السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

نزار الجليدي: التونسيون يتطلعون لمحاكمات عاجلة لقيادات "النهضة"

نزار الجليدي، كاتب
نزار الجليدي، كاتب تونسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تواصل حركة النهضة التونسية الإخوانية متابعة نشاطها التحريضي ضد اكتمال الخطوات الإصلاحية التي يقودها الرئيس قيس سعيد فيما يعرف بمسار 25جويلية/يوليو.

في ذات السياق، تمكنت الأجهزة الأمنية من توقيف خلية إرهابية، السبت، مكونة من 4 سيدات يشتبه في ترويجهن لأفكار متطرفة وفتاوى صادرة عن عناصر تكفيرية، كما ينشطن في التواصل مع عناصر إرهابية خارجية. 

على الجانب الآخر، يواصل القضاء التونسي توقيف قيادات نهضاوية كانت على رأس مؤسسات في الدولة تورطت في العديد من القضايا أبرزها منح جوازات سفر وتأشيرات لشباب وتسفيرهم لبؤر إرهابية في سوريا.

ومؤخرا، قرر قاضي التحقيق الأول بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، منع سفر القياديين بحركة النهضة نورالدين البحيري وحمادي الجبالي، على ذمة قضايا تسفير الشباب لبؤر التور والإرهاب ومنح جوازات سفر بطريقة غير قانونية.

محاكمات عاجلة

من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي التونسي، نزار الجليدي: إن منع السفر لبعض قيادات النهضة هو قرار إداري وقانوني تحسبا لكل العمليات المخطط لها قبيل الانتخابات البرلمانية وهو مرسوم قضائي بنص القانون التونسي حيث يمنع عن الأشخاص ذوي الشبهة في إفساد النظام العام أو الضرر به.

وأضاف "الجليدي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن هذه القيادات التي خضعت للتحقيقات ومنع عنها القضاء حق السفر لها من الملفات ما يجعلها قابعة في السجون دائما، حيث ارتكبت الكثير من الجرائم في حق الشعب التونسي، وقد استغلت أيضا مناصبها في خدمة أغراض جماعة الإخوان المشبوهة.

وتابع، إلى حد هذه اللحظة مسار القضاء متعطل في تونس بفعل جمعية القضاء التي أكلت من الفساد والأنظمة المتوالية، ونحن في حالة عطن وشلل بسبب منظومة قديمة تتحكم فيها  جمعية القضاة في التعيينات، وعدم وجود نصوص واضحة خاصة بعد مسار 25 جويلية، فإلى الآن الرئيس لم يخرج لنا نصوصا وتشريعيات قضائية تسمح للقضاء بالعمل بالشكل السريع، فلو أن هناك نصوصا واضحة وضمانات للقضاء بعد مسار جويلية لكان الايقاع أكثر تحريكا.

وقال "الجليدي" إن هذه القيادات التي يقع عليها منع السفر وفي إطار منظومة إدارية تتحسب للفترة الحالية والتي تسبق الانتخابات التشريعية التي يكيد لها أعداء الوطن والمتمثلين في النهضة الإخوانية. 

وأوضح أن الوضع السياسي العام في البلاد وحالة الشحن التي تمارسها جماعة الإخوان ضد المسارات التي يضمنها ويكفلها القانون، يجعلنا نقول أن منع السفر لن يشفي غليل التونسيين من منظومة خراب ظلت قائمة لأكثر  من عشر سنوات، وهي ما نطلق عليها العشرية السوداء.

حول النشاط التحريضي لقيادات النهضة؛ لفت "الجليدي" إلى أن خطاب التحريض لراشد الغنوشي من ولاية بنزرت، أحد المعاقل الكبيرة لإخوان تونس، كان واضحا أنه يريد تقويض الانتخابات البرلمانية حيث تمنى ألا تتم وأن تتعطل بأي شكل.

وعن عبداللطيف المكي الذي قال في كلمة له: "إذا كنا في العشر سنوات الماضية عبرنا عن قدر عال من السماحة فإن المرة القادمة يجب أن تكون ذي محاسبة حقيقة". كما نقلت وسائل إعلام محلية بعض العبارات التي حملت تهديدا للشعب التونسي.

حول هذا أشار "الجليدي" الى أن المكي يوهم الجميع بأنه خارج منظومة الإخوان، وأنه بنى لنفسه حزبا جديدا، لكنه في الحقيقة مجرد دكان صغير لجماعة الإخوان، وهؤلاء دوما يلتحفون بالغدر والكذب، ولكن يخرجون على حقيقتهم ويتلونون كالحرباء.

ولفت إلى أن الرئيس التونسي قال كلمة قوية في القمة العربية التي انعقدت مؤخرا في الجزائر، وأن الرئيس قصد في بعض أوجه خطابه أن منطقة شرق المتوسط وخاصة ليبيا والمغرب والجزائر، وهم حراس المنطقة والضفة الجنوبية، أصبحت مناطق ذات تهديد كبير خاصة بعدما خسرت فرنسا درعها الكبير في دولة مالي ومنطقة الساحل الأفريقي.

مستكملا، بات من الواضح أنه ربما يتم نقل إرهابيين جدد لزيادة تعقد الأزمة الأوكرانية، ومن هنا فإن الرئيس يريد من المنطقة أن تكثف من جهودها، لأن الخطر قادم وداهم، ولا أحد يمكنه أن يحرس مصالحنا في المنطقة، خاصة أن المنطقة باتت منطقة عبور لقنابل متفجرة خاصة المتمثلة في مراكب الهجرات في عرض المتوسط.