قبل 100 سنة من مثل هذا اليوم، وبالتحديد في 4 نوفمبر 1922، اكتشف عالم الآثار البريطاني "هوارد كارتر"، مقبرة الفرعون المصري الشاب؛ "توت عنخ آمون".
"توت عنخ آمون" أحد أشهر فراعنة الأسرة الـ18 في تاريخ مصر القديم. وهو ابن الملك أخناتون. تولى حُكم مصر، وعمره 9 سنوات، في الفترة من 1334 وحتى 1325 قبل الميلاد. وفي عهده؛ تم العودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة، بعد أن حاول والده "أخناتون" توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد؛ الإله "آتون".
كان عالم الآثار البريطاني "هوارد كارتر" يُباشر طريقه بالحفر في مدخل النفق المؤدي إلى قبر الملك "رمسيس الرابع" في منطقة وادي الملوك غرب مدينة الأقصر، بتمويل من اللورد "إيرل كارنافون الخامس"، وتصريح من مصلحة الآثار المصرية، حين اكتشف في مثل هذا اليوم، من سنة 1922، مدخلًا إلى مقبرة "توت عنخ آمون".
ضمت مقبرة الفرعون المصري الشاب، التي ظلت مُقفلة طوال 3 آلاف سنة أو يزيد، أكثر من 5400 قطعة أثرية. وكانت المقبرة الفرعونية الوحيدة، من عصر الدولة الحديثة، التي وجدت بكامل كنوزها دون أي تلف. وفي فبراير 1923، اكتشف "كارتر" مومياء "توت عنخ آمون" وبجانبها؛ أقنعة وخواتم وقلائد والتاج والعصي.
ومن أشهر الكنوز التي تم اكتشافها في مقبرة الفرعون الشاب؛ "قناع توت عنخ آمون" ويزن حوالي 11 كيلوجرام من الذهب الخالص، و"التابوت الذهبي لمومياء الملك" ويزن أكثر من 110 كيلوجرام من الذهب الخالص، و"كرسي العرش"، و314 تمثالًا من تماثيل الشوباتي، و32 تمثالًا للملك توت عنخ آمون وآلهة العالم العالم الآخر.
كما ضمت المقبرة، 143 قطعة من الحلى الذهبية المرصعة بأحجار شبه كريمة على شكل أساور وأقراط وخواتم وصدريات ودلايات، و"العجلات" التي تجرها الخيول"، و"درع" صُنع للملك من الذهب ورصع بالأحجار والزجاج الملون، ومجموعة هائلة من الأواني والألعاب وأدوات الكتابة والملابس والاكسسوارات والتمائمم.
وكُلها كنوز، جعلت من مقبرة الملك "توت عنخ آمون" واكتشاف "هوارد كارتر" أحد أهم الاكتشافات الأثرية التي أحدثت ضجة، وحفاوة، إعلامية واسعة النطاق في العالم أجمع.
