قال الدكتور سمير طنطاوي، استشاري التغيرات المناخية بالأمم المتحدة، إن مؤتمر المناخ الذي يعقد غدا في مدينة السلام شرم الشيخ بحضور قادة وزعماء دول العالم، يمثل تجمعا دوليا يناقش ملف التغيرات المناخية من كافة الموضوعات، موضحا أن المؤتمر يناقش تخفيف الانبعاثات والتكيف مع الأثار السلبية ورفع الوعي ونقل التكنولوجيا للتعامل مع الآثار السلبية للظاهرة العالمية.
وأضاف طنطاوي خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى، عبر برنامج «صالة التحرير»، المذاع على قناة صدى البلد، أن أنظار العالم تتجه إلى مدينة شرم الشيخ لمتابعة قمة المناخ والتي يعقد عليها آمالا كبيرة، والخروج بتوصيات عاجلة للحد من مخاطر المناخ وإنقاذ البشرية، منوها بأنه سيتم تسليم دولة الإمارات لتنظيم القمة في العام المقبل.
وأكد أن مصر تقود العالم الآن في ملف المناخ، موضحا أن العديد من التحديات تصاحب عقد هذه القمة، منها أزمة الغذاء والحرب الروسية الأوكرانية والتوتر الأمريكي الصيني، بالإضافة إلى التحديات التفاوضية بشأن دعم وتمويل المناخ.
وأشار طنطاوي إلى أن الدورة الـ 26 السابقة تم تأجيلها لمدة عام بسبب جائحة فيروس كورونا وهو ما أدى تأجيل عجلة الإنتاج وتقديم الحلول السريعة للحد من الآثار الخطيرة للتغير المناخي، مشددا على ضرورة وجود إجراءات حازمة وصارمة وعاجلة للحد من آثار التغير المناخي.
كما أكد أن المؤتمر يناقش الانبعاثات الكربونية الضارة من هذه الظاهرة كذلك الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى مناقشة توفير التمويل الخاص للتكنولوجيا لمواجهة التداعيات الناجمة من التغير المناخي والتأثير على الجو والبيئة، موضحا أن ظاهرة التغير المناخي لها آثار سلبية كثيرة منها الفيضانات وحرائق الغابات، وهو ما ظهر في العديد من دول أوروبا وباكستان.
ولفت طنطاوي إلى أن توفير 100 مليار دولار من دول العالم لمواجهة ظاهرة التغير المناخي ليس كبيرا، منوها بأن العالم مطالب بتوفير الآليات والمعايير والتمويل لمواجهة الآثار التدميرية الناجمة عن الظاهرة وتوفير الاحتياجات المالية لها للحد من المخاطر المنتظرة حدوثها نتيجة هذه الظاهرة الخطيرة.
وتابع أن الدول لديها من المصادر الصناعية ما يسمح لها بتمويل أهداف التغيرات المناخية، مضيفا أنه إذا توفر التمويل خلال عمليات التفاوض في قمة المناخ، فإنه يسهم بشكل كبير في الوصول إلى حلول عاجلة للحد من آثار الظاهرة العالمية،
وأوضح أن الدولة المصرية، تتعامل مع ملف المناخ بجدية كبيرة، وبشكل شمولي وشفاف ومتوازن مع كل الموضوعات للحد من أخطار ظاهرة التغير المناخي.
يشار الى أن مدينة شرم الشيخ، تستضيف قمة المناخ 2022، في الفترة بين 6 نوفمبر و18 نوفمبر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
هذه القمة هي السابعة والعشرون منذ دخول اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي حيز التنفيذ في 21 مارس 1994، وهي معاهدة دولية وقعتها معظم دول العالم بهدف الحد من تأثير النشاط البشري على المناخ.
ويأتي مؤتمر المناخ بحضور 197 دولة من أجل مناقشة التغير المناخي، وما ينبغي أن تعتمده بلدان العالم من سياسات واستراتيجيات مستدامة لمواجهة الأضرار الناجمة عن التغييرات المناخية كالاحتباس الحراري، وزيادة الانبعاثات الكربونية وسبل معالجتها، بشكل عاجل.
وتسعى الدول المشاركة في مؤتمر المناخ 2022، للاتفاق على زيادة نسبة تخفيض معدلات انبعاثات الغازات الدفيئة وثاني أكسيد الكربون، بما يتماشى مع تقليل معدل زيادة درجة حرارة الكوكب إلى أقل من 1.5 درجة مئوية.