سلطت صحيفة Financial Times "فاينانشيال تايمز" البريطانية الضوء على عدد من المقومات السياحية والأثرية التي يتمتع بها المقصد السياحي المصري وذلك من خلال تقرير مصور تناول زيارة كاتبه لمصر، حيث بدأ التقرير بالتأكيد على أنه بالرغم من أن عجائب مصر القديمة لا تزال تثير الدهشة والإعجاب إلا أن حاضرها النابض بالحياة يتسم أيضا بالإبهار.
وأشار الكاتب خلال التقرير إلى زيارته للقاهرة والتي استمتع فيها بمزيج من الحياة العصرية إلى جانب زيارته للمتاحف ومشاهدة ما بها من روائع أثرية، مشيراً إلى أن السياحة المصرية بدأت في الانتعاش مرة أخرى.
كما نوه خلال التقرير إلى الفعاليات الهامة التي ساهمت في جذب أنظار العالم لمصر مرة أخرى والتي من أبرزها نقل 22 مومياء إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط وسط عرض مذهل في أبريل 2021، علاوة على أنه من المقرر افتتاح المتحف المصري الكبير قريبا والذي يضم العديد من الكنوز المصرية القديمة بالإضافة إلى تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني، وكنوز الملك الذهبي توت عنخ أمون والذي يصادف يوم ٤ نوفمبر هذا العام الذكري المئوية لاكتشاف هوارد كارتر مقبرة الملك الشاب في الأقصر.
وأوضح أنه على الرغم من عراقة وقِدم مدينة القاهرة إلا أنها تشهد تطوراً مستمراً على الصعيدين الحضري والثقافي، مثل الخطوات التي تم اتخاذها لتطوير شبكة الطرق والكباري إلى جانب المبادرات التي تتم للحفاظ على المباني التاريخية.
وتطرق الكاتب أيضا خلال المقال للحديث عن الحرف والمشغولات اليدوية والخبرة المصرية في هذا المجال، والجهود التي يقوم بها بعض المبدعون للحفاظ على هذه المهارات والحرف الأصلية من خلال تدريب الأجيال القادمة عليها، كما أشار إلى أن مصر بها واحدة من أقدم كليات الفنون الجميلة وأن بعض أهم أساتذة الشرق الأوسط المعاصرين فى هذا المجال هم مصريون، مثل محمود سعيد ومحمود مختار.
وأشار إلى ما أكده أحد الخبراء إلى أن المشهد الثقافي الحالي في مصر متنوع حيث تمتزج بها المتاحف إلى جانب المواقع الأثرية التي تمثل المعالم التاريخية مثل المتحف المصري وأهرامات الجيزة.
كما تحدث الكاتب عن واحة سيوة في الصحراء الغربية، وبدء تطبيق مفهوم التنمية المستدامة بها منذ عام 1996.
وأعرب عن مدي استمتاعه بالرحلة النيلية التي قام بها من الأقصر إلى أسوان، مشيرًا إلى ما شاهده من آثار ضخمة وعريقة في الأقصر مثل معابد الكرنك ومعبد الأقصر وطريق الكباش الذي أعيد افتتاحه في نوفمبر 2021 في احتفالية ضخمة، بالإضافة إلى معبد خنوم في إسنا ومعبد حورس في إدفو والتي تعد من أروع المعابد، ومعابد فيلة في أسوان الذي يبدو رائعًا كما لو كان يطفو على النيل.
وفى نهاية رحلته بأسوان، أوضح الكاتب أن آثار مصر التي تمثل حضارتها العريقة تعكس أيضا نموذجاً مصغراً لعوالم وثقافات مختلفة تواكبت على هذه الأرض وهذا ما يفسر سحر مصر الممتد واللانهائي واصفاً إياه بأنه "قد تجاوز حدود الزمن."