سلط كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم /الأحد/، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الشأن المحلي.
ففي صحيفة (الأهرام) وتحت عنوان "مصر وإنقاذ العالم من حافة الهاوية"، قال الكاتب عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام: "إن أهمية قمة شرم الشيخ "cop27" التي يتولى رئاستها الرئيس عبدالفتاح السيسي، تأتي في إنقاذ العالم من حافة الهاوية وزيادة قدرة دول العالم على الحد من الكوارث البيئية التي يمكن أن تطول الجميع وتضرب كل مكتسبات الحضارة الإنسانية بلا هوادة.. مؤتمر شرم الشيخ ليس رفاهية، وإنما ضرورة حياة لمصر وإفريقيا ولكل دول العالم؛ لأن المخاطر تقترب من الجميع، وإذا استمر الوضع الحالي دون مواجهة، فسوف تتدهور الأوضاع البيئية إلى الأسوأ باستمرار وتنتشر المجاعات والأوبئة وتصبح الحياة على كوكب الأرض ضربا من المستحيل.
وأضاف: "أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من المناطق الأكثر تضررا من التغيرات المناخية، كما جاء في تقرير منظمة (جرينبيس) المتخصصة في الشئون البيئية، ونشرته الأربعاء الماضي، وجاء فيه أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد تتعرض لمشكلات ضخمة نتيجة التغير المناخي، وخاصة فيما يتعلق بتفاقم مخاطر أمن الغذاء وشح المياه".
وأشار الكاتب إلى أنه في (cop26) التي عقدت في (جلاسكو) بالمملكة المتحدة خلال العام الماضي، واجه الرئيس عبدالفتاح السيسي الدول الكبرى، وطالبها بضرورة تحمل مسئوليتها، والالتزام بتعهداتها وتقديم 100 مليار دولار للدول النامية؛ من أجل أن تستطيع تلك الدول الوفاء بالتزاماتها في هذا الإطار، خاصة أن الدول النامية هي التي تعاني التبعات الأكبر لأزمة المناخ رغم أنها لم تكن متسببة في تلك الأزمة.
واختتم بالقول: "أعتقد أن قمة شرم الشيخ هي قمة الفرصة الأخيرة لإنقاذ كوكب الأرض من حافة الهاوية قبل فوات الأوان، خاصة أن مصر قد بذلت جهدا ضخما وخارقا، ووفرت كل سبل نجاح هذه القمة، ولم يبق سوى صدق إرادة المشاركين وتمسكهم بوحدة المصير، وإيمانهم بالمخاطر المشتركة على الجميع".
وفي مقاله /بدون تردد/ بصحيفة "الأخبار" قال الكاتب الصحفي محمد بركات: "في إطار المصارحة الواجبة والمكاشفة المطلوبة يجب أن نقول إننا أمام مهمة ثقيلة وليست سهلة ولا ميسورة، ملقاه على عاتق القمة العالمية للمناخ (27-COP) المقرر أن تنطلق أعمالها من مدينة شرم الشيخ، بمشاركة عدد كبير من قادة العالم ورؤساء الحكومات وحشد ضخم من الشخصيات الدولية والخبراء والمتخصصين في شئون البيئة والمناخ في أنحاء العالم المختلفة والمتنوعة".
وأضاف: "هذه المهمة الثقيلة هي محاولة إنقاذ العالم من الأخطار الجسيمة والتهديدات البالغة التي تحيط به من كل جانب، في ظل ازدياد نسبة التلوث الحادة التي تخيم على الكرة الأرضية كلها حاليا، وتجرها إلى طريق الفناء والاختناق والغرق تحت وطأة الارتفاع لمعدل الانبعاثات الكربونية المسببة للاحتباس الحراري وزيادة درجة حرارة الأرض، وازدياد معدلات ذوبان الجليد في الأقطاب المتجمدة وارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات.. والأمل يراود حكماء العالم والعلماء والخبراء، في أن يتمكن مؤتمر المناخ السابع والعشرون في شرم الشيخ، من وقف الاندفاع الخطر للأرض وأهلها نحو الهلاك، وأن تستطيع الدول والحكومات اتخاذ خطوات فعالة لإنقاذ الكوكب المسكين من المصير السيئ الذي ينتظره، إذا استمرت الدول الكبرى والمتقدمة في ممارساتها التي تؤدي إلى هلاك الأرض والانتحار الجماعي لسكانها".
وأشار إلى أن تحقيق هذا الأمل يتطلب تمكن مؤتمر شرم الشيخ من النجاح فيما لم ينجح فيه مؤتمر باريس للمناخ عام 2015، ومؤتمر (جلاسكو) للمناخ في اسكوتلندا العام الماضي، وهو ما يستوجب وقف الأنشطة الملوثة للبيئة والمناخ التي تقوم بها الدول الصناعية الكبرى بصفة دائمة ومستمرة، من خلال استخدامها للبترول والمحروقات الهيدروكربونية فى كل مجالاتها الحيوية سواء في الصناعة أو النقل والمواصلات والزراعة وغيرها، وذلك في حقيقته مطلب صعب ومهمة ثقيلة في ظل الواقع الذي نراه ماثلا أمام أعيننا في العالم كله حاليا،..، ولكنها بالقطع مهمة غير مستحيلة التحقق رغم ثقلها.. والسؤال الآن.. ماذا ستفعل قمة شرم الشيخ في مواجهة ذلك؟!".
وقال الكاتب عبد الرازق توفيق - في عموده (من آن لآخر) بصحيفة (الجمهورية) تحت عنوان /هنا شرم الشيخ/ - "لم تأت استضافة مصر للقمة الدولية للمناخ صدفة ولكن نتاج ومحصلة جهود جبارة وتضحيات عزيزة وعمل وصبر وإصلاح حقيقي".. مضيفا أن القمة الدولية للمناخ تجسيد حقيقي لمكانة مصر المرموقة دوليا وإقليميا.. حضر العالم ليشهد على أرض الواقع جمهوريتنا الجديدة.
وتابع بالقول: "إن استضافة مصر لقمة العالم للمناخ (كوب ــ 27) هي محصلة ملحمة وجهود وبناء وإصلاح حقيقي لولاه ما وصلنا إلى هذه الثقة والمكانة المرموقة".. موضحا أن استضافة مصر لقمة المناخ العالمية هي تتويج مستحق وتجسيد حقيقي لما وصلت إليه الدولة المصرية وكان لها أن تحصد نتائج أكثر لولا تداعيات الأزمات العالمية العنيفة مثل كورونا والحرب الروسية ــ الأوكرانية.
وأشار إلى أن مصر على مدار 8 سنوات وضعت يدها على طريق النجاح وقررت بشكل نهائي أن تتبوأ مكانتها المستحقة وتتحدى كل المعوقات والأزمات والتحديات التي تراكمت على مدار 50 عاما؛ لذلك فإن قمة المناخ العالمية هي عنوان حقيقي لحالة النجاح التي تعيشها مصر، وتتويج مثالي لمسيرة تتواصل من أجل بلوغ ذروة الأهداف والتطلعات.
واختتم بالقول: "قمة التغير المناخي (كوب ــ27) التي تعقد بشرم الشيخ هي رسالة سلام مصرية تتسق مع ثوابتها وسياساتها ومبادئها وما غرسته على مدار 8 سنوات من الحفاظ وبناء الإنسان ونشر وترسيخ التسامح والتعايش والحوار.. مصر تجلس بثقة واقتدار، تقود رسم خريطة واضحة المعالم؛ لإنقاذ الكون من ويلات وتداعيات التغير المناخي التي تكاد تعصف بالعالم خاصة الدول النامية والفقيرة التي لا ذنب لها وتحملت أخطاء وكوارث وانبعاثات الكبار من الدول الصناعية الكبرى.. لذلك وجب على الدول الكبرى توفير التمويل اللازم لهذه الدول الأكثر تضررا لمواجهة تداعيات التغير المناخي".