افتتحت جمعية كشافة لبنان فوج حرف ارده - زغرتا، السنة الكشفية تحت عنوان " قوة الروح " وذلك خلال قداس ترأسه راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، وعاونه فيه المرشد الروحي للفوج الخوري يوسف جنيد، وذلك في كنيسة مار شربل في حرف ارده قضاء زغرتا.
حضر القداس القادة المؤسسون للفوج، والقادة القدامى الى مجلس القيادة الحالي وجميع العناصر الكشفية من كافة الفئات العمرية، وحشد من الاهالي.
كما شارك في القداس مفوض الشمال الاول في كشافة لبنان ميشال فارس على راس وفد من قادة المفوضية في الشمال.
بعد الانجيل المقدس القى المطران سويف عظة جاء فيها:" في البداية اريد ان اعبر عن فرحي بالمشاركة معكم في هذه الذبيحة الافخارستية، في الاحد الاول من السنة الطقسية، السنة الليتورجية في كنيستنا المارونية، الذي يتزامن دائما مع افتتاح السنة الكشفية، ولكن ساعبر ايضا عن فرح باحتفال الفوج المبارك الثابت فوج كشافة لبنان في حرف ارده، بيوبيله الخمسين، مرور خمسين سنة عل تأسيسه، حينها لم استطيع ان اكون معكم في الاحتفال، لكني وجهت تحية ورسالة، كذلك نشكر غبطة ابينا البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الذي وجه ايضا رسالة تهنئة لهذا الفوج في هذه الرعية المباركة، وبهذه الطريقة كرم الرعية وكرم الابرشية، بمرور خمسين سنة على تأسيس الكشاف في رعية حرف ارده، واليوم انا هنا بينكم وجها لوجه، وامام حضرة الرب اقول لكم مجددا الف مبروك يوبيلكم الذهبي".
اضاف المطران سويف:" الحقيقة انه لامر مفرح جدا، وهنا اود ان اشكر المرشد الروحي للفوج، الذي لا يزال يتمتع بروح الشباب، كما اود ان اشكر القادة المؤسسين الحاضرين معنا والغائبين، وكل القادة المسؤولين الذين تعاقبوا على المسؤولية في كل المراحل، كما اود ان احيي القادة الحاليين للفوج، لان المسؤولية اليوم فيها الكثير من التحديات خاصة في هذه الايام، ولكن انا اود ان اهنئكم بمجرد ان يكون فوجكم اكثر من مئة وعشرين شابا وصبية، وطفل وطفلة، وهذا ينم عن محبة، عطاء و تعب، تضحية، وكرم، عن ايمان والتزام فالف والف مبروك".
وتابع المطران سويف يقول:" لا يسعنا احبائي الا ان نشكر الرب على وجود هذه الحركات الكشفية الشبابية في كنيستنا، ومن دونها تكون رعيتنا "ختيارة"، من دون هؤلاء الاطفال والشيبة والاهتمام فيهم والاصغاء اليهم، ومرافقتهم، تكون الرعية احيانا احتفالات بعيدة كل البعد عن الروح، عن النبض، عن الحياة، عن قوة الروح، الذي هو موضوعكم لهذه السنة، يعني قوة الروح القدس، نحن في بداية السنة الطقسية، وافتتاح السنة الكشفية، نستلهم الروح القدس حتى يجددنا، لانه معنا. عندما تعمدنا مسحنا بالميرون ميرون المسيح، وتثبتنا بنعمة الروح القدس، التي نلناها بالمعمودية، واصبحنا هياكل لها، وهذا هو ايماننا " ان اجسادكم هياكل الروح القدس"، كما يقول مار بولس. لذلك احيانا، اذا كان التعب قد نال من الهيكل، اليأس، الظلام، في بعض المحطات، فالاهم هو ان لا نيأس او نخاف، لان اجسادنا في المعمودية اصبحت هيكلا للروح القدس لذلك نحن نجدد القوة التي نلناها بالمعمودية التي هي قوة الروح القدس، الذي يعطينا القوة حتى نكون شهودا حقيقين للمسيح وكما سمعنا بالرسالة الى العبرانيين، المسيح الذي هو رئيس كنيسة احبارنا، هو الوحيد الذي دخل الى قدس الاقداس، وقدم ذاته على الصليب، فكان رئيس احبار اعترافنا، عندما ينادون المطران رئيس الكهنة، او الى كل كاهن ابونا، او كل شخص انت مسيحي، يعني انه ممسوح، والاهم ان ننظر الى رئيس كهنةاعترافنا يسوع المسيح، لان كهنوتنا الذي نعيشه يكون تشبه واقتفاء اثار الكاهن الاول والاعظم يسوع المسيح، كهنوت نعيشه بتواضع، بمحبة، بالعطاء، بتقدمة الذات، بروح الخدمة، وما هو شعار الكشاف وروحانية الكشاف ؟ انه دائما مستعد، مستعد لماذا، مستعد للخدمة، لخدمة الرب اولا، لخدمة الانسان"،
وقال:" الكشاف دوما مستعد لمساعدة الانسان المتعب، المجروح، المريض، اليائس، هنا يكون الكشاف قريبا منه، يسمع له، ويتقبله كما هو، وكما قال المسيح انا جئت لكي اخدم لا كي اخدم، ان احبكم واشفيكم، وعندما يكون الكشاف موجود في حياة الانسان المتالم والضعيف والفقير والمجروح يكون المسيح هو الذي يتلاقى به. وهذا ما يذكرنا بمثل "السامري الصالح" في الانجيل المقدس. الذي راى انسانا مجروحا بين الحياة والموت وملقى على قارعة الطريق لا احد يسال او يهتم به، اعتني به كإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله من دون ان يسال من هو، واظهر له كل الحب، الرحمة، والعناية. وضمد له جراحه واخذه الى المشفى، وعندما علم انه شفي ارتاح واكمل طريقه، وهذا هو يسوع الذي يتصرف مع الانسان ، وهذا هو الكشاف الحقيقي الذي يتصرف مع كل الانسان، وهذا هو المسيحي الحقيقي الذي يتصرف مع اخيه الانسان برحمة، لطف، ومحبة، وانسانية، كما فعل الرب معنا، الله هو الكلمة التي صارت انسانا، تضامن مع انسانيتنا الضعيفة والمجروحة، وشفانا من كل جراحنا وخطايانا، ورفعنا معه على الصليب، وهو رئيس احبار اعترافنا، واعطانا الحياة الجميلة بموته وقيامته من بين الاموات، وانا اكيد انكم انتم ككشاف مستعدون للسير في هذا الطريق، نعم لنداء الرب لكل واحد منكم حتى تكونوا تلاميذ الرب في قلب رعيتكم، قلب الابرشية، وحتى في كل لبنان، لبنان المجروح المهمش، الملقى على قارعة الطريق ينتظر من يلاقيه ويساعده، ويجدده، ومن غير قوة الروح القدس تستطيع ذلك، هي التي تجدد فينا الانسان، نأمل ان تكون سنة مباركة، التي هي سنة طقسية، سنة تجديد البيعة، اي الكنيسة التي ولدت من الدم والماء الللذين سالا من جنب المسيح على الصليب، كنيسة واحدة، جامعة، مقدسة، رسولية، تشهد للحب والغفران.
في ختام القداس شكر الخوري جنيد المطران سويف حضوره ومشاركته الفوج في افتتاح سنته الكشفية، املا ان تكون سنة خير ومحبة على الرعية واهلها وعلى الكشافة، وما الوعد الذي قطعناه اليوم امام الله وامامكم، سوى تاكيد واضح على الاستمرار في استعدادنا الدائم للتضحية والعطاء.
ثم اقيم حفل تسليم بين الوحدات والقادة الجدد في الباحة الخارجية للكنيسة، كما تم عرض شرائح ضوئية تروي حكاية فوج لسنة كاملة.