يبدو بل يتأكد بؤس الفقراء مقابل رفاهية الأغنياء بأنه حال التقارير الرسمية للمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة المهتمه بتأثيرات المتغيرات المناخية.
التى في حقيقتها تهدد مستقبل البشرية والعالم حيث أكد الواقع والتقارير الرسمية العلمية أن الدول الأكثر تلوثا والتي ينبعث منها ثاني اكسيد الكربون هي الدول الكبري " الولايات المتحدة الامريكية – المانيا – اليابان – روسيا – إندونسيا – البرازيل – كوريا الجنوبية – الهند – الصين - كندا وإيران "، حيث تؤكد التقارير أن الدول الغنية المتقدمة هي الاكثر تأثيرا فى ظهور الاحتباس الحراري.
ولعل المتابع للتقارير الخاصة والرسمية يدرك أن مستقبل الكون معرضًا للمخاطر الجسيمة، حيث رسم العلماء سيناريوهات متعددة سوف تؤدي إلى هلاك الملايين حول العالم بسبب المتغيرات المناخية وسوء استخدام الموارد الطبيعية التى قد تؤدي الى الشح والندرة.
وبعيدًا عن القرارات السابقة لمؤتمرات المناخ والبيئة وعددها، كشفت كلمة وزير الخارجية المصري سامح شكري فى الجلسة الاجرائية الاولي للمؤتمر فى شرم الشيخ الاحد 6 نوفمبر 2022 كشف الوزير عن جانبي خطيرين الاول ان العالم والدول المسئولة عن التلوث لم تتحرك نحو الواقع من اجل تغيير التصرفات الخاصة لحماية المناخ.
اما الامر الثاني الخطير ان الدول الغنية لم تلتزم بتعاهدتها فى التمويل الخاص بالدول الفقيرة والذي من المقدر ان تسدد تلك الدول سنويًا 100 مليار دولار امريكًا لمواجهة التحديات الخاصة بالمناخ وهو ما لم يحصل حتي الان.
وهنا نضيف أن رغم اهمية الصندوق الاخضر للمناخ والمشروعات المتعلقة بحماية المناخ عن طريق الكثير من الابحاث والدراسات العلمية فان الأمر يستوجب التحذير طالما لم يتحرك الى الواقع الفعلي.
وقد اعجبني مبكرًا ايضا ما صرح به وزير البيئة السابق دكتور خالد فهمي بقوله قبل المؤتمر " لابد من التحرك من الوعود الى التنفيذ " وهو ما اكده المصري القدير الدكتور محمود محي الدين رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر الدول الاطراف فى اتفاقية الامم المتحدة الاطارية " COP 27 " والمبعوث الخاص للامم المتحدة المسئول عن تمويل اجندة 2030 للتنمية المستدامة وهو ما اكدته مدير عام صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا بقولها " على اهمية دمج ابعاد تغيير المناخ بالسياسات الاقتصادية ".
وبعد أن اي حديث عن مواجهة تحديات التغيرات المناخية وتأثراتها الخطرة التى ظهرت فى فيضانات الانهار والبحار والمحيطات وتعدد الزلازل وتفجير البراكين ونحر الشواطئ وحرق الغابات والاشجار وغيرها من التعديات على الطبية بالابخرة والدخان والتأثيرات للصناعات الملوثة للبيئة ومذابح الاشجار هو اوضاع خطير.
وأن نجاح مؤتمر المناخ فى ثوبه الجديد فى شرم الشيخ على الاراضي المصرية ليس مرهون فى الانعقاد فى حد ذاته ولا فى المشاهد الحضرية للحوار او حتي فى مظاهر الاحتفال او حتي فى الكلمات الرنانة او العاقلة حول المناخ ولكن الامر مرهون بمدي مصداقية الدول الغنية فى تنفيذ تعهداتها المالية ودعم الدول الفقيرة من اجل وضع برامج للتنفيذ والمتابعة من اجل مستقبل افضل لنا جميعًا.