لا يعرف الكثير من الناس ما يسمى “النوم القهري” وهو اضطراب عصبي مزمن يصاحبه نوبات نوم فجائية أثناء النهار واضطراب النوم أثناء الليل ويؤثر النوم القهري بشكل سلبي على النمط العام لحياة المريض وقد يتسبب له في حدوث مواقف محرجة او خطرة،
ويعد النوم القهري مرضاً نادراً يصيب عادة شخصاً واحداً من بين كل 2000 شخص وتكمن خطورته في انه عادة يساء تشخيصه ومن ثم لا يخضع المريض لعلاج او يوجه الى أنماط سلوكية تساعده على التعايش مع المرض.
ولا يكون اضطراب النوم القهري مميتاً في حد ذاته لكن قد تؤدي أعراضه لو تعرض صاحبه الى إصابات او مواقف مهددة للحياة لذا قد يعاني المصابون من القلق والتوتر ويؤثر الأمر سلبياً علي حياتهم الإجتماعيه ونشاطهم اليومي
من أعراض النوم القهري:
- نعاس شديد في النهار فالأشخاص الذين يعانون نعاساً مفرطاً في النهار يكونون متعبين في النهار حتى لو حظوا بليلة نوم كاملة وقد يحدث النعاس خلال العديد من الأنشطة المختلفة بما في ذلك الحديث مع الآخرين وتناول العشاء او القيادة وهو نعاس يصعب منعه ويمكن ان تختلف شدته على مدار اليوم وقد يشعر المريض بالصحو بعد قيلوله قصيرة ولكن سرعان ما يعاوده النعاس بعد ساعة او ساعتين.
الخدر هو فقدان مفاجئ لثوة العضلات جراء محفز عاطفي مثل الضحك او الدهشة او الغضب وقد يشمل الخدر جميع العضلات ويمكن ان يؤدي الى انهيار وقد يؤثر فقط في بعض المجموعات العضلية وقد يؤدي الى صعوبة في الكلام، التواء الركبتين، او ضعف في الذراعين، ويبقي المريض واعياً طوال النوبة لكنه عادة ما يكون غير قادر علي الكلام.
هلوسة نعاسية وهي شعور بالحالة الإنتقاليه بين اليقظة والنوم او الإستيقاظ ويكون لدي المريض تجارب غريبة مخيفة تشبه الحلم وتكون المشاهد في كثير من الأحيان في بيئتة الحقيقية.
شلل النوم هو ظاهره يعاني الأشخاص فيها توقفاً مؤقتاً عن القدرة على التحرك أثناء انتقاله من النوم الي اليقظة وقد يستمر شلل النوم لبضع ثواني الى عدة دقائق وقد ترافقه الهلوسة النعاسية.
-الذي يسبب النوم القهري:
يؤثر النوم القهري علي كل من الذكور والإناث ويتطور مع التقدم في السن وتظهر الأعراض عادة لأول مره في مرحلة المراهقة او مرحلة الشباب وقد تبقي غير ملحوظة لأنها تتفاقم تدريجياً.
ومن النادر وجود صلة وراثية للنوم القهري ولكن قد تجتمع مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية للتسبب بإضطراب النوم .
وتشير الدراسات الحديثة الي ان الاشخاص الذين يعانون من حالة النوم القهري مع الخدر عادة ما تنقصهم مادة تسمي الهيبوكريتين.
-التشخيص:
لتحديد الإصابة بمرض النوم القهري يطلب الطبيب منك تزويده بتاريخك الطبي كاملاً إضافة الي تاريخ الأسرة الطبي وقد يحيلك الي مركز اضطرابات النوم لتقييم حالتك.
ويجب ان تكتب يوميات تتبع فيها حالة النوم لديك بالإضافة الي الأعراض وشدتها لمدة أسبوع أو إثنين علي الأقل وتأخذ هذه المعلومات معك عند زيارة طبيب النوم الخاص بك.
ويمكن ان تساعد الاختبارات التالية في تحديد ما اذا كنت تعاني من النوم القهري.
-دراسة النوم:
قد تتم احالتك الي مركز اضطرابات نوم للإقامة فيه مده ليلة واحدة لمراقبة نومك يتم خلال تلك الليلة تسجيل بيانات بشأن نومك ما يسمح لطبيب النوم بتشخيص حالتك.
اختبار تأخر النوم المتعدد ويتم إجراء هذا الاختبار في مركز اضطرابات النوم حيث تأخذ سلسلة من القيلولات في أوقات محددة خلال النهار ويتم خلال الإختبار تسجيل بيانات حول السرعة التي تغفو فيها.
قياس مستوي الهيبوكريتين وفي حالات نادرة يتم قياس نسبة الهيبوكريتين في عينة من السائل النخاعي ويتطلب هذا الفحض القيام بإجراء البزل القطني (استخراج وفحص السائل النخاعي).
-علاج النوم القهري:
لا يوجد حالياً اي علاج معتمد للنوم القهري ولكن يمكن التخفيف من الأعراض الي حد يسمح بإستئناف الحياة الطبيعية لدي الكثير من المرضي.
العلاج السلوكي
قد تساعد العلاجات السلوكية في السيطرة على الأعراض بما في ذلك اتخاذ ثلاث قيلولات محددة ومجدولة او اكثر خلال اليوم.
ينبغي على المرضى تجنب الوجبات الثقيلة والكحول، والتي يمكن ان تعكر صفو النوم او ان تحث على النوم.
الإرشاد النفسي مهم جداً للأشخاص الذين يعانون من حالة النوم القهري كون أعراض هذا المرض غير مفهومة لدي معظم الناس وقد يشعر المرضى بعدم الإرتياح او النفور او الإكتئاب جراء حالتهم.
يمكن ان يكون المرض مخيفاً جداً وقد يخاف المرضى من النوم بشكل غير لائق ما قد يغير في كثير من الأحيان نوعية حياتهم.
الأدوية لعلاج النوم القهري
يصف الأطباء عادة المنشطات لتحسين اليقظة وتقليل النعاس المفرط في النهار وغالباً ما تستخدم مضادات الإكتئاب لعلاج الخدر والهلوسة النعاسية وشلل النوم.