أكد الكاتب البريطاني جوناثان ستيل، ضرورة بذل كل الجهود الممكنة للحيلولة دون تحول الصراع الحالي في أوكرانيا إلى حرب نووية.
وأضاف الكاتب، في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه منذ ما يقرب من 60 سنة تمكنت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي من تجنيب العالم بأسره ويلات حرب نووية من خلال تسوية أزمة الصواريخ الكوبية، مشددا على أن العالم في الوقت الراهن في أشد الحاجة للتحلى بتلك الحكمة في التعامل مع الحرب الروسية في أوكرانيا.
وأوضح الكاتب أن احتمال حرب نووية مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا ليس قائما في الوقت الحالي، إلا أن الموقف الراهن في الأزمة الأوكرانية يحمل الكثير من المخاطر التي يجب أن تؤخذ في الحسبان.
ويعبر الكاتب عن اعتقاده أنه ليس من الوارد أن يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب قواته من أوكرانيا، وأن من يتخيل حدوث مثل هذا السيناريو جانبه الكثير من الصواب.
ويضيف الكاتب أن بوتين كان قد أعلن في لقاء الأسبوع الماضي مع مجموعة من المفكرين رفضه التام لتلك الفكرة، موضحا أن موقف الرئيس بوتين في هذا الصدد يفتح الباب على مصراعيه للعديد من السيناريوهات التي تنذر بعواقب وخيمة، فالمؤشرات الحالية، لا تنبئ بقرب انسحاب روسي من طرف واحد في الوقت الذي انسدت فيه جميع الآفاق نحو عقد مباحثات سلام بين الجانبين الروسي والأوكراني بعد قيام موسكو بضم أربعة مناطق أوكرانيا للأراضي الروسية في سبتمير الماضي، لتقضي بذلك على أي أمل في تقديم تنازلات متبادلة من الجانبين من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
ويشير الكاتب إلى أنه كلما طال أمد الحرب، تمسك كل من الطرفين بموقفه وعزز قواته ومواقعه وهو ما يجعل من الصعوبة بمكان الآن إنهاء الصراع المسلح من خلال مفاوضات سلام بين الطرفين، على عكس الموقف في بداية العملية العسكرية إذ كان من الممكن آنذاك التوصل إلى اتفاق سلام في بداية الصراع.
وأوضح الكاتب أن هدف بوتين المعلن من العملية العسكرية في أوكرانيا منذ بداية الصراع هو منع كييف من الانضمام إلى حلف شمال الأطلنطي ودفعها للقبول باستقلال إقليمي دونتيسك ولوجانسك طبقًا لاتفاقيات مينسك الموقعة بين الطرفين عام 2015، بينما كان الرئيس الأوكراني فلودومير زلينسكي على استعداد لتقديم بعض التنازلات آنذاك في مقابل وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا، إلا أن الأمر بات مختلفًا تماما في الوقت الراهن، بعد تدخل أطراف أخرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا للدفاع عن السيادة الأوكرانية حتى أصبح الصراع المسلح في أوكرانيا أشبه بحرب بالوكالة بين الدول الغربية وروسيا.
ويختتم الكاتب مقاله موضحا أن التهديد بشن حرب نووية زاد الأمر سوءا بما يحمله من نذر وعواقب وخيمة على جميع أرجاء العالم، معبرا عن أمله في أن تتحلى جميع الأطراف في الأزمة الحالية بنفس الحكمة التي تحلى بها أطراف أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 والتي أنقذت العالم آنذاك من ويلات حرب نووية بعد أن ظلت دول العالم تحبس أنفاسها لمدة 13 يوما انتظارا لما قد تسفر عنه الأحداث.