لا يعرف الكثير من الناس أنه في فترة زمنية معينة بنيت العديد من السفن الخرسانة، حيث لا يتوقع أن توضع تلك السفن في مياه البحار والمحيطات وتسبح بدون أن تغرق، حيث تم بناء العديد من السفن باستخدام الخرسانة بين عامي 1855 و1945، ولكن مع مرور الوقت تم طردهم من الخدمة، وخسروا المنافسة أمام السفن العادية المصنوعة من الفولاذ، وبني أول قارب من الخرسانة المسلحة في عام 1855 في فرنسا على يد المهندس لويس لامبو وقد تم تعزيزها بشبكة حديدية.
ولم يبدأ الإنتاج الضخم لها حتى الحرب العالمية الأولى، وقد تم استخدامها كوسيلة نقل رخيصة، لكن السفن الخرسانية اكتسبت شعبية حقيقية خلال الحرب العالمية الثانية، وتم إنتاجها بكثرة في الولايات المتحدة الأمريكية ليس لأنها جيدة، ولكن لأن السفن العادية كانت اهداف سهلة لطوربيدات الغواصات الألمانية وكانت امريكا تعاني من نقص حاد في الحديد خلال الحرب، وكانت تسمى بالسفن من فئة ليبرتي، وكانت مدة خدمتها في المتوسط 5 سنوات، لأنه كان من الصعب إصلاحها.
وكانت هذه السفن هي التي جلبت جزءًا كبيرًا من الجيش خلال عمليات إنزال الحلفاء الشهيرة في نورماندي بعد الهبوط، تم استخدامها كحواجز، فمن مميزات السفن الخرسانية أنها "رخيصة، وتتطلب تكنولوجيا تصنيع بسيطة للغاية وحدًا أدنى من الحديد النادر، لا تتأثر من بالنار ولا الصدأ، قوية للغاية، وقادرة على تحمل ضربات قاسية أثناء المعارك، أما سلبياتها، غير قادرة على المناورة، غير قابلة للإصلاح في معظم الأحيان، وتغرق بسرعة الى القاع عند أي تسرب".
وكان البحارة الأمريكيون يُلقبونها بالقبور العائمة ويترددون بالخدمة على متنها، وتم بيعها الى شركات خاصة بعد الحرب، ويذكر أن سبع سفن خرسانية طافية لغاية الآن بمثابة رصيف عائم لحاجز الأمواج على أحد الأنهار الكندية.