تحتل مصر المرتبة الـ 14 دوليا والواحات وأسوان وجراحات التجميل من أشهر المقاصد أشار تقرير نشره المجلس الوطني الألماني للسياحة، حول انتعاشة حركة السياحة العلاجية حول العالم، وتحقيقها أرباحا فاقت 82 مليار دولار عالميا، العديد من التساؤلات حول مكانة مصر في سوق نمط السياحة العلاجية والاستشفائية، ومدى جاهزية مصر لاستقبال هذا النوع من السائحين.
وعندما يتعلق الأمر بالسياحة العلاجية، فإن مصر هي واحدة من أغنى دول العالم في هذا المجال، فهي واحة للعلاج الطبيعي الذي يساهم بشكل كبير في سوق السياحة الصحية، وتتمتع بالعديد من مقومات العلاج الطبيعي الذي يعتمد على الموارد الطبيعية مثل المناخ المناسب وينابيع المياه المعدنية وحمامات المياه الكبريتية والطين والرمال الساخنة، وتحتل مصر المرتبة 14 من بين 46 وجهة عالمية في صناعة السياحة العلاجية.
وفي عام 2017، أطلقت وزارة الصحة المصرية حملة Tour and Cure، لعلاج مرضى التهاب الكبد C في مصر والتمتع برحلة سياحية بجانب الكورس العلاجي، كما أعلنت مصر في عام 2019 أنها ستوفر اختبار التهاب الكبد C وعلاجه مجانًا لمليون شخص في 14 دولة في أفريقيا بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية.
وحول أشهر أماكن السياحة العلاجية الطبيعية والاستشفائية في مصر: الواحات البحرية: وهي مجموعة من الواحات الواقعة في الصحراء الغربية، تبلغ مساحتها حوالي 2000 كيلومتر مربع، وتحيط بها الجبال والعديد من الينابيع المائية، كما تضم "جبل الدكرور" وهي البقعة الأكثر شعبية هناك للشفاء لاحتوائها على حوالي 400 متر من الكبريت والمياه معدنية، وتعالج أمراض الروماتيزم وأمراض الجلد والتهاب المعدة. واحة الخارجة: تقع في الصحراء الغربية بالقرب من جنوب أسيوط، وتحتوي على آبار عميقة مثل آبار بولاق وآبار ناصر مع الكثير من الفوائد العلاجية، وبحسب التحاليل المخبرية فقد ثبت أن هذه الآبار تحتوي على مياه معدنية تفيد في علاج حصوات الكلى والأمراض الجلدية وأمراض الروماتيزم واضطرابات الجهاز الهضمي وغيرها. أسوان: وهي عاصمة إفريقيا وواحة السياحة والحضارة العالمية، وتوفر أماكن مناسبة لعلاج مرضى الكلى والجهاز التنفسي وأمراض الروماتيزم، حيث تضم مركزين للمعالجة بالرمل والمياه يستخدمان لعلاج الروماتويد باستخدام الملح من مياه البحر والأشعة فوق البنفسجية بجانب استخدام الرمال السوداء الطبيعية.
واحة سيوة: هي أكثر بقعة معالجة طبيعية زيارة في مصر لاحتوائها على 230 ينبوع مياه عذبة طبيعية و 1000 بئر طبيعية متدفقة، وبحسب التقارير الدولية المنشورة حول ملف السياحة العلاجية، فإن مصر تحظى بشعبية منذ العصور القديمة بسبب تربتها التي تحتوي على العديد من المواد لعلاج الأمراض، ومنها العلاج بنوابض الكبريت، العلاج بالرمل الأسود، وغيرهما، وهي خيارات علاجية بديلة شائعة على نطاق واسع تخفف من التوتر وتقلل من الأوجاع والآلام، واليوم، تمتلك مصر جميع مكونات مراكز السياحة العلاجية، ولهذا السبب يسافر الكثير من الناس لتلقي العلاج الطبي كل عام في الواحات وجنوب الصعيد. وترجع أهم أسباب ترجيح كفة مصر كمقصد لتلقي العلاج والسياحة، إلى كونها الأقل تكلفة، فأحد الأشياء الأساسية التي يأخذها كل سائح طبي في الاعتبار قبل السفر إلى أي بلد هو تكلفة العلاج، ويعد السبب الرئيسي وراء سفر الناس إلى مصر هو أنها من بين أرخص الوجهات للسياحة العلاجية مقارنة بالمملكة المتحدة وأوروبا وأمريكا الشمالية. وتسمح الحكومة المصرية لشركات السياحة العلاجية بتقديم خطط تأمين صحي تظل سارية طوال مدة الإقامة، ويتم ذلك لجذب السياح المحتملين للاستعانة بمرافق وخدمات الرعاية الصحية المناسبة بأسعار متوسطة غير مبالغ فيها، حيث تبلغ تكلفة جراحة القلب المفتوح 123 ألف دولار أمريكي في الولايات المتحدة، بينما تبلغ تكلفتها في مصر حوالي 6 آلاف دولار، غير شاملة الإقامة والطيران وفترة الاستشفاء والنقاهة بأحد المنتجعات.
وتبلغ تكلفة استبدال مفصل الورك في الولايات المتحدة 40 ألف دولارًا أمريكيًا وفي مصر 9 آلاف دولارًا، كما تبلغ تكلفة جراحة استبدال صمام القلب في مصر 9 آلاف دولارًا فقط مقابل 170 ألف دولارًا في الولايات المتحدة، وهكذا تطرح الشركات برامجها للسياحة العلاجية ليظهر أمام السائح الدولي أن هناك فرق كبير في تكاليف العمليات الجراحية الكبرى بين مصر والمقاصد الأخرى، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الناس يفضلون مصر للعلاج الطبي، وفيما يخص جودة الرعاية الصحية، فمن بين 22 دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تحتل مصر مرتبة متقدمة فيما يتعلق بجودة الرعاية الصحية، بسبب معاييرها العلاجية الاستثنائية، كما لدينا 11 مستشفى معتمدة من مجلس الصحة العالمي JCI، وتقدم علاجًا عالي الجودة على مدار الساعة.
ومن بين أهم مميزات مصر هو العلاج البديل، حيث طورت مصر أيضًا مجموعة واسعة من العلاجات البديلة للسياح المرضى، ويمكنهم العثور على العديد من المنتجعات ومراكز الشفاء والمنتجعات الصحية التي توفر العلاج بالكبريت والعلاج بالرمال السوداء والعلاجات الشائعة الأخرى، وتُعد هذه العلاجات مفيدة جدًا وتُستخدم لتخفيف التوتر والأوجاع، كما تساعد في علاج أمراض الجهاز التنفسي ومشاكل الكلى ومشاكل الجهاز الهضمي والروماتيزم والتهاب المفاصل وآلام المفاصل وما إلى ذلك. ذلك بخلاف كون مصر وجهة سياحية مفضلة لملايين السائحين حول العالم، وبها المزارات الفرعونية والتاريخية والدينية الأثرية التي ليس لها مثيل في العالم.
وبجانب الشعب الودود والمعاملة الرقيقة داخل المراكز الطبية، وبخلاف المأكولات المصرية التي يعشقها كل من يزور مصر، فقد برزت جراحة التجميل كأحد أهم نقاط الجذب للسائحين الدوليين، حيث يمكن الجمع بين الرحلة السياحية والجراحة التجميلية في مصر بسعر ليس له مثيل مقارنة بالجراحة فقط في المملكة المتحدة، وهناك العديد من العيادات في الدولة التي تقدم حزمًا للعلاج والرعاية اللاحقة وترتيبات السفر بأسعار في متناول الجميع، حيث ستكلف عملية تجميل الأنف 2000 يورو، وتغيير حجم الثدي 1500 يورو، وشد الوجه 2500 يورو، وذلك لدى أكبر وأشهر جراحي التجميل المصريين.