السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

البابا فرانسيس: مؤتمّر المناخ COP 27 الذي سيُعقد في مصر خطوة إلى الأمام من أجل الأجيال الشّابة

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وجه قداسة البابا فرنسيس، في أول حدث رسمي لزيارته الرسولية إلى مملكة البحرين، كلمة إلى ممثلي السلطات والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي، وذلك بعد ترحيب جلالة الملك بقداسته.

 

وهبطت طائرة البابا فرنسيس، ظهر اليوم الخميس، في مطار قاعدة الصخير الجوية في عوالي بالبحرين في أول زيارة له للمملكة، لتكون الزيارة الرسولية الـ 39 للأب الأقدس. 

 

وأقيم ترحيب رسمي في قصر الصخير الملكي بمشاركة الملك حمد بن عيس آل خليفة، للبابا فرنسيس والذي وجه كلمة ترحيب له وعن دوره من أجل السلام العالمي والأخوّة والتعايش.

 

وخلال مشاكته في اختتام منتدى البحرين للحوار بين الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني، تحدث البابا فرنسيس محييا في البداية الجميع ومعربا عن شكره للملك  حمد بن عيس آل خليفة على دعوته الكريمة لزيارة مملكة البحرين، وعلى ترحيبه الحارّ، وكلمات المودّة التي وجّهها إليّ".

 

وتابع قائلا: أحيّي بحرارة كلّ واحد منكم. وأودّ أن أوجّه فكرة مودة ومحبّة إلى الذين يعيشون في هذا البلد: إلى كلّ مؤمن، وكلّ فرد، وكلّ عائلة، العائلة التي يعرّفها دستور البحرين بأنّها "حجر الزاوية في المجتمع". لكم جميعًا أعبّر عن سروري لأكون بينكم".

 

ثم تحدث البابا عن رمز الحياة لهذا البلد أي شجرة السنط التي تسمى شجرة الحياة، وانطلق من هذا الرمز ليتقاسم مع الحضور بعض الأفكار قائلا: "أولا إن سر بقاء هذه الشجرة على قيد الحياة يكمن في الجذور التي تمتدّ عشراتِ الأمتار في باطن الأرض، وترتوي من مستودعات مياه جوفيّة".

 

وتابع: "مملكة البحرين التزمت البحثَ عن ماضيها وتعزيزه، الذي يروي قصة أرض في غاية القدم، تدفَّق عليها الناس منذ آلاف السنين، منجذبين بجمالها، الظّاهر خاصّة في ينابيعها الغزيرة بمياهها العذبة فاشتهرت وكأنّها الفردوس وسُمّيَت مملكة دلمون القديمة بـ ”أرض الأحياء“، وإذا عُدنا بالتاريخ إلى الجذور البعيدة في الزمن  إلى أربعة آلاف وخمس مئة سنة من الوجود البشري المستمر - يظهر كيف أنّ الموقع الجغرافيّ والميول والمهارات التجاريّة للناس، بالإضافة إلى بعض الأحداث التاريخيّة، أعطت البحرين فرصة لتكوِّن نفسها على ملتقى طرق لإثراء متبادل بين الشّعوب، بهذا يظهر أحد أوجه هذه الأرض التى كانت دائمًا مكانَ لقاء بين شعوب مختلفة".

 

واسطردا قائلا: "وأكبر غِنى هذا البلد يتألّق في تنوّع الأعراق والثّقافات فيه، وفي العيش معًا في سلام، وفي ترحاب السّكان التّقليدي، وفيه تنوُّع من غير تسوية ساحقة، ولا تذويب للاختلافات، هذا هو كنز كلّ بلد متطوّر حقًا، وفي هذه الجزر يُعجَب المشاهد بهذا المجتمع المركّب المتعدّد الأعراق ومتعدّد الأديان، القادر على أن يتغلّب على خطر العزل، هذا أمرٌ مهمّ جدًا في عصرنا، حيث الانطواء الحصري على الذات والمصالح الخاصّة يمنع من إدراك الأهميّة التي لا غِنى عنها ”للكلّ معًا، عكس ذلك، هنا، الجماعات المتعددة القوميّة والعرقيّة والدينيّة التي تعيش معًا تشهد أنّه يمكننا ويجب علينا أن نعيش معًا في عالمنا، الذي أصبح منذ عشرات السّنين قرية عالميّة، حيث تُعتبر العولمة أمرًا مفروغًا منه، لكن ما زال، ولأسباب عديدة، ”روح القريّة“ غير معروف فيه، مثل الضّيافة، والبحث عن الآخر، والأخوّة. عكس ذلك، نشهد بقلق، وعلى نطاق واسع، ازدياد اللامبالاة والتّهم المتبادلة، وتوسّع الخصومات والصّراعات التي حَسِبنا يومًا أنّنا تغلّبنا عليها، والشّعبوية والتطرّف والإمبرياليّة التي تهدّد سلامة الجميع".

 

وتابع البابا فرنسيس: بدلًا من ذلك، لنفكّر في شجرة الحياة وفي الصّحاري القاحلة للعيش البشري معًا، لنوزع ماء الأخوّة: لا ندع إمكانيّة اللقاء بين الحضارات والأديان والثّقافات تتبخر، ولا نسمح أن تجفّ جذور البشريّة! لِنعمل معًا، ولْنعمل من أجل الكلّ معًا، ومن أجل الأمل! أنا هنا، في أرض شجرة الحياة، زارع سلام، لأعيش أيام اللقاء، ولأشارك في منتدى “الحوار بين الشّرق والغرب” من أجل عيش الناس معًا في سلام، أشكّر الآن رفاقي في السّفر وخاصّة ممثّلي الأديان، هذه الأيام تُمثّل مرحلة ثمينة في مسار الصّداقة الذي تكثّف في السّنوات الأخيرة مع مختلف القادة الدينيّين المسلمين فهي مسيرة أخويّة تريد تعزيز السّلام على الأرض، تحت نظر السّماء".

 

 وأعرب البابا عن تقديره "للمؤتمرات الدولية ولفرص اللّقاء التي تنظمها هذه المملكة وتعززها، خاصّة مع التّركيز على الاحترام والتّسامح والحريّة الدينيّة".  

 

كما وأشار إلى نص دستور المملكة على أنه "يجب ألّا يكون هناك تمييز على أساس الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو المعتقد"، وأن "حريّة الضّمير مطلقة، وأنّ الدولة تحافظ على عدم المساس بالعبادة.

 

وأشار إلى أنه لا يزال في عصرنا "نقص كثير في العمل، وعمل لاإنسانيّ كثير: وواصل: "هذا لا ينطوي فقط على مخاطر جسيمة من حيث عدم الاستقرار الاجتماعيّ، بل يمثّل انتهاكًا لكرامة الإنسان في الواقع، العمل ليس ضروريًا لكسب لقمة العيش فقط، بل هو حقّ لا غِنى عنه لتطوير الذات بشكل كامل ولتكوين مجتمع على قياس الإنسان.

 

وقال البابا فرنسيس إن العمل الثمين مثل الخبز يَنقُص غالبًا، وفي كثير من الأحيان، هو خبز مسموم، لأنّ فيه عبوديّة، في كِلتا الحالتَين، لم يَعُدْ الإنسان هو المحور، الإنسان هو أصلًا هدف العمل المقدّس والذي لا تمس كرامته، فيُحوَّل إلى وسيلة لإنتاج المال لذلك، يجب ضمان ظروف عمل آمنة ولائقة بالإنسان في كلّ مكان، لا تمنع بل تشجّع الحياة الثقافيّة والرّوحيّة، وتعزّز التماسك الاجتماعيّ، لصالح الحياة المشتركة وتنمية البلدان نفسها.

 

 

وعن التغيرات المناخية ومايحدث للعالم، قال البابا فرانسيس في هذا السياق “كم شجرة قُطعت، وكم من النظم البيئيّة التي دُمّرت، وكم من بحار تلوّثت بجشع الإنسان الذي لا يشبع، والذي يؤدّي بدوره إلى نتائج عكسيّة لا نكِلّ من العمل من أجل هذه القضيّة الملحّة والمأساويّة، واتخاذ خيارات عمليّة وبعيدة النظر، يتمّ اتخاذها من أجل الأجيال الشّابة، قبل فوات الأوان وقبل أن يتعرّض مستقبلهم للخطر، ومؤتمّر الأمّم المتّحدة للتغيّر المناخي COP 27، الذي سيُعقد في مصر بعد أيام قليلة، ليكن خطوة إلى الأمام في هذا الاتجاه”.

 

وتابع مختتما حديثه: إعلان مملكة البحرين، في هذا الصّدد، يعترف بأنّ المعتقد الدينيّ هو "بركة للبشريّة جمعاء" وأساس “للسّلام في العالم”، أنا هنا مؤمّن ومسيحيّ وإنسان وحاجُّ سلام، لأنّنا اليوم، أكثر من ذي قبل، مدعوّون في كلّ مكان إلى أن نلتزم بجديّة من أجل السّلام، صاحب الجلالة، وأصحاب السّمو الملكيّ، والسُّلطات، والأصدقاء، أوجّه كلمات فقرة في إعلان التّسامح لنفسي، وأشارككم بها، وهي ما ننشده من الزّيارة إلى مملكة البحرين، الفقرة الجميلة هي: "لنلتزم بالعمل من أجل عالم، يتَّحد فيه المؤمنون الصّادقون في معتقدهم، لرفض ما يفرّقنا وللتّركيز على ما يوحّدنا". ليكن كذلك ببركة الإله العليّ القدير. شكرًا!"