رحلت الفدائية الفلسطينية فاطمة محمد برناوي أول الفلسطينيات اللواتي خضن العمل الفدائي المسلح منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة التي فجرَّت شرارتها الأولى حركة فتح في الأول من يناير عام 1965، وهي أول فتاة فلسطينية يتم اعتقالها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
البرناوي من مواليد مدينة القدس عام 1939 وتنحدر من عائلة مناضلة تفخر بتاريخها، وانتمت لفلسطين الوطن والقضية قبل أن تنتمي لحركة فتح وللثورة المسلحة، وقبل أن تؤسر ويزج بها في غياهب السجون، واعتقلت والدتها وشقيقتها في أعقاب تنفيذها للعملية الفدائية، لتمضي الأولى مدة شهر في السجن، فيما شقيقتها أمضت سنة كاملة في سجون الاحتلال، فذقن آلام القيد ومرارة السجان بجانب آلام الفراق والحرمان.
اعتقل في التاسع عشر من أكتوبر عام 1967 بعد وضعها قنبلة في سينما صهيون في مدينة القدس، وحكم عليها آنذاك بالسجن المؤبد مدى الحياة، لكنها لم تمضِ في الأسر سوى عشر سنوات ونيف، حيث أطلق سراحها في الحادي عشر من نوفمبر عام 1977، كإجراء وصفته إدارة السجون آنذاك بأنه بادرة "حسن نية " تجاه مصر، قبيل زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للقدس في التاسع عشر من الشهر ذاته.تلك الزيارة التي مهدت فيما بعد لتوقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، ولكنها أبعدت إلى خارج الوطن لتواصل نضالها ضمن صفوف حركة فتح وقواتها المسلحة، وتزوجت الأسير المحرر فوزي نمر، وهو من مدينة عكا إحدى المدن الفلسطينية التي احتلت عام 1948 بعد تحرره في إطار صفقة التبادل التي جرت في مايو 1985.
ومع قيام السلطة الفلسطينية 1994، كانت المؤسس للشرطة النسائية الفلسطينية بعد عودتها للوطن وقد منح الرئيس محمود عباس، وسام نجمة الشرف العسكري، للمناضلة فاطمة برناوي، تقديرا لدورها النضالي الريادي وتضحياتها من أجل وطنها وشعبها وثورته، واستعدادها للبذل والعطاء منذ البدايات الأولى.