بعد وفاة إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، صباح الجمعة 4 نوفمبر 2022، أصبح منصب الإرشاد شاغرًا، وأصبح السؤال الذي يشغل أذهان المهتمين والمراقبين لهذا الشأن، من يخلف منير في قيادة الجماعة.
ماذا تقول اللائحة الداخلية للجماعة
بالعودة إلى اللائحة الداخلية لجماعة الإخوان للإجابة عن سؤال من يخلف إبراهيم منير؟ وجدنا أن عدة فقرات تحدد مسألة الاختيار، أولها المادة (4) من الفصل الأول، والتي تقول أنه في حالة غياب المرشد العام سراء لسفر خارج الجمهورية أو تعذر قيامه بمهامه لمرض أو لعذر طارئ مثل السجن، يقوم نائبه الأول مقامه في جميع اختصاصاته، ومعلوم أن النائب الأول خيرت الشاطر محبوس هو الآخر، وكذلك محمود عزت، النائب الثاني للمرشد، والذي تولى منصب القائم بأعمال المرشد قبل إلقاء القبض عليه 28 أغسطس 2020.
وفي هذه الحالة تنقلنا اللائحة الداخلية لجماعة الإخوان، إلى المادة (5) من الفصل الأول، والتي تقول أنه في حالة حدوث موانع قهرية تحول دون مباشرة المرشد لمهامه يحل محله نائبه الأول ثم الأقدم فالأقدم من النواب ثم الأكبر فالأكبر من أعضاء مكتب الإرشاد.
من الأكبر سنًا ليكون مرشدًا للإخوان؟
تقودنا المادة السابقة للبحث عن أكبر أعضاء مكتب الإرشاد سنًا، شريطة أن يكون خارج السجن ويستطيع القيام بمهام المنصب الشاغر، وهنا يبرز اسم محمود حسين الذي تخطى من العمر 75 عامًا تقريبًا (16 يوليو 1947م)، وهو الأمين العام السابق للجماعة، والمتنازع على منصب الإرشاد مع منير، وأحد طرفي الأزمة والانقسامات الداخلية، حيث يقود مجموعة الإخوان في تركيا، إلا أن ترشحه للمنصب الآن قد يعتريه مانع لائحي، بسبب إحالته للتحقيق من قبل إبراهيم منير، وفصله هو ومجموعة من الإخوان من مناصبهم الإدارية، ما يعني أنه لم يعد عضوًا بمكتب الإرشاد.
"البحيري" الأقرب للمنصب
هنا يبرز اسم محمد البحيري، كأحد أهم المرشحين لخلافة إبراهيم منير في منصب القائم بأعمال المرشد، واسمه بالكامل المهندس محمد أحمد البحيري، أحد قيادات الرعيل الأول داخل جماعة الإخوان، وهو المتهم رقم 25 في القضية رقم 12 لسنة 1965، المعروفة إعلاميًا بـ(تنظيم 65)، مع سيّد قطب، في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان حينذاك يبلغ من العمر 22 عامًا، وكان مهندسًا كيميائيًا في شركة النصر لصناعة الكوك والكيماويات في حلوان (أقصى جنوب القاهرة)، وحكم عليه بالسجن المؤبد.
وقبل أن يقضي مدة حكمه أفرج عنه أوائل الثمانينيات؛ لتكلفه الجماعة بالإشراف على إخوان مصر الذين كانوا يعملون بالمدارس والمعاهد التعليمية في اليمن، وظل في صنعاء حوالي 20 عامًا، قبل أن ينتقل إلى السودان، وبعد ثورة يناير بدأ يتردد على مصر، ويحضر الاجتماعات التنظيمية، حتى عزل مرسي وسقط حكم الإخوان في 2013، فعاد إلى السودان، وتولى بعض الملفات الإدارية والمالية في التنظيم الدولي في لندن.
وبعد تولي إبراهيم منير مهام القائم بأعمال المرشد، على إثر خلافات بين جبهته في لندن وجبهة محمود حسين في تركيا، أمسك البحيري العصا من المنتصف كما هي عادة فريق كبير من الإخوان، حيث اعترف ببيعته لمنير قائلًا: ""لنا إمام، وهو الأستاذ إبراهيم منير، والإمام له السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره حسب أركان بيعتنا العشرة"، وفي الوقت نفسه لم يقطع علاقته بمحمود حسين، علمًا بأن البحيري يبلغ من العمر 81 عامًا أي أكبر من حسين بـ6 أعوام تقريبًا.
محيي الدين الزايط
تردد اسم محيي الدين الزايط كبديل مطروح لشغل منصب القائم بأعمال المرشد العام، باعتباره من أكبر القيادات سنًا، وعضو اللجنة التي شكلها إبراهيم منير عقب القبض على محمود عزت، والتي ضمت "حلمي الجزار، ومحمود حسين، وأحمد شوشة، ومحمد عبد المعطي الجزار، ومدحت الحداد، ومصطفى المغير"، على أن يترأس اللجنة محيي الدين الزايط في حالة غياب منير.
وعلى الرغم من صدارته للجنة في حال غياب إبراهيم منير إلا أنه ليس عضوًا بمكتب الإرشاد، وإنما عضو مجلس شوري، ما يعني استبعاده لائحيًا لشغل منصب القائم بأعمال المرشد وخلافة منير.
حلمي الجزار
ويلي الزايط في الترشيحات الدكتور حلمي السيد عبد العزيز الجزار، البالغ من العمر 70 عامًا، وهو أحد أعضاء اللجنة التي شكلها إبراهيم منير، إلا أنه ليس عضو مكتب إرشاد كما أنه ليس أكبر القيادات سنًا وإنما الزايط أكبر منه.