تحتفي الكنيسة الكاثوليكية اليوم بالطوباوية فرانسواز دامبواز التي ولدت في 28 سبتمبر سنة 1427 في فرنسا من عائلة عريقة في الحسب والنسب.
منذ نعومة أظافرها اقتيدت الى قصر يوحنا الخامس دوق بريطانيا حيث تولّت امر تربيتها زوجته الفاضلة شقيقة ملك فرنسا.
برعايتها وإرشادها نجحت فرنسواز نجاحاً باهراً في ممارسة الفضائل حتى انها وهي في الخامسة من عمرها وُجدت أهلاً للدنو من مائدة الخلاص الأمر الذي كان نادر الحدوث في ذلك الزمن.
ولمّا بلغت فرنسواز الخامسة عشرة من عمرها اقترنت ببطرس ثاني أولاد الدوق يوحنا، دوق مقاطعة بروتانيو .
وكانت فرنسواز في حياتها الزوجية مثالاً للفضيلة وخاصة الصبروالتواضع. ولقد قاست فرنسواز من قبل زوجها ما قاسته إذ كان يسيء الظن بها فينهال عليها بالشتم والضرب. وأما هي فكانت تحتمل كلّ شيء حبّاً بيسوع المصلوب وتقابل بعلها الشرير بأنواع المجاملة ومظاهر الاحترام والخضوع.
فتأثر زوجها في نهاية الأمر من عِظَم فضيلتِها، فعدل عن فعلته السّيئة وتاب الى الله. وأخذ الزوجان يتسابقان في مضمار التقى والفضيلة وتعاهدا حفظ العفة الكاملة او اعتناق الحالة الرهبانيّة في حال وفاة أحدهما.
هذا ولما لبس زوجها التاج الدوقي (على اثر وفاة شقيقه البكر) أصبحت فرنسواز ايضاً دوقة وعلا مقامها جداً. فاتخذت من هذه الرفعة وسيلةً لعمل الخير بنوع اوفر وهداية النفوس الى الله بمثلها الصالح. فأبعدت عن قصرها ملاذ العالم الخطرة وأفراحه الملوّثة. وكانت تقضي نصف نهارها في الصلاة ومزاولة أعمال البر ومواساة الفقراء البائسين وتلبس المسح وتقهر جسدها وتذلّه بالأصوام والمجالد. كما كانت محتشمة في ملبسها حتى ان المقاطعة بأسرها اتّعظت بمثلها، واقتفت آثارها.
ولما توفّي زوجها الدوق، وهي في الثلاثين من عمرها، حاول ذووها أن يقنعوها بالزواج ثانيةً فلم يفلحوا. فهجرت فرنسواز العالم وهي الاربعين من عمرها ودخلت دير الكرمل. وكان لها لقاءات وأحاديث متعدّدة مع الطوباوي جان سوريت، رئيس الكرمليّين العام، وله الفضل في بلورة دعوتها الرهبانيّة.
دخلت أولاً في دير بوندون ، الدير الذي أسسته بذاتها، وانتقلت بعدئذٍ إلى دير نانط الذي عملت على تأسيسه أيضًا، وأصبحت رئيسة عليه، باذلةً كلّ ما بوسعها في خدمة ورعاية أخواتها الراهبات. فعاشت بقية حياتها ممارسةً شتّى أنواع الفضائل الرهبانيّة.
توفّيت في 4 نوفمبر سنة 1485 مكررةً على مسامع أخواتها الراهبات كلامها العذب: "هيّا، هيّا. يا أخواتي العزيزات إعمَلنَ على أن يكون الربّ محبوباً فوق كلّ شيء". وبعد وفاتها شرّف الربّ قبرها بشتى العجائب.وأعلنها طوباوية البابا بيوس التاسع في 16 يوليو 1863م .