أراد لنفسه مركزًا في الرسم، ولأنه مبدع اختار اسلوبا جديدا في الرسم أو بعبارة أخرى اختار خامة جديدة في الرسم، فاختار التراب كخامة جديدة، ولعلها من أهم الخامات التي استعان بها، ولأنه مبدع قرر ان يرسم بأحلام المبدع ويجسدها على أرض الواقع، ولأنه مؤمن بموهبته، وبرغم تنمر البعض على امكانياته العلمية الا انه تبحر في الفن واستطاع ان يصل الى درجة الاحتراف التي بها وصل الى قمة النضج الفني.
فأبدع واستطاع أن يشق طريقه برؤيه جديده نحو الانطلاق للابتكار والأبداع وذلك من خلال رسمه بالتراب برغم الصعوبات الكثيرة الى واجهها سواء على مستوى المادة من حيث توفير الخامات او على مستوى المعنوي من حيث التنمر من دراسته والتعجب من تفوقه برغم من مؤهلاته البسيطة الا انه استطاع ان يصل لدرجة الإبداع ناقشا بحروف من النور اسمه وحلمه بين مصاف الفانين حالما ومتجها نحو مزيد من الأحلام.
فارس زكريا من أبناء مركز ببا بمحافظة بنى سويف، يبلغ من العمر ٢١ عاما، حاصل على دبلوم صناعي، في حواره مع "البوابة" يروى رحلته مع الابداع قائلا: بدأت رحلتي مع الرسم منذ كنت طفلا، حيث بدأت كراهيتي الشديدة للرسم، بسبب إحدى المدرسات التي كانت دوما تضربني، لدرجة أنها كرهتنني في الرسم، بل وكرهتني في التعليم كله.
وفجاءة تتحول كراهيتي الشديدة للرسم الى عشق شديد، وذلك بفضل مدرس الرسم الذى كان يعلمني الرسم ويحببنني فيه بعد ان تم فصل المدرسة السابقة من المدرسة بسبب اسلوبها الفظ مع التلاميذ، وعلى إثر ذلك الحب للمادة وللمدرس حلمت بأن التحق بكلية الفنون الجميلة، لكن شاءت الأقدار ألا أكمل تعليمي.
ونتيجة لظروف خاصة وصلت الى مرحلة التعليم الفني، وحصلت على دبلوم صناعي، لكى أعمل وأساعد أبى في تربيه أخواتي، ولكنى برغم تلك الظروف دوما كان يراودني الحنين الى الرسم والعشق، فحصلت على دبلوم الثانوي الصناعي، وقررت الا اقف عند هذا الحد. وبالفعل تدربت على كل انواع الرسم حتى وصلت لدرجة الاحترافية وعنها تمكنت من ابداع طرق جديدة فى الرسم سواء الرسم بالعصير أو الشاى حتى انتهى بي المطاف إلى أن أرسم بالتراب، وقد استلهمت الفكرة من جلوسي فى أحد الحقول فقلت لنفسي: لما لا أرسم بالتراب.. سأحاول"، وإذ بى أنجح. وبنجاحي استطعت ان اتحدى نفسى برغم تنمر البعض على، ونظرتهم الى بسخرية لتعليمي البسيط، ولأني لم أحصل على مؤهل عال فلاحظت منهم التنمر دوما والسخرية بمستوى تعليمي، حتى استطعت ان اتحداهم واتحدى نفسى وأصل لدرجة الابداع وأن أرسم شخصيات ذات حيثية امثال سمير غانم وكريم عبد العزيز ودكتور مجدى يعقوب وغيرهم ولعلها كانت التحدي الأول والأهم في حياتي لأخرس ألسنة من تنمروا علي. وعن مشجعيه؛ يقول فارس زكريا: شجعني أمى واخواتى ومدرسي بالمدرسة فكنت أعمل وأرسم. أما عن أدواتي فكانت: القلم الرصاص وبجانبه العصير وأحيانا الشاي إلى أن تطورت ووصلت إلى التراب. وعن الصعوبة التي واجهها يقول "زكريا": إن العمل كان يتعرض لأن يدمر لأى سبب حتى لو كان كحة ولكنى آثرت أن أبقيه وذلك بأن أرسم بالتراب مختلطا بالماء حتى لا أفقد العمل وعلى ذلك آثرت الطين حتى يحتفظ الرسم واللوحة بكيانها ووجودها وعدم تعرضها للذوبان أو لا تضيع لأى سبب، والذى اقترح على بذلك هو مدرسي بعدما شجعني على الرسم بالتراب.
البوابة لايت
بالتراب والشاى والعصير.. فارس زكريا يبدع فى رسم الشخصيات المؤثرة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق