حذر المتحدث السابق باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، من أنه قد تكون هناك "مواجهات دامية" في المستقبل مع استمرار الانتفاضة الإيرانية في جميع أنحاء البلاد لمدة سبعة أسابيع.
وكتب ربيعي، وهو عضو قديم في مجتمع الاستخبارات الإيرانية، في تعليق في صحيفة اعتماد الإصلاحية أن بعض المسئولين والجماعات السياسية همشوا "المعتدلين" لتسهيل تدمير إيران من قبل أولئك الذين يواصلون خلق خطوط الصدع في المجتمع الإيراني.
وقتلت قوات الأمن أكثر من 300 متظاهر وفقًا لجماعات مراقبة حقوق الإنسان، من بين أكثر من 40 طفلًا. وقال إن البعض "يمارس ضغوطًا قصوى لتعطيل جهود الوسطاء بين الحكومة والمتظاهرين، مشيرًا إلى أن هناك مقاربة أمنية في الحكومة تستهدف بشكل منهجي إضعاف المجتمع المدني والفئات المرجعية المؤثرة".
ومن الواضح أن ربيعي كان يشير إلى المتشددين الإيرانيين الذين يحاولون التخلص من جميع خصومهم السياسيين واحتكار السلطة داخل المحافظين المتطرفين في إيران.
وأشار ربيعي إلى أن "المشاركة السياسية لمختلف الجماعات والأحزاب السياسية كانت محدودة للغاية في انتخابين متتاليين، ونتيجة لذلك فقد صندوق الاقتراع وظيفته في خلق وسطاء لعبوا دور الوسط بين مختلف الأجيال ومطالبهم".
كان المتحدث الحكومي السابق، وهو عامل ذو خبرة، يشير إلى إقصاء من يسمون "بالإصلاحيين" من مراكز السلطة في العامين الماضيين.
ومنذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، كان "الإصلاحيون" يحثون النظام على اتباع سياسات عقلانية ومعتدلة نسبيًا، لكن المتشددون تم تنحيتهم جانبًا بشكل تدريجي، حيث كانوا يتمتعون بدعم الحرس الثوري والمرشد الأعلى علي خامنئي.
وقال ربيعي، إن الحكومة رفضت الالتفات إلى التحذيرات بشأن نقاط ضعف المجتمع الإيراني.
وحذر من أن غياب الوساطة بين الحكومة والشعب على مدار التاريخ جعل الاثنين وجهًا لوجه في خلافات دامية. وحذر من أنه بدون المعتدلين لن يكون هناك حتى حد أدنى من التفاهم بين الحكومة والجماهير.
كما أشار إلى خطورة الوضع الناجم عن ضعف الإعلام الوطني. وفي سلسلة تغريدات، أشار المعلق الإصلاحي أحمد زيد أبادي أيضًا إلى مخاطر فقدان الإعلام الإيراني دوره كنقطة مرجعية للأمة.
وكتب زيد أبادي، أن المسئولين الإيرانيين فشلوا في فهم أنهم خسروا "الحرب الإعلامية" لوسائل الإعلام الأجنبية الناطقة بالفارسية.
وأشار إلى أن الإيرانيين لا يجدون التليفزيون الرسمي موثوقًا به إلا عندما يروي الوقت.
بخلاف ذلك، قال التليفزيون الحكومي الكثير من الأكاذيب لدرجة أن مشاهديه لا يستطيعون تصديق أي شيء يتم بثه على أنه أخبار.
وقال زيد أبادي، إن المشاهدين لن يصدقوا التليفزيون الرسمي حتى عندما يشير إلى حقيقة مطلقة.