أكد بوروت باهور رئيس جمهورية سلوفينيا تقديره لدور مصر وانخراطها في المنطقة بما في ذلك الاتحاد من أجل المتوسط وهي تعد أهم شريك لنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. مضيفا:" أتذكر بسرور كبير لقائي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارتي لمصر عام 2016 "
وأضاف الرئيس بوروت باهور في حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم / الأحد /:" أنه بالتعاون مع الرئيس السيسي أعطينا قوة دفع جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وأعتقد أننا كنا ناجحين. وتم تكثيف الاتصالات السياسية منذ ذلك الحين وتم استكشاف مجالات جديدة للتعاون المحتمل وعلى الرغم من أن الاتجاه العام في التعاون التجاري يعتبر إيجابيا جدا ولكني أعتقد أنه ينبغي إيلاء المزيد من الاهتمام لإيجاد طرق لتعزيز علاقات اقتصادية أقوى في المستقبل".
وأوضح أن سلوفينيا تستهدف بشعار "الأخضر والابتكار والإبداع " أن تكون رائدة في مجالي الابتكار والإبداع مع التركيز علي الاستدامة والتكنولوجيات الخضراء وبالمثل، أفهم أن" رؤية التنمية لمصر 2030 " تتميز بشكل بارز بالاستدامة والمعرفة والابتكارات وهذه المجالات تخلق فرصا جديدة للتعاون الثنائي.
وأشار إلي أن " ليوبليانا "تستضيف مقر منظمة اليونسكو للبحوث الدولية حول الذكاء الاصطناعي وهو مجال أخر محتمل للتعاون فيه مع مصر فضلا عن مجالات اللوجستيات والإلكترونيات والهندسة الكهربائية والطاقات المتجددة والصحة والسياحة، وذلك على سبيل المثال لا الحصر".
وأكد باهور أن سلوفينيا ومصر تتقاسمان قيما مشتركة وتؤيدان بقوة التعددية والدور المركزي للأمم المتحدة في ضمان السلم والأمن الدوليين واحترام القانون الدولي.. مشيرا إلي أن سلوفينيا تقدمت بالترشح لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن خلال الفترة من عام 2024 إلي 2025.
وأضاف أن بلاده سوف تساهم كعضو غير دائم في مجلس الأمن في الحفاظ علي السلم والأمن الدوليين وتعميق الحوار مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وتعزيز الثقة في التعددية وبالطبع سوف نواصل العمل عن كثب مع شركائنا وأصدقائنا، بما في ذلك مصر، من أجل تحقيق أهدافنا.
وذكر باهور أن هناك ارتباطا تاريخيا فريدا بين البلدين ما يسمي " بنساء الإسكندرية" حيث عاش الآلاف من السيدات السلوفينيات في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتى بداية الحرب العالمية الثانية في مصر وبخاصة مدينة الإسكندرية وكن يعملن في رعاية وتعليم الأطفال، وقد عاد الكثيرات منهن إلي ديارهن ولكن أحفاد من بقي منهن مازالوا يعيشون في مصر ويشكلون جزءً من المجتمع السلوفيني في مصر.
وأضاف:" أعتقد أنه من المهم التعرف على قيمة الحفاظ على هذا الجزء من التراث الثقافي والتاريخي ولهذا قررت الاعتراف رسميًا بمساهمة المجتمع السلوفيني وتم الحفاظ على تراث نساء الإسكندرية لهذا الغرض. هذا يعتبر أحد الأمثلة على الروابط التي تجمع الشعبين السلوفيني والمصري، وأنا متأكد سيكون هناك المزيد في السنوات القادمة".
ورحب بوروت باهور رئيس جمهورية سلوفينيا بالدور النشط الذي تلعبه مصر في" مرحلة التنفيذ " في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ ( كوب 27 ) بمدينة شرم الشيخ، مما يظهر بوضوح الأهمية التي توليها مصر لقضية تغير المناخ.. مؤكدا:"أن هذا العقد هو الحاسم لتكثيف العمل المناخي وهناك حاجة إلى التنفيذ القوي من جميع الأطراف لبلوغ هذا الهدف ونحن ندرك التنوع الكبير في احتياجات ومواطن ضعف الدول والمجتمعات في إفريقيا والعالم".
كما أكد رئيس جمهورية سلوفينيا دعمه لمصر لإدراج بقوة قضية المياه على جدول أعمال( كوب 27 ) لأن المياه تعد أكبر ضحية لتغير المناخ، ومع ذلك لا تزال العلاقة بين الماء والمناخ غير معترف بها.. مشددا علي الحاجة إلي التطور التدريجي والنهج التحولي أكثر طموحا للتحديات المتعلقة بالمياه.
وأوضح أن قضية المياه تعد واحدة من المجالات التي يمكن أن نتعاون فيها بشكل أوثق مع مصر، حيث تحتل المياه وضعية مركزية في أزمات تغير المناخ، مؤكدا أن تغير المناخ يعتبر أحد أكثر القضايا العالمية إلحاحًا، خاصة الآن في السياق الجيوسياسي المتغير، وأنها المسئولية المشتركة لإيجاد حلول فعاله وعلينا التعاون في قضايا المناخ إذا اردنا فعلا منع كارثة المناخ التي تلوح في الأفق.
وقال:" إن بلاده تشارك بنشاط في العملية التحضيرية لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2023 وهي أكثر الأطراف نشاطا، في اتفاقية المياه العابرة للحدود والبحيرات الدولية،وسوف تتولي رئاسة هذه الاتفاقية خلال الفترة من عام 2024 إلي 2027.
وأضاف:" نحن نمتلك موارد مياه وفيرة ونظيفة وخبرة جيدة في الإدارة المتكاملة لموارد المياه، وسجل حافل من التعاون في مجال المياه العابرة للحدود والحق في مياه الشرب المنصوص عليه في دستورنا فضلا عن أن قضية المياه إحدى أولويات سياستنا الخارجية المهمة مع التركيز بشكل كبير على إفريقيا".
وأوضح:" تغير المناخ تعتبر القضية النهائية لجيلنا وأشعر أن الأنشطة المتعلقة بهذه المسألة قد تراجعت بسبب الحرب في أوكرانيا وأنا قلق من ذلك، ولابد أن نبذل قصارى جهدنا لإنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن وحل النزاع سلميا " مشيرا إلي أن القضايا المتعلقة بتغير المناخ والبيئة الأخرى تعد أحد المحاور الرئيسية للجنة الدائمة المعنية بسياسة المناخ في سلوفينيا ".
وأضاف:" لقد ناقشت مع أعضاء هذه اللجنة قبل مؤتمر ( كوب 27 ) تطورات قضية المناخ، وأصدرنا توصية التي عبرنا فيها عن دعمنا القوي لرسالة الشباب التي تقول - ترحيل المناخ من جلاسكو إلي شرم الشيخ... الوقت ينفذ "، وأكد أننا في اللجنة نعمل بشكل جاد للمساهمة في زيادة الوعي وإيجاد الحلول ودعوة صانعي القرار والشعوب للانضمام لدعم هذه القضية.
وعن الهجرة، أكد باهور أن تغير المناخ له عواقب جيوسياسية وأصبح من المستحيل إنكار آثار تأثير المناخ على الأمن، وكيفية وقوع النزاعات المختلفة يعتمد على الديناميكيات المحلية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمنطقة التي يدور فيها الصراع، مشيرا إلي أن عواقب تغير المناخ متعددة الأوجه تتراوح ما بين الفيضانات والجفاف وإزالة الغابات والجوع ونقص المياه إلى النزاعات وانعدام الأمن وتنقل البشر والهجرة.
وأوضح أننا نلاحظ بشكل ملموس أن المزارعين وأصحاب الأراضي من السكان الأصليين والأجداد يواجهون مخاطر متعددة بسبب تغير وتقلب المناخ، ويمكن أن تكون تلك المخاطر المقترنة بالحيازة غير الآمنة للأراضي، التي ينتج عنها مزيجًا قويًا من عدم الاستقرار والصراعات والعنف مما يؤدي إلي فرار هؤلاء في محاولة للعثور علي ملاذ آمن داخل البلاد أو في الدول المجاورة.
وحذر رئيس سلوفينيا قائلا:" إننا نشهد أيضًا تدفقًا جديدًا للهجرة من إفريقيا وأماكن أخرى إلى أوروبا وواجبنا الأول هو مكافحة عواقب تغير المناخ،وتجنب الأشخاص الذين يسلكون عدة مرات طرق هجرة خطرة للغاية مما يتعين علينا بذل المزيد من الجهد، لبناء قدرة أفضل على الصمود في الدول الأكثر تضررًا من تغير المناخ وزيادة مساعدتنا عندما يتعلق الأمر بالتكيف والتخفيف من عواقب تغير المناخ".. وقال:" نحن بحاجة إلى الدفاع عن قضية أمن مناخي فعال".
وعن تمويل الاتحاد الأوروبي أكد باهور أن الاتحاد والدول الأعضاء يلتزمان بشكل جماعي بتقديم 100 مليار دولار سنويا، في أقرب وقت ممكن وحتى عام 2025،وسوف نواصل العمل مع الأطراف من الدول المتقدمة الأخرى للتصدي بشكل صحيح لتحديات تغير المناخ، بهدف تحقيق بلوغ الهدف بالفعل في عام 2023 وذلك تماشيا مع " خطة تسليم تمويل المناخ " بما في ذلك الاستراتيجيات الوطنية.
وقال إن الاتحاد والدول الأعضاء يعتبران أكبر المساهمين في التمويل الدولي العام للمناخ، وقد ضاعفت مساهمتهما في تمويل المناخ لدعم الدول النامية منذ عام 2013، وسيستمران في بذل الجهود مع مراعاة الدروس المستفادة والاحتياجات، وكذلك أولويات الدول النامية، مضيفا" سنسعى جاهدين لتحفيز جعل التدفقات المالية متسقة، مما سيوفر جزءً مهمًا من جهودنا لمواجهة حجم التحدي الذي ينتظرنا من تغير المناخ".
وذكر أن سلوفينيا ملتزمة بمضاعفة تمويل التكيف بما يتماشى مع الالتزامات المتفق عليها في( كوب 26 ) في جلاسكو وقد زادت في عام 2021 بالفعل من مساهماتها المالية بشكل كبير للتكيف وستسعي لزيادة مساهماتها الإجمالية بشكل تدريجي لتمويل المناخ، سواء في شكل تدفقات مالية ثنائية أو متعددة الأطراف.