الأربعاء 20 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

كنوز الفيوم.. غابة حجرية شاهدة على التاريخ وأقدم طريق ممهد فى العالم

كنوز الفيوم
كنوز الفيوم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعد الفيوم من أهم المناطق المصرية احتضانا للحضارة القديمة، إذ تعد الرابط بين الشمال والجنوب ومستقر التجارة القديمة، كما أنه يوجد بها الغابة المتحجرة وأقدم طريق ممهد في العالم شمال بحيرة قارون.
وتمتد الغابة المتحجرة على مساحة ٥٠ كيلومترا تحوي حوالي اثنتي عشرة فصيلة من الأشجار يصل طول البعض منها إلي ٤٤ مترا، فقد وقعت بسبب أحداث جيولوجية عنيفة مثل الزلازل وهناك آثار للبراكين التي تركت أحجار البازلت، وهذا أصل مكان الغابات القديمة.
ومع التعمق في الغابة تجد أشهر قرد في الغابة يلعب على إحدى الأشجار وتم اكتشافه سنة ٦٥ ويرجع لبداية معرفة أسلاف القردة الحديثة التي ترجع أنسابها إلى الإنسان، وهناك أيضا جمجمة للقرد المصري القديم الإيجيبتوس من أقدم سلالات القردة في العالم وتم اكتشافه عام ١٩٦٦.
وتضم الغابة المتحجرة حفريات وأشجارا يرجع عمرها إلي ٣٣ مليون سنة فهي غابة استوائية من العصر الأوليجوسيني وتسمى بالمتحف المفتوح بجبل قطراني، وكان بها نوع من الحيوانات المنقرضة مثل فيل الفيوم "فيوميا"، وهناك بعض الحيوانات التي توجد لها حفريات متصلبة في الصحراء، وتسمى المنطقة بالمتحف المفتوح بجبل قطراني حيث تضم ٣ عصور أساسية ومختلفة لثلاث بيئات مختلفة.
فعندما تهم بالاكتشاف في هذه الغابة تجد حفريات لعروس البحر سيرينيا وهي تشبه الدوجونج الموجودة في مرسى علم والغردقة في البحر الأحمر وهذه الحفريات عمرها ملايين السنين وتم اكتشافها بمكان تحجرها في الغابة المتحجرة علي جبل قطراني بصحراء الفيوم الغربية.
ومن الحفريات التي توجد بالغابة المتحجرة هي الحوت المصري القديم عمره أكتر من ٣٠ مليون سنة، ومن الحفريات الموجودة أيضا بالغابة هي هيكل عظمي لتمساح وهو ليس قديما جدا فهو حديث وعمره نحو ٢٠٠ ألف سنة، وهناك حيوانات مائية عبارة عن تمساح وحوت نهرى بحري في بيئة مختلفة تماما.
وهذا يدل بأنه قديما كان يوجد نهر وبحر في تلك الغابة المتحجرة الصحراوية الآن في ذات الوقت، وهي عندما ينحصر البحر يأتي النهر والعكس في بيئة غير اعتيادية استوائية، تحتوي علي حيوانات بحرية وبرية ونهرية في ذات الوقت بالإضافة إلي الأشجار التي يتخطى طولها ٤٤ مترا داخل الغابة.
كما يضم المتحف أشهر حفرية عالميا موجودة داخل المتحف عمرها بيرجع لحوالي ٣٣ مليون سنة، فهناك الأرنب الصخري وهو جد الأفيال وحجمه أكبر من الفيل الحالي في عصرنا هذا، أما عن حيوان الفيوم القديم فتم اكتشافه عام ١٩٠٥ ويشبه الخرتيت ولديه ٤ قرون وليست موجودة في أي مكان في العالم .. والفيوم أثبتت للعالم أنها قبلة علماء الحفريات للدراسة فأصل الكون هي الفيوم .
فالغابة المتحجرة هي تطور الحضارة الإنسانية وتاريخ العالم مع محيط لغابة متحجرة أثاراها موجوده تضم أثار لرواسب بحرية ونهرية وبرية يرجع تاريخها لنحو ٣٣ سنه وهذا يظهر في القصص المميزة داخل المتحف المفتوح للغابة المتحجرة مثل حفريات أندر الحفريات الذاتية وحفريات الحيوانات الكبيرة التي عاشت منذ عصور وملايين السنوات وتعيش الآن في غابات أفريقيا والقرود مع توضيح التطور الذي حدث لهم عبر الزمن وغيرها من حفريات الفقريات المنقرضة مثل ديناصور الفيوم وفي هذه المنطقة جبل قطراني الذي أشتهر عالميا بأنه من أغني المناطق التي تسجل الحقبة التاريخية والتطور البيولوجي.

أقدم طريق ممهد في العالم شمال بحيرة قارون وبالتحديد بالقرب من جبل قطرانى بصحراء الفيوم الغربية من عصر الدولة القديمة أي منذ أكثر من ٤٥٠٠ سنة ويبلغ طوله حوالى ١١.٥ كيلومتر.
وهو أول طريق ممهد تم إعداده لنقل كتل البازلت من أعلى جبل قطرانى حتى ميناء التحميل على السفن أو القوارب جنوب غرب معبد قصر الصاغة حيث كانت مياه بحيرة قارون تصل إلى هذا الموقع فى عصر الدولة القديمة، ثم تحمل هذه الأحجار على السفن فى بحيرة الفيوم القديمة، ومنها إلى نهر النيل لتصل إلى المنشآت التي أقامها ملوك الأسرة الرابعة والخامسة فى عصر الدولة القديمة فى الجيزة.
حيث استعان المصريون القدماء بأحجار البازلت متخذين هذا الطريق وجهة لهم حتى الميناء علي متن قوارب كبيرة حتى الميناء في الجيزة لبناء المعابد الجنازية الموجودة في الأهرامات مثل هرم خوفو ويعتبر عمره أكثر من ٤ آلاف سنة، ومن ثم يصل لموقع قصر الصاغة، بهذه المنطقة الغنية بالآثار التي تشهد علي الحضارة والفراعنة قديما.
وصنف هذا الطريق بأنه أول وأقدم الطرق الممهدة فى العالم، وذلك وفقًا لما أشارت إليه خريطة من عام ١٩٠٥ للعالم الجيولوجي "هوى بدنل" الذى أكد أن هذا الطريق أول وأقدم طريق ممهد في العالم، وهو طريق غير متصل وأصبح المتبقي منه نحو ١٤ جزءا فقط وذلك بفعل عوامل التعرية والزمن.
وعن هذا الطريق الذي تم إنشاؤه من كتل الأحجار من الصخور المحيطة به قال سيد الشورة مدير عام الآثار في الفيوم "عند البداية بالقرب من محاجر البازلت استخدم البازلت وعندما يمر بالغابة المتحجرة استخدم الخشب المتحجر .كما تم استخدام الحجر الرملي في بعض أجزائه.
ولفت "الشورة" إلى أن هذا الطريق كانت له فروع داخل محاجر البازلت القديمة سواء الشرقية أو الغربية وتم إنشاء الطريق في أقرب مسافة بين جبل قطرانى وقصر الصاغة حيث يوجد شاطئ بحيرة "موريس" قارون حاليا ويحتفظ الطريق بحوالي ٥.٥ كيلو متر من بنيته القديمة، وأن أحجار البازلت تم استخدامها في إقامة أرضيات المعابد الجنائزية الخاصة بالمجموعات الهرمية في منطقة الأهرامات، منها هرم "خوفو".