مجدو.

 وأخذ تحتمس الثالث معه كاتبه الخاص تجانيني والذي سجل كل شيء عن المعركة وكتبها في حوليات وسجلت على جدار معبد آمون رع في الكرنك وتحتمس الثالث أو نابليون الشرق القديم 
أعظم قائد عسكري بنى أكبر امبراطورية في العالم القديم وكانت مصر في عهده امبراطورية يخشاها كل العالم ومعركة مجدو هي معركة الفخر والريادة والقوة المصرية.