تحدث محمد جلال الريسي مدير عام وكالة أنباء الإمارات «وام» عن أهم التحديات التي تواجه القطاع الإعلامي سواء على المستوى العربي أو على المستوي العالمي، لاسيما في ظل التطور التكنولوجي وظهور التقنيات التكنولوجية الحديثة، والميتافيرس وصناع المحتوى الجدد، وكيف يمكن مواجهة تلك التحديات والتي بالفعل وضع «الريسي» لها خطة ومبادرات سيتم التطرق إليها خلال أيام الكونجرس العالمي للإعلامي والذي سينطلق منصف شهر نوفمبر الجاري والذي تنظمة وكالة أنباء الإمارات بأبو ظبي .
وقال الريسي حول تلك التحديات في حواره لـ «البوابة نيوز» : «في الحقيقة، أننا أمام تحديات كبيرة في المجال الإعلامي ولهذا حرصنا على أن يكون الكونجرس العالمي للإعلام على مدار ثلاثة أيام، كل يوم منهم سيضمن برنامجًا مختلفًا ففي اليوم الأول على سبيل المثال سنتحدث على الاستثمار في الإعلام، فكل يوم يأتي ومعه الجديد، وصرنا نرى قنوات تليفزيونية خاصة، وجرائد اون لاين، فالاستثمار في مجال الإعلام قد تغير، فالتنافس أصبح صعبًا وسط كل هذه التحديات، أما اليوم الثاني للكونجرس سنتحدث حول الابتكار في عالم الإعلام وكيف سنواكب هذا التطور الكبير منذ تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والذي وقتها لن تكون في حاجة إلى العنصر البشري، في مراحل الإعلام».
مستمكلاً :« ويبقى هنا السؤال.. كيف سنتعامل مع تلك التقنيات وكيف سنقوم بتطويعها بما يخدم اهدافنا، كما نطرح عدة تساؤلات حول طبيعة البشر في الفترة القادمة وما هي نوعية أعمالهم وكيف سنتمكن من تقديم الخدمات الإعلامية لهم، هل سنستمر في تقديم نفس المحتوى التقليدي؟ أعتقد غير ذلك فقد يتغير الوضع، والجانب الآخر تستهدف تمكين الشباب من امتلاك أدوات معينة وتجعل لديهم الجاهزية الكاملة ليستعد للمستقبل ولهذا أقامنا العديد من الورش الخاصة بكل تلك التقنيات لمواكبة العصر الرقمي الجديد، مثل الورش عن «الميتا» الورش التي تقدمها «رويتر» و «اسكاي نيوز» كل مؤسسة من هذه المؤسسات ستقوم من خلال تلك الورش بطرح كل الجديد في العالم الإعلامي».
التحديات الجديدة في الإعلام
كما تطرق «الريسي» عن التحديات الجديدة التي تواجهى الإعلاميين في ظل التحول الرقمي وظهور تقنيات حديثة قائلاً :«في الواقع أن الصحفي اليوم أمامه تحديات كبيرة أكثر ما كان في السابق، فإذا لم يفكر بأنه يجب أن يكون مختلفًا سوف ينتهي ويموت في خلال فترة ليست بالكبيرة، وهنا حاولنا من خلال الكونجرس أن نطرح كل ما هو جديد للشباب ليحاول من خلالها إيجاد نقطة البداية ويركز في مستقبله وماذا يريد أن يكون».
متابعًا :«فنحن نواجه يوميًّا تحديدات جديدة من خلال ظهور التقنيات الحديثة، فنحن في حالة مواجهة دائمة مع كل ما هو جديد ولهذا قررنا أن نعمل على أبحاث نحاول من خلالها استشراف المستقبل، ونعمل على الا نكون متلقين فقط لكل ما هو جديد بل نعمل نحن على طرح الجديد، ولدينا من المقومات التي تؤهلنا لذلك.. ولهذا كنت أرى أننا يجب ألا نواجه الجديد بل نتعامل معه ونطوره ونطوعه لما يخدم مصالحنا».
وأكد مدير عام وكالة أنباء الإمارات «وام» على الدور الحقيقي للصحفي أو الإعلامي والذي يجب أن يكون حريضًا على تطوير مهاراته وأدواته بما يتواكب مع معطيات العصر، قائلاً: «ودورنا الحقيقي في جعل الصحفي في التمكن من أدواته وامكانياته، فنحن اليوم في عالم متغير ووعي الناس تغير، فأنا أري ان الكونجرس سيعمل على توفير كل ما هو متعلق بالمستقبل من خلال الطرح الجديد للموضوعات في كل عام والتي سنحاول فيها بناء جزء من المعرفة».
«محمد جلال الريسي» هو كاتب وصحفي إماراتي تقلد العديد من المناصب في عالم الإعلام والصحافة، وصل لمنصب المدير العام لوكالة أنباء الإمارات «وام» منذ يناير 2021، و حصل على رسالة الماجستير في علوم الاتصال والعلاقات العامة من جامعة توسون من الولايات المتحدة، كما حصل أيضًا على دبلوم في الخطيط الاستراتيجي من جامعة الإمارات العربية المتحدة.
استطاع «الريسي» من خلال دراسته وتجربته العملية والعلمية أن يجمع بين جيلين، الجيل الذي تربي على أصول مهنة الصحافة والإعلام، والجيل الجديد المتسلح بأسلحة العصر التكنولوجي والرقمي، فأخذ الخبرة من الكبار وأضاف عليها التطور ليسهم في إيصالها إلى الأجيال الجديدة، ومن هذا المنطلق استطاع أن يحقق أرقامًا قياسية في وكالة أنباء الإمارت «وام».