صدر مؤخرًا المجموعة الشعرية "قصائد أوسلو" للكاتب العراقي هادي الحسيني، عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.
ويقول الروائي أحمد الشريف عن هذه المجموعة: "هل تشبه المدن قاطنيها؟ نعم، يعني هذا أن المدن تختلف من بلد إلى بلد آخر نظرًا لاختلاف الشعوب والجغرافيا؟ نعم ثانية ألهذا تختلف الكتابة عن المدن من شاعر لآخر ومن كاتب لآخر؟
الإجابة: نعم، شعر مايكوفسكي يختلف عن شعر بودلير كذلك شعر أليوت عن المدينة يختلف عن شعر لوركا، وكفافيس، وأحمد عبدالمعطي حجازي، ودرويش، وأنطونيو جالا".
وتابع: ومن ثم يمكن القول أن شعر هادي الحسيني عن مدينته يختلف عن ما ذكرت لاختلاف المدينة، والتجربة، والخبرة، والرؤيا، ويختلف رغم التشابه في توظيف مفردات المدينة، ورغم اقتراب الأفكار والتيمات مع بعضها البعض: الاغتراب الروحي والمكاني، والحنين، والمنفى، والشوارع التي تشبه الوطن، والغربة، والشوق الدائم.
وواصل: لقد وظف الشاعر مفردات وأماكن مدينته عبر لغته السلسة الطازجة الحارة، للوصول إلى حالة شعرية خاصة وروح محلقة ورؤيا للأشياء والحياة تتقاطع وتختلف في ذات الوقت مع التجارب السابقة.
ويلفت نظر قارئ "قصائد أوسلو" أن الشاعر في الإهداء الذي تصدر القصائد، هو تعبير عن ما ذكرت فيقول: "إلى أوسلو المدينة التي أشعرتني بدفء حنانها بعد رحلة طويلة ومريرة من الحروب، والحصار، والفقدان، والمنفي.. لقد عشت في أوسلو قرابة عشرين عامًا ولم أنس وطني العراق الذي يسكن في داخل أعماقي ومدينتي بغداد التي ولدت فيها".
ويرى البعض أن في هذا الإهداء حالة مزودجة من الحب والعرفان والحنين، حب لتلك المدينة الأوروبية التي احتضنت الشاعر عشرين عامًا، وحنين جارف للوطن ومدينة بغداد، لكن هذا إنما يعبر فقط عن الألم والاغتراب.
وقد صدر للشاعر ثلاثة دواوين شعرية هي: "ضباب الأضرحة"، في عام 2000 عن دار ألواح بأسبانيا، "رجال من قصب"، عام 2007 عن دار بابل المركز الثقافي السويسري في جنيف، و"رحيل الملائكة" في عام 2019، عن دار الشئون الثقافية العامة، بغداد، إلى جانب كتاب "الحياة في الحامية الرومانية" سيرة روائية، في عام 2014 عن دار نينوى للدراسات والنشر، دمشق سوريا، وكتاب "فتوحات البياتي" دراسات في عام 1988 عن دار الجندي، دمشق سوريا.