ناقش المشاركون بالجلسة الثانية من ملتقى البحرين للحوار "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني" مجموعة من الموضوعات والقضايا المتعلقة تحت عنوان "التعايش السلمي"، حيث تستضيف البحرين هذا الملتقى خلال يومي الخميس والجمعة 3و4 نوفمبر، تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، وبمشاركة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، ونحو 200 شخصية من رموز وقادة وممثلي الأديان حول العالم، إضافة إلى شخصيات فكرية وإعلامية بارزة، بتنظيم من مجلس حكماء المسلمين، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مملكة البحرين، ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي.
وخلال كلمته بالجلسة، استعرض الدكتور محمد مطر سالم الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات، خلال الملتقي تجربة بلاده في تعزيز القيم الإنسانية المشتركة، والتحول التاريخي في منظومة القيم الإنسانية التي عبرت عنها وثيقة الأخوة والإنسانية في فيراير 2019 والتي وقعها فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ,وقداسة بابا الفاتيكان/فرنسيس خلال المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية.
وأكد العلامة السيد علي الأمين، عضو مجلس حكماء المسلمين، أن تعاليم الرسالات السماوية نصّت على تكريم الإنسان وتعزيز روابط الأخوة الإنسانية، وأن الحوار الجاد يجنّب البشرية مخاطر الحروب ويبدد المخاوف بين الدول والشعوب، داعيًا إلى الاستفادة من التقدم العلمي الكبير الذي يشهده العالم وأنه لا يمكن الحفاظ على ثمار هذا التقدم بدون التقدم في منظومة القيم التي تصنع التعايش، داعيًا منظمة الأمم المتحدة إلى إنشاء معهد جامعي للدراسات الحوارية.
من جانبه، عبر الدكتور محمد ذو الكفل، عضو مجلس حكماء المسلمين، عضو مجلس الشيوخ المليزي، عن أهمية أن يتبي الجميع الدعوة للسلام من خلال التعايش المسلم وتقبل الآخر، وبذل المساعي الخيرة التي تحقق الأخوة الإنسانية، وهو ما يمثله الملتقى الذي تحتضنه مملكة البحرين بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، كانطلاقة قوية في نشر روح الود والصداقة والتعاون من أجل إرساء مبادئ الإنسانية، داعيًا المسلمين إلى إظهار أخلاق الشخصية المحمدية في بعدها الإنساني وقبول التنوع والاستفادة منه في إثراء الحياة بشكل عام بما يؤمن طريق الأخوة الإنسانية.
وبين الدكتور مفيد شهاب، وزير المجالس النيابية والشئون القانونية الأسبق بجمهورية مصر العربية، أنه برغم النصوص الصريحة الواردة بالمواثيق الدولية ذات الصلة والتي سعت المنظمات الحكومية إلى وضعها، وبرغم خطط العمل والفعاليات التي اجتهدت المنظمات الحكومية والمنظمات غير الحكومية في إعدادها، لنشر قيم التعايش والتسامح تعزيزها بين المجتمعات والشعوب؛ إلا أن المجتمع الدولي -وبكل أسف- ما يزال يعاني من ويلات التعصب الديني والعرقي والطائفي، بسبب فرض القوى الكبرى لرؤيتها وتوجهاتها دون فهم أو استيعاب لرؤى غيرها، ودون النظر لاحتياجات وحقوق الشعوب الفقيرة، إذ لا يعنيها إلا نفسها وقد تناست أنه بدون التسامح والتعايش لا مجال للسلام، وبدون السلام لا يمكن الحديث عن التنمية.
كما دعا بولات سار سينباييف، رئيس مركز نزار باييف، للحوار بين الأديان والحضارات في كازاخستان، إلى ضرورة مواصلة الأنشطة المستمرة من أجل الحوار بين الأديان والثقافات، ودعوة جميع العالم إلى التخلي عن الخطابات العدوانية والمدمرة التي تزعزع الاستقرار، مع ضرورة اشتراك زعماء الأديان مع الشخصيات السياسية المحبة للسلام في حل النزاعات، من أجل الاقتراب من الهدف التاريخي المتمثل السلام والعيش المشترك وتعزيز الوئام بين الحضارات والأديان.
كما أوضح سري بوتيج ماثا، الرئيس المشارك للمجلس العالمي للأديان من أجل السلام، أن جميع الأديان والثقافات تقوم على فلسفة رعاية الإنسان والانسجام المستدام مع الطبيعة، مما يتطلب تقديم الحد الأقصى من الإسهامات في جميع المجالات وبخاصة ما يعود بالدعم على المحتاجين، والحد من نمط الإسراف في الاستفادة من الموارد المتاحة، مع ضرورة قيادة وتحفيز البشر للحفاظ على البيئة العالمية، عن طريق استحداث أنماط صديقية للبيئة، لتعزيز الممارسات السليمة من أجل نامي في نفوس جميع البشر السلوك الإيجابي تجاه العالم الذي نعيش فيه.
وتستضيف العاصمة البحرينية المنامة ملتقى البحرين للحوار «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني» يومي الخميس والجمعة 3و4 نوفمبر، تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، وبمشاركة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، ونحو 200 شخصية من رموز وقادة وممثلي الأديان حول العالم، إضافة إلى شخصيات فكرية وإعلامية بارزة، بتنظيم من مجلس حكماء المسلمين، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مملكة البحرين، ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي.