الجهاز العصبي الدماغي الشوكي، هو الجهاز الذي يتحكم في كل وظيفة من وظائف الجسم، كما ان كل خلية عصبية تتلف لا يخلق بديل لها إنما المخ يأمر خلية أخرى ان تقوم بمهام هذه الخلية التي ماتت، حيث يقول علماء البايولوجي ان جسم الانسان يشفى نفسه بنفسه، و"العلاج الذاتي" عبر افراز مهدئات طبيعية لتخفيف الالم، وهذه المهدئات "المخدرة" تكون ملتصقة على سطوح الخلايا العصبية في مراكز الالم، الخوف والانفعالات.
واكتشاف أن أدمغة البشر تنتج خلايا عصبية جديدة طوال عمر الإنسان أحد أكبر الاكتشافات في مجال علم الأعصاب في العشرين عامًا الماضية، وحظيت الفكرة باهتمام شعبي وعلمي هائل، خصوصًا لأنها تعطي بريقًا من الأمل في إمكانية استخدام تلك القدرة التجديدية للدماغ في تعزيز الإدراك، أو لمعالجة الإصابات أو الأمراض، وفي الحيوانات، ربط العلماء بين الإنتاج المتواصل للخلايا العصبية الجديدة وتحسن عمليات التعلم والذاكرة، وربما حتى ضبط الحالة المزاجية.
كما توصلت دراسة جديدة أجريت على البشر ونشرت في مجلة Nature كبحت جماح هذه الفكرة ففي تحد مباشر لدراسات سابقة، قال الباحثون إن الأشخاص البالغين لا ينتجون خلايا عصبية جديدة في منطقة الحصين، أحد المراكز الرئيسية لمعالجة الذكريات، وتمثل هذه الدراسة أحدث حلقة في الجدل المثار حول ما إذا كانت أدمغة البشر البالغين تنتج خلايا جديدة أم لا، وإلى أي مدى تفعل ذلك.
كان العلماء في البداية يعتقدون أن الدماغ يتوقف عن إنتاج الخلايا العصبية عند الولادة، أو بعدها بوقت قصير، غير أن الأبحاث التي أجريت في ستينيات القرن العشرين بدأت تدحض هذا الاعتقاد، وكشفت التقنيات الجديدة لوسم الخلايا المنقسمة عن ولادة خلايا عصبية جديدة في عملية تعرف باسم تخلق النسيج العصبي في أجزاء من أدمغة الجرذان البالغة، وعلى مدار العقود القليلة التالية، اكتشف العلماء حدوث تخلق النسيج العصبي في الحيوانات البالغة من أنواع أخرى، شملت الطيور والفئران والقرود.
وفي دراسة بارزة أجريت عام 1998 سجل باحثون حدوث هذه الظاهرة في منطقة الحصين من دماغ الإنسان البالغ، وقد عززت دراسة أخرى كبرى نشرت عام 2013 هذه النتائج، إذ قدرت أن حوالي 1400 خلية عصبية من خلايا الحصين يتم إنتاجها يوميا في أدمغة البالغين، غير أن نتائج الدراسة الأخيرة تعيد عقارب الساعة إلى الوراء، مما أثار الدهشة، حتى بين الباحثين أصحاب الدراسة أنفسهم.