نظمت وزارة السياحة والآثار عدد من الفعاليات اليوم احتفالا بمرور 100 عام على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، في 4 نوفمبر 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر وذلك وسط توافد الأفواج السياحية على زيارة المقابر كما قام مركز البحوث الأمريكي بمصر احتفالا بتلك المناسبة بترميم بيته الذي يقع بالبر الغربي لمدينة الأقصر والمعروف باسم بيت كارتر ، حيث تم تنفيذ مشروع ترميم "بيت كارتر" في الفترة من فبراير إلى نوفمبر 2022، بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومؤسسة عائلة أدينا لي سيفين وبالشراكة مع وزارة السياحة والآثار، وبهذه المناسبة سيستضيف مركز البحوث الأمريكي حفل افتتاح في بيت كارتر في 4 نوفمبر 2022 للاحتفال بإعادة افتتاحه رسميًا للجمهور بعد ترميمه وتطويره.
جاءت احتفالات وزارة السياحة بالاقصر اليوم بحضور لفيف من السفراء والمسؤولين الدوليين، ومن بينهم سفراء: المملكة المتحدة وبولندا وإيطاليا والمكسيك وكرواتيا والاتحاد الأوروبي وأمريكا والدنمارك وتشيلي وسنغافورة، والمنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، والمستشار الثقافي الكندي، وممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية، بدأ الوزير فعاليات الذكرى التاريخية الكبرى بزيارة لمقبرة الملك توت عنخ آمون بوادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر، رافقه خلالها عالم الآثار الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والذي قام بالشرح المفصل للحضور حول عظمة وازدهار فترة حكم الملك الشاب، ومكانته المرموقة بين ملوك الفراعنة، علاوة على تفاصيل اكتشاف المقبرة الذهبية التي حوت كنوز ليس لها مثيل في العالم، وفي سابقتها من الاكتشافات التي تذخر بها مصر.
فعاليات الاحتفال تبدأ بجولة في مقبرة الملك توت، ثم جولة بمعابد الكرنك، وليلا احتفالية كبرى بمعبد الأقصر، وبالتزامن أطلقت وزارة السياحة والآثار، حملة على موقعها بمنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، بدأت من الخميس الموافق 6 أكتوبر الماضي، وتستمر حتى 6 نوفمبر الجاري، احتفالًا بذكرى مرور 100 عام على أحد أهم وأروع الاكتشافات الأثرية في العالم، للملك توت عنخ آمون.
وذلك تحت عنوان "100 عام توت عنخ آمون: آثار رائعة".
وتهدف الحملة، إلى التعريف ببعض القطع الأثرية المميزة التي اكتُشفت بمقبرة الملك الذهبي، وذلك لرفع الوعي السياحي والأثري لدى المواطنين وتعريفهم بأهمية هذا الاكتشاف العظيم، فيما توالي الوزارة نقل الآثار المكتشفة بمقبرة توت عنخ آمون من المتحف المصري بالتحرير، إلى المتحف المصري الكبير ليكون مكان عرضها الدائم، حيث ستُعرض لأول مرة كاملة به.
الفعاليات لن تنتهي اليوم، فمن المقرر أن تشرف الوزارة في نهاية الحملة الترويجية، على مؤتمرا عالميا تحت عنوان "ما وراء الأبدية:مؤتمر مئوية توت عنخ آمون" بالأقصر، والذي ينظمه مركز البحوث الأمريكي بمصر (ARCE) بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار.
توت عنخ أمون هو أصغر من حكم مصر؛ كان عمره 9 سنوات عندما اصبح فرعونا واسمه باللغة المصرية القديمة تعني "الصورة الحية للأله أمون"، كبير الآلهة المصرية القديمة، وعاش في فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة حيث أتى بعد أخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد، وتم في عهده العودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة.
تم اكتشاف مقبرة الملك توت عام 1922 من قبل عالم الأثار البريطاني هوارد كارتر واحدث هذا الإكتشاف ضجة اعلامية واسعة النطاق في العالم، ويعتقد معظم خبراء علم الآثار ان توت عنخ أمون كان إما أبن أمنحوتب الرابع المشهور باسم أخناتون أو أمنحوتب الثالث، ويعتقد انه فترة حكمه كانت تتراوح من 8-10 سنوات وتظهر المومياء الخاص به انه كان شابا دون العشرين من العمر وقد تم الاستنتاج مؤخرا باستعمال وسائل حديثة انه كان على الأرجح في التاسعة عشر من عمره عند وفاته الغامضة التي لم يعرف سببها بعد، رغم وجود كسر بعظمة الفخذ والحوض.
وفي عام 2005 قام فريق من علماء الأثار والمتخصصين في تاريخ مصر القديمة من مصر والولايات المتحدة و فرنسا وبالاشتراك مع مجلة National Geographic بمحاولة خلق صورة شبيهة قدر الأمكان بشكل توت عنخ آمون واستندوا في محاولتهم على جمجمة توت عنخ أمون ووسائل حديثة في التصوير الحاسوبي الشريحي الثلاثي الأبعاد Three-dimensional CT Scans واعتبر النموذج الذي قدمه هذا الفريق من أقرب النماذج إلى الشكل الحقيقي للفرعون توت عنخ آمون ولكن كان هناك اختلاف على لون البشرة والعيون حيث لا يتوفر لحد هذا اليوم التكنولوجيا الذي بواسطته يمكن تحديد لون البشرة استنادا على بقايا المومياء.