تعتبر قصة العازف الضرير المنحوت في الجدارية الرائعة بمقبرة نخت في مقابر النبلاء الموجودة بالاقصر، من الاسرة الثامنة عشر حوالي 1500 ق.م، وهي من الجدريات المميزة في التاريخ التي توضح قصة هذا الضرير الموهوب، وكان “نخت” كاهنا وعالم فلك والمشرف على الزراعة الملكية.
وهذه الجدارية الجميلة تمثل النبيل نخت وزوجته الجميله وهم يجلسون يستمعون ويستمتعون بانشاد المغني الضريرعلى آلة الهارب وهم في سعادة وانبساط، والزوجة تلوح بيدها اليسرى وكأنها تحي العازف على أداءه، وتدل تلك الجدارية على أن المصريين القدماء كانوا هم اول شعوب الأرض يحترمون ويقدرون ذوي الاحتياجات الخاصة فلم يكن الشخص الضرير أو المعاق عالة على مجتمعه بل كان فردا عاملا يحظى بمكانة وتقدير من المجتمع كله.
وكما أن المصري القديم لم يتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة كشخص منبوذا في المجتمع بل سمح له بأداء الدور الذي يريده ليؤكد أنه لا فرق بين صحيح أو معاق “عملك فقط هو من يجعلك شريكا”.