السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

المخرج الكبير محمد فاضل في حواره لـ"البوابة نيوز" : نقد "الضاحك الباكى" تربص .. والمسلسل يقدم تاريخ مصر

 المخرج الكبير محمد
المخرج الكبير محمد فاضل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عاد المخرج الكبير محمد فاضل بعد غياب ما يقرب من 10 سنوات للدراما المصرية بمسلسله الجديد «الضاحك الباكى» وعقب عرض أولى حلقات المسلسل الذى يتناول مسيرة الفنان نجيب الريحانى شن البعض هجوما على العمل وأثار جدلا واسعا حول اختيار مسيرة الفنان نجيب الريحانى وملامح وشكل بطل القصة النجم عمرو عبدالجليل والأحداث التى تناولها واغتيال بطرس غالى واسم العمل نفسه الذى اعترض عليه البعض ووصفوه بالاستسهال.

"البوابة" حاورت المخرج محمد فاضل الذى أكد أن «الضاحك الباكى» ليس عملا يسرد قصة حياة فنان بقدر ما أنه عمل يتناول تاريخ مصر فى فترة مهمة؛ مشيرا إلى أن عمرو عبدالجليل يمتلك الروح الساخرة وهو الأنسب للشخصية، كاشفا عن الصعوبات التى واجهته أثناء تصوير تلك الفترة الزمنية والتى لم يعد شيئا موجودا منها، لا شوارع ولا بيوت قديمة ولا تروماى وغيرها واصفا ما كتب عن العمل بأنه تربُص وانطباعات وليس نقدا. مزيد من التفاصيل فى نص الحوار التالي:

■ فى البداية كيف بدأت حكاية الريحانى مع المخرج محمد فاضل؟ 

- العمل كتبه محمد الغيطى منذ ١٠ سنوات وتعثر إنتاجه لظروف مختلفة، فالمسلسل يحتاج تكلفة إنتاجية باهظة لأن الفترة الزمنية التى مرت عليه تقترب من ١٠٠ سنة، وهذا يعنى أنه لا يوجد شىء من شوارع قديمة ولا بيوت ولا مسارح حتى التروماي، فأماكن التصوير كان فيها معاناة كبيرة.

■ وكيف تغلبتم على تلك الصعوبات؟

- تغلبنا على هذه المعاناة بالإرهاق الشديد والجهد الكبير والخبرة، بالإضافةإلى أن وزارة الثقافة تقوم بتأجير المسرح لمدة ٨ ساعات فقط بـ١٥٠ ألف جنيه، يعنى لو روحتى تصورى أكثر من كده تدفعى لك ٢٠٠ ألف جنيه فى اليوم.

ومسلسل نجيب الريحانى يتحدث عن شخصية أساسها مسرح وتم التصوير فى ١٠ مسارح، بالإضافة إلى أن وقت عرض العمل ليس فى رمضان، وبالتالى الميزانية المرصودة له أقل من الميزانيات المخصصة للأعمال الدرامية التى تنتج لعرضها فى شهر رمضان، ولكن بالخبرة والتعب والجهد الكبير الحمد لله أخرجنا العمل للنور.

■ معروف عن المخرج الكبير محمد فاضل الدقة والنظام قبل وأثناء إخراج العمل.. فكم استغرق الضاحك الباكى وقتا لتحضيره؟

- المسلسل أخذ تحضيرا كبيرا، فالنص عرض علىَّ منذ عام وبدأنا تصويره فى يونيو الماضى يعنى بعد ٦ أشهر تحضيرا وعمل بروفات لمدة شهرين، وأعتقد أن هذا لا يحدث مع معظم الأعمال، فكرة شهرين استعداد وبروفات، كما توفر للمسلسل متخصصون كل فى مجاله ومهنته سواء فنانين وفنانات ومهندسى الديكور والمكياج والملابس، كل شيء الحمد لله تم التغلب عليه وتوفيره رغم الصعاب، وباقى ما يقرب من ٣ أيام للانتهاء من تصوير الضاحك الباكي.

■ رغم كل هذا الجهد المبذول تعرض العمل لموجة من الانتقادات عقب أول حلقة فما تفسيرك؟

- الجدل المثار حول "الضاحك الباكى" تربص، فالعمل لا يقتصر على سيرة الفنان نجيب الريحانى بل هو مسلسل اجتماعى سياسى تاريخى يقدم تاريخ مصر فى النصف الأول من القرن الـ٢٠ حيث كانت مصر فى ذلك الوقت محتلة من الإنجليز وتحت الحماية البريطانية، ثم حصلت على الاستقلال وتحولت من ولاية عثمانية إلى ملكية، وهو ما سيؤثر على الفنان نجيب الريحانى والحياة الاجتماعية والفنية فى مصر.

ومعروف أن العمل يقدم التاريخ الفنى للمسرح بالتحديد حيث كان هناك مسرح متجول يذهب إلى الريف ويقدم مسرحيات عالمية مثل روميو وجوليت وعطيل وهاملت.

والمسلسل يرصد الحياة السياسية والفنية فى مصر والصراعات والتنافس بين الفرق المسرحية مثل "جورج أبيض وفرقة نجيب الريحاني.

■ وما تعليقك على من وصفوا اختيار اسم "الضاحك الباكى" بـ"الاستسهال"؟

- لم يكن عنوان المسلسل فيه استسهال، وأعلم أن اسم الضاحك الباكى كان عنوانا لسلسلة مقالات لفكرى أباظة.

وكنت من القراء المعجبين بمقالات فكرى أباظة واختيارى لاسم الضاحك الباكى لمسلسل نجيب الريحانى لم يكن استسهالا لكن هو ده اللى حصل مع الريحانى والاسم الأنسب لحياته ومعاناته.

فالريحانى الضاحك الذى أضحكنا كان يعانى ويعيش حياة صعبة جدا خلال حياته اليومية، عاش فى بدروم وعمل عامل بناء وموظفا فى شركة السكر ثم موظفا فى البنك الزراعي.

ونجيب الريحانى مش هو غزل البنات ولعبة الست والكام فيلم الذى نشاهدهم له باستمرار.. نجيب الريحانى قاوم الاستعمار وأغلقوا مسرحه.. نجيب الريحانى أول فنان يناقش قضايا الطبقة المتوسطة وصانع شعار يحيى الهلال مع الصليب هذا الشعار طلع من نجيب الريحاني.

ومن يقولون أن المسلسل لا يجسد مسيرة نجيب الريحاني، أحب أسألهم أنتم شوفتوا نجيب الريحانى فين؟ هل رأيتم حياته الشخصية؟ كيف كان يعيش ويتكلم ويفكر؟!.. أنتم شاهدتم نجيب الريحانى فى أفلامه وهى شخصيات فنية يؤديها أمام الكاميرا لكن نجيب الريحانى الإنسان لم يعرفه أحد وهذا ما يتناوله «الضاحك الباكى».

■ وهل هناك مفاجآت داخل العمل؟

- ليست مفاجآت بقدر ما أن المسلسل يقدم للمرة الأولى معلومات عن مقتل سيد درويش وأنه لم يمت بالمخدرات كما قيل، والمؤلف محمد الغيطى لديه أدلة وبراهين على ذلك.

وأتوقع أن تثير هذه الحلقة ضجة كبيرة وقد أدهشنى اهتمام البعض بأحداث فى مسلسل «الضاحك الباكى» ليست فى صلب الموضوع وأرى ذلك انطباعا وليس نقدا للعمل لأنه ما زال فى مرحلة عرض حلقاته الأولى وكنت أتوقع أنهم سيهتمون بالمعلومات التى يقدمها العمل حيث يبرز معاناة الفنان المصرى ليصبح نجما، فطريق الريحانى لم يكن مملوءا بالورد ولم يكن سهلا أبدا.

وأيضا فإن تناول العمل للمناخ الثقافى وإظهار الفروق الفردية بين الأجيال المتعاقبة وفى ذلك الوقت فكان موجود طه حسين وغيره من الكتاب الكبار. 

وكنت أتصور أن المشاهد سوف يركز على أن نجيب الريحانى ولد فى السنة التى ولد بها شارلى شابلن النجم العالمي.

وللمرة الأولى سيرى الجمهور سيد درويش مقنعا عما قدم من قبل فى نجيب الريحانى وجسد شخصيته الفنان مصطفى شوقى.

■ وما تعليقك على انطباعات البعض عن ظهور فردوس عبدالحميد كأم لطفل رضيع؟

- انطباعات البعض لظهور فردوس عبدالحميد كأم لطفل رضيع ده جزء من الحلقة وكانت حلقة واحدة فلم يكن لدينا رفاهية أن نستعين بأب صغير وأب كبير وأم صغيرة وأم كبيرة عشان حلقة فعندما قدمت هدى شعراوى مثلا جبت الطفلة نور قدرى ثم الفنانة داليا مصطفى عملت ١٢ حلقة وهى شابة.

وذلك لأن شباب هدى شعراوى كان له أثر فى حياتها لازم المرحلة تستمر فترة طويلة أما فى كبرها فلم تكن مقنعة وجبت فردوس عبدالحميد عملت هدى شعراوى وهى كبيرة فى ١٥ حلقة، فبالتالى مش هستعين بفنانين من أجل حلقة ليست مؤثرة فى الحدث وأنا مخرج وفاهم بعمل إيه.

■ البعض يرى أن اختيار عمرو عبدالجليل لتجسيد الريحانى لم يكن موفقا.. فما تعليقك؟

- عمرو عبدالجليل لديه الروح الساخرة فى حياته الشخصية وقد قدمته سنة ١٩٩٠ عندما كان طالبا فى سنة ثالثة معهد فنون مسرحية فى دور رئيسى فى مسلسل «ما زال النيل يجري».

وأنا متابع عمرو بشكل جيد وأحسست أنه أقرب واحد لشخصية نجيب الريحاني.. فهناك من يتساءل لماذا عمرو عبدالجليل؟ وعلى فكرة قصة تسكين النجوم دى مهمة جدا لكن أنا فى نجيب الريحانى مش بقدم فيلم تسجيلي، نحن نحاول تقريب الروح للشخصية التى نتناولها والفكرة مش بالشبه خالص بقدر محاولات تقريب الروح مش ممكن نعمل تطابقا فى الشكل.

والغريب لما عملت فيلم ناصر ٥٦ محدش طلع وقال ليه أحمد زكى مش شبه جمال عبدالناصر الذى مر على إنتاجه ٣٠ سنة وما زال يعرض حتى الآن لأن مفيش تربص، التربص واضح فى نجيب الريحانى ولم تكن هناك سوشيال ميديا بهذا الشكل.

■ وهل أغضبك الهجوم الذى أثارته حلقة اغتيال بطرس غالى؟

- بالعكس الغريب أنهم قالوا كلاما ورديت عليه بالوثائق وجبت لهم صور من متحف الشرطة واغتياله فى عربية حنطور، فأنا أهتم بالنقد البناء أما الانطباعات وغير المتخصصين والمتربصين لست بحاجة إلى رأيهم.

■ ظن البعض لغيابك فترة طويلة عن الإخراج أنك لن تتمكن من التعامل مع التكنيك الجديد.. فهل توافقنى فى هذا الظن؟

- نعم أوافقك؛ والبعض كان يتوقع إخراج «الضاحك الباكى» فى فترة كبيرة ولكنه خرج إلى النور فى وقت أقل من المتوقع ولقد أخضعت التكنيك الإخراجى الجديد لأسلوبى فى الإخراج ولم يحدث العكس.

قالوا محمد فاضل مش هيعرف يشتغل بالكاميرات الجديدة، أنا مكنتش قاعد الـ١٠ سنين على القهوة بلعب طاولة، كنت متابعا جيدا وفى قلب الميديا.