السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

صراع وجود أم حرب حدود؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

إذا كانت السياسة هي فن الممكن، القابل للتحقق، وفن الأفضل المتيسر، كما قال الزعيم الألماني، "أوتو بسمارك" قبل أكثر من 150 عاما...
إلا أن ما يشهده العالم الآن من تقلبات وصراعات وأزمات متلاحقة، بات كبوسا مفزعا نجح أن ساق العالم نحو طريق متعثر من الحيرة والتشتت...
فأضحى الجميع مشغولا بما ستؤول إليه الأمور بكافه أنواعها السياسيه والاقتصادية!
حتى أنه لم يعد أحد على وجه البسيطة  يستطيع أن يتوقع هذا الممكن أو حتى المتيسر في ظل حالة من فقدان الوعي وعدم الشعور بالراحة جراء الأزمات المتلاحقة على الصعيدين الاقليمي والدولي!
وإذا كانت عقارب الساعه لا تعود بنا إلى الوراء.. وإذا كانت عجلة الزمان متحركة بهذه السرعة الفائقة وإذا كنا قبل ذلك في تسعينيات القرن المنصرم نهفو تطلعا إلى عام 2000 حيث كانت الإرهاصات تسبق ذلك بأن هذا العام هو بداية المعجزات والطفرة العلمية والتكنولوجية، إلا أن هذه النظرة المستقبلية قد باءت هي الأخرى بخيبة الأمل والفشل حيث بدأت المؤشرات السلبية بالانتكاسات منذ أحداث سبتمبر 2001 وما أعقب ذلك من هزات عالمية وصراعات دولية، مرورا بثورات الخريف العربي المنكوب التي لم تجر على المنطقة إلا مزيدا من الدمار وانتهاء بالأزمة الروسية الأوكرانية، التي جعلت العالم بأسره على المحك من اندلاع حرب عالمية ثانية...
بالفعل لقد انتقلت العواقب الاقتصادية للحرب انتقالا سريعا وبعيد المدى إلى بلدان الجوار وغيرها، ووقع تأثيرها الأشد على الفئات الأكثر ضعفا في العالم... فمئات الملايين من الأسر كانت تعاني بالفعل تحت وطأة انخفاض الدخل وارتفاع أسعار منتجات الطاقة والغذاء، وجاءت الحرب لتفاقم من هذه المعاناة، وتهدد بزيادة عدم المساواة!
وللمرة الأولى منذ سنوات عديدة، أصبح التضخم خطرا واضحا وحاضرا بالنسبة لكثير من البلدان حول العالم 
لقد بات العالم كله مهددا....
فهل هي الماسونية العالمية أم هو  صراع القوى حول العالم؟...
وهل ما يشهده العالم من تغيرات وأزمات صراعا على الوجود أم حرب على الحدود؟
ربما يتذكر القراء الأعزاء الشعار الشهير للراحل ياسر عرفات الذي قال إن النزاع مع إسرائيل «صراع وجود لا حرب حدود». 

إن نزاعات المصالح هي نزاعات على الحدود الفاصلة بين الشخص ومن ينافسه، أما الصراع الوجودي، فإن الذات (الفردية أو الجمعية) هي المستهدف الأول فيه؛ وتبعًا لذلك فإن إرادة البقاء هي المحرك الرئيسي له. وهذه هي النقطة التي يركز عليها القادة والمحرضون في بؤرة الصراع الدولي حين يحاولون إرسال أتباعهم إلى ساحات الصراع، المادي أو حتى اللفظي.