أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن انتخابات منتصف الولاية الأسبوع المقبل، ستكون لحظة "فارقة" في مصير الديمقراطية في الولايات المتحدة.
وقال بايدن خلال تجمع للحزب الديمقراطي في فيلادلفيا، "هذه لحظة فارقة للأمة ويجب أن نتحدث جميعا بصوت واحد".
وفي وقت سابق، أدى الهجوم العنيف على زوج الزعيمة الديمقراطية نانسي بيلوسي إلى زيادة المخاوف من أن تفضي المعلومات المضللة والانقسامات السياسية العميقة إلى أعمال عنف قبل انتخابات منتصف الولاية الأمريكية.
يعتقد مسؤولون أن هذه العناصر هي القوة الدافعة وراء بعض الهجمات - مثل الهجوم الذي نفذه أحد المؤمنين بنظرية المؤامرة الذي أراد خطف النائبة الديموقراطية نانسي بيلوسي بسبب "أكاذيبها" واعتدى على زوجها.
نشر المشتبه به ديفيد ديباب على الإنترنت فرضيات مشكوك فيها حول مواضيع متنوعة مثل تزوير الانتخابات أو لقاحات كوفيد أو التغير المناخي أو المحرقة أو حتى الأشخاص المتحولين جنسيا.
وقع هذا الهجوم قبل أكثر من أسبوع من انتخابات منتصف الولاية الحاسمة، وسط أجواء متوترة. وقال مسؤولون عن الانتخابات ونواب انهم شهدوا زيادة في التهديدات والترهيب.
في ولاية أريزونا، قام مسلحون بدوريات حول صندوق يمكن للناخبين وضع بطاقة الاقتراع فيه مسبقا، مما أثار قلق الناخبين.
الجمعة يوم وقوع الهجوم على منزل بيلوسي، كانت الأجهزة الأمنية الأمريكية حذرت من "التهديد المتزايد" الذي يطرحه متطرفون عنيفون ويغذيه بشكل خاص إيمانهم بوجود تزوير انتخابي.
تزايدت المخاوف من العنف السياسي في الولايات المتحدة منذ رفض دونالد ترامب قبول هزيمته في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 مما أدى إلى اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير 2021.
ولم يهدأ التوتر في الخطاب السياسي ويعود ذلك جزئيا إلى ثقل الجهات الداعمة لدونالد ترامب في الحزب الجمهوري وادعاءات بالتزوير من قبل الديموقراطيين في الانتخابات المقبلة.
أثناء زيارته لتكساس الأسبوع الماضي، أعاد الرئيس السابق دعوة مناصريه إلى عدم تصديق نتائج الانتخابات، ووصف نانسي بيلوسي بأنها "مجنونة" واتهم "بايدن وجماعات اليسار المتطرف" بـ"شن حرب" على تكساس.
وأضاف أنهم "يحولون أمريكا الى دولة بوليسية" مكررا أن "السادس من يناير نتيجة لانتخابات مسروقة".
لم يسجل اي حدث بحجم هجوم الكابيتول، ولكن عدد الحوادث المعزولة وكمية المعلومات المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي سبب كاف لاثارة قلق المسؤولين.
في يونيو توجه مسلح الى منزل القاضية في المحكمة العليا بريت كافانو لانه لم يكن راضيا عن قرارها بشأن الإجهاض.
في يوليو هدد مسلح النائبة الديموقراطية براميلا جايابال في منزلها في سياتل. في الشهر نفسه حاول عسكري سابق يعاني من إدمان الكحول واضطراب ما بعد الصدمة، طعن لي زلدن المرشح الجمهوري لمنصب حاكم ولاية نيويورك.
يحمل إريك سوالويل النائب الديموقراطي عن كاليفورنيا الذي تلقى عدة تهديدات، المسؤولية المباشرة الى أشد المدافعين عن دونالد ترامب.
وكتب في أغسطس ان "العنف السياسي (لهؤلاء) بلغ ذروته في أمريكا وسيؤدي الى مقتل أحد"، وطلب من المسؤولين الجمهوريين ادانته علنا.
يضاف إلى ذلك تهديدات موجهة إلى الموظفين المسؤولين عن تنظيم الاقتراع الذين وجه إليهم دونالد ترامب وأنصاره اصابع الاتهام في عام 2020.
تواجه بعض السلطات المحلية صعوبات في توظيف أشخاص لإدارة صناديق الاقتراع.
في ولاية أريزونا، حيث كان التوتر بشأن نتائج انتخابات 2020 شديدا، قام مسلحون يحملون كاميرات بمراقبة صندوق معدني وضع فيه الناخبون بطاقات الاقتراع.
وقالت وزارة العدل امام محكمة فدرالية إن مثل هذا السلوك "يثير مخاوف جدية بشأن ترهيب الناخبين".
يضاف إلى هذا المناخ المتوتر كمية المعلومات المضللة عبر الإنترنت، المنصة الخصبة لنشر العنف وفقا للمسؤولين في واشنطن.
الأحد تحدث كبير مسؤولي الأمن السيبراني في الولايات المتحدة عن مناخ عنيف عززته "المعلومات المضللة المتفشية" و"التهديدات بالمضايقة والترهيب والعنف ضد المسؤولين عن الاقتراع ومراكز التصويت والناخبين".
قالت جين إيسترلي، مديرة وكالة الأمن السيبراني وأمن البنى التحتية لشبكة سي بي إس، إن المعلومات المضللة "يمكن أن تقوض الثقة في النظام الانتخابي ويمكن استخدامها للتحريض على العنف".