أكد علاء ثابت، رئيس الجالية المصرية فى ألمانيا، أن جميع دول العالم الآن تشهد موجة غلاء وتواجه جميع الدول أوضاعا اقتصادية صعبة، وأن العقوبات على روسيا جاءت بالسلب على جميع الشعوب الأوروبية.
وفي حواره مع «البوابة نيوز» تحدث علاء ثابت عن سُبل الخروج من الأزمة الاقتصادية، وعن المصريين في ألمانيا وبحثهم عن فرص أفضل واصطدام بعضهم بواقع لا يتناسب مع الحلم الذي رسموه في أذهانهم، وعن الصعوبات التي تواجههم، خاصة مع الأزمة الحالية التي يشهدها كل دول العالم والدول الأوروبية تحديدًا جراء الحرب الروسية الأوكرانية، وإلى نص الحوار..
* ماذا عن أوضاع الجاليات المصرية فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تمر بها ألمانيا؟
- أوضاع الجالية المصرية فى ألمانيا لا تختلف كثيرًا عن الألمان أو الإنجليز أو أى جنسية تعيش هنا فى ألمانيا، حيث نعانى جميعًا من غلاء الأسعار والأوضاع سيئة جدًا، خاصة مع ارتفاع أسعار الطاقة وعدم توافر السلع الأساسية كالدقيق والزيت والأرز وارتفاع أسعارها لأكثر من 300% بخلاف السلع الأخرى والارتفاع الجنوني فى الأسعار وأحيانًا ندخل السوبر ماركت نجد الرفوف فاضية.
* ما تقييمك لتعامل ألمانيا مع أزمة الطاقة وحرب روسيا؟
- الحرب الروسية أثرت بشكل كبير جدًا على أسعار الطاقة والغاز والسلع الأساسية كما أشرت من قبل، وحتى الآن لم تظهر المشكلة بشكل كبير كما توقع الخبراء وبعض الوزراء فى الحكومة الألمانية، حيث ستكون الأزمة أسوء مع بدء فصل الشتاء واستمرار قطع العلاقات الألمانية الروسية وتوقف مصادر الطاقة والغاز التى كان يتم استيرادها من روسيا.
* هل أنت مع قطع العلاقات الروسية الألمانية أم تدعو إلى حوار لإيجاد حلول وأرضية مشتركة بين أوروبا وروسيا؟
- وضع طبيعي أن تشهد ألمانيا مظاهرات يومية تندد وتشجب قطع العلاقات الروسية الألمانية، وتلك المظاهرات رافضة العقوبات التى فرضتها ألمانيا ضد روسيا، وهذا يدل على أن الأغلبية من المواطنين ضد تلك القرارات وتنادى بضرورة الحوار مع روسيا، لأن تلك العقوبات جاءت بالسلب على جميع الشعوب الأوروبية من غلاء الأسعار.
وأزمة الطاقة والغاز بسبب الحرب الأوكرانية الروسية زادت في الفترة الأخيرة، وأن شركات كثيرة أعلنت إفلاسها بنسب 34%، حيث أصبح الوضع صعبا والشتاء المقبل سيكون به مشاكل كتير في التدفئة وألمانيا تعاني من فقدان عدد كبير من الشركات في قطاع الصناعة.
وبالفعل أعلن بعض المصانع إغلاقه وبعض المستثمرين في السيارات ومجالات أخرى قاموا بتحويل استثماراتهم للخارج باتجاه آسيا، لأن الوضع في ألمانيا وأوروبا أصبح صعبا في ارتفاع التكاليف، خاصة أن الأيام المقبلة لا تبشر بالخير، والأسر تشكو من رفع الأسعار وهناك مظاهرات كل أسبوع للمطالبة برفع العقوبات عن روسيا، بسبب منعها الطاقة والغاز عن ألمانيا.
* ما مدى تأثير صعود اليمين المتطرف الألمانى على الجالية المصرية والعربية فى ألمانيا؟
- لا نشعر هنا فى ألمانيا بأي تفرقة فى المعاملة أو أى عنصرية، لأن ألمانيا بلد تحترم الأجانب وتحترم الثقافات الأخرى وتعطى الحرية للجميع، وليس هناك أى تأثير من جانب اليمين المتطرف على الجالية المصرية.
* كيف تتعامل الجاليات المصرية فى ألمانيا مع نفوذ الإخوان فى أوروبا وألمانيا؟
- الإخوان لم يعد لهم أى تواجد على الساحة فى ألمانيا وذلك لعدة أسباب، منها القيادات التى كانت موجودة في المركز الإسلامي وتم طردهم منها، وأيضًا ملاحقة الشرطة الألمانية للإخوان والسلفيين، سواء فى المساجد التى يبثوا منها إرهابهم وهو ما أبعدهم عن الساحة تمامًا.
* ما أسباب طرد الإخوان من مجلس المسلمين ولماذا تأخر قرار مواجهتهم؟
- القرار متأخر وذلك لأننا طالبنا مرارًا وتكرارًا لاعتبار جماعة الإخوان منظمة إرهابية حتى يتوقف الشعب والحكومة الألمانية عن التعامل معهم نهائيًا، وبالطبع تأخر ذلك القرار، ولكن سوف يصدر قريبًا جدًا فى البرلمان الألماني.
* ما تقييمك لأداء المستشار الألماني أولاف شولتز بالمقارنة مع «ميركل»؟
- بالطبع العلاقات المصرية الألمانية دائمًا فى تطور، وكانت العلاقات المصرية الألمانية فترة تولى أنجيلا ميركل مع الرئيس عبدالفتاح السيسي تتميز بطابع خاص، والزيارة الأخيرة التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي للمستشار أولاف شولتز كان لها أيضًا أثر كبير فى عودة التعاون والنشاط الاقتصادي بين البلدين وعودة الشركات والمستثمرين كسابق عهدهم، وعمومًا وجود الرئيس السيسي في ألمانيا سواء الآن أو خلال فترة المستشارة أنجيلا ميركل يدل على عظمه مصر لوجودها مع الدول الصناعية الكبرى كذلك يدل على التعاون في مجالات مختلفة مثل التعليم والطاقة والصناعة والتجارة وفي قضايا مثل مقاومة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
وعند لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي أعلن المستشار الألماني عن وجود القطار السريع في مصر ووصفه بأنه قرار استراتيجي في تحول الطرق وسائل المواصلات في مصر إلى ذلك المستوى المتطور، ونشهد جميعًا على الطفرة الموجودة في مصر من إنجازات حقيقية على الأرض لم تحدث منذ 30 عاما وذلك تتم ملاحظته من خلال تواجد بعض المصريين القادمين من الخارج خلال قضاء الإجازات في التطور في الطرق والكباري والبنيه التحتية لمصر، ويجب أن لا ننسي أن التعاون في مجال التعليم من خلال مشاركة ألمانيا بوجود جامعات ألمانية في مصر زاد من التقارب بين البلدين.
* هناك عدد كبير من الشباب الواعدين في مجال البرمجة و«السوفت وير»، كيف يمكن أن نستفيد منهم في مصر؟
- بالطبع يوجد عدد كبير من شباب المصريين من الطلاب الدارسين، بالإضافة لعدد آخر من المهندسين والدكاترة يحضرون للتعلم أو الحصول على الماجستير والدكتوراه، وتعرض السلطات الألمانية دائمًا العمل، وذلك نظرًا لتفوقهم الدراسي، حيث إن الشباب المصري شباب واعد وسوف يعود بالخير دائمًا إلى مصرنا الحبيبة.