أعلن مسؤولون إمارتيون إكتشاف دير مسيحي قديم في جزيرة صغيرة قبالة سواحل البلاد، ويُرجّح أنه يعود إلى سنوات ما قبل انتشار الإسلام في شبه الجزيرة العربية، حيث يبلغ عمره أكثر من 1400 عام.
وقالت وكالة الأنباء أستوشيد برس الأمريكية: «أن هذا الأكتشاف يلقي ضوءًا جديدًا على تاريخ المسيحية المبكرة على طول شواطئ الخليج العربي. وهو يُعد ثاني دير من نوعه يتم العثور عليه في الإمارات، ويعود تاريخه إلى ما يصل إلى 1400 عام».
وتابعت: وفُقد الديران تحت الرمال بمرور الزمن، ويعتقد العلماء أن المسيحيين تحولوا ببطء إلى الإسلام مع تزايد انتشار العقيدة في المنطقة قديمًا.
تفاصيل حول طبيعة الدير
يشير مخطط الدير الواقع في الجزيرة السينية إلى أن المصلين المسيحيين الأوائل كانوا يصلون داخل كنيسة ذات ممر واحد في الدير. ويبدو أن الغرف داخلها تحتوي على جرن معمودية، بالإضافة إلى فرن لخبز القربان. ومن المحتمل أيضا أن يكون صحن الكنيسة يحتوي على مذبح ومكان لإعداد النبيذ.
ويتكون الدير بشكل عام من مجموعة من المباني المجتمعية وكنيسة وقاعة طعام وصهاريج محاطة بغرف معزولة للرهبان. وتم بناء الدير من صخور الشاطئ المحلية وغطت الجدران والأرضيات بالجص الجيري. ويشير الفخار والزجاج المستخرج من الموقع إلى أن سكّان الدير كانت لهم روابط تجارية دولية امتدت من العراق إلى الهند.
وعلق "تيموثي باور" الأستاذ المشارك في علم الآثار في جامعة الإمارات العربية المتحدة الذي ساعد في التحقيق في الدير المكتشف حديثًا قائلًا: «إن الإمارات اليوم بوتقة تنصهر فيها الأمم».
وأوضح الشيخ ماجد بن سعود بن راشد المعلا أحد المسؤولين الأماراتين، أن البيئة التاريخية لجزيرة الجزيرة السينية تضم عددًا من أهم المواقع الأثرية والسياحية في إمارة أم القيوين، ويُعد ذلك بمثابة سجل حي لمختلف المجتمعات الدينية والمجتمعات المتعددة الثقافات التي استقرت في الجزيرة على مدى القرون الماضية.
وعلقت وزيرة الثقافة والشباب الإماراتية “نورة الكعبي” قائلتًا: «يحمل هذا الاكتشاف الأثري قيمة تاريخية وتراثية عظيمة لدولة الإمارات، التي تبذل حكومتها جهودًا كبيرة لحماية التراث المحلي، وحفظه وتعريف الأجيال المقبلة به ترجمة لنهج كرسّه المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأوصى بأن تتم العناية فيه وبالمواقع التاريخية والأثرية والحفاظ عليها، وهذا ما يجعلنا نواصل التزمنا بحماية تراثنا وتاريخنا الذي نعتزّ ونفخر به».