السعادة نوع من أنواع المشاعر والتي تشير إلى الحالة العقلية الشعورية لنا أثناء شعورنا بالفرح الداخلي. هناك، على ما أعتقد، حوالي 18 كلمة مختلفة أو أكثر في اللغة الإنجليزية لوصف تلك الحالات الوجدانية الشعورية المختلفة التي تتراوح بين "راضٍ" وهي ربما أحد أقل درجات السعادة إلى "منتشي" وهي من المستويات المرتفعة للسعادة. يستمتع الناس عمومًا بمشاعر السعادة ويسعون جاهدين لتجربة هذه المشاعر وتلك الحالات العقلية الشعورية؛ ونظرًا لحالة الاستمتاع بهذه المشاعر نرغب جميعنا بأن نظل محتفظين بهذه الحالة الشعورية لأطول وقت ممكن. ومع أهمية تلك الحالة الشعورية لنا كبشر، إلا أن الكثير منا لا يعي تلك النظرة البسيطة للسعادة؛ وهي أنها عاطفة وشعور داخلي نشعر به داخليًا. وبدلًا من ذلك، يربط ويعلق الكثير من الناس هذه الحالة الشعورية ب “شيء ملموس حسي" أو "وجهة" ينبغي الوصول إليها لكي نشعر بمشاعر السعادة.
يرى الكثير منا ويكرر بأننا سنكون سعداء عندما.......
- سأكون سعيدًا عندما أحصل على شهادتي،
- سأكون سعيدًا عندما أشتري هذا المنزل،
- سأكون سعيدًا عندما أسافر إلى هذه الدولة،
- سأكون سعيدًا عندما يكون لدي طفلًا،
- سأكون سعيدًا عندما أتزوج تلك المرأة،
- سأكون سعيدًا عندما أجمع ثروة،
- سأكون سعيدًا عندما أتقلد هذا المنصب السياسي،
- سأكون سعيدًا عندما أكون مشهورًا،
- سأكون سعيدًا عندما أمتلك عقارات أو أصبح قائدًا أو وزيرًا أو دكتور جامعي،.... إلخ
إن الخطأ الذي يقع فيه غالبيتنا عندما نفكر في السعادة ونبحث عنها هو ربط السعادة ب “شيء" أو "وجهة" أو تعليق السعادة على هذا الشيء وتلك الوجهة. إن ربط شعورك الداخلي بالوصول لشيء أو وجهة هو خطأ كبير وعدم فهم أساسي للسعادة. هدفك الذي ترغب في تحقيقه يختلف عن شعورك بالسعادة داخليًا وربط الإثنين معًا وتعليق واحد منهما على الآخر هو سبب الكثير من المشكلات النفسية والمزاج السيء.
السعادة هي مجرد عاطفة أو حالة ذهنية وكل ما تحتاجه للوصول إليها والشعور بها هو أن تقرر ببساطة أن تكون سعيدًا، فكيف يصعب على البعض فهم هذه الحقيقة البسيطة أو اتخاذ هذا القرار البسيط؟ بعض الناس يفرقون بين الوجهة النهائية التي يرغبون في الوصول إليها؛ أي الهدف الذي يسعون لتحقيقه والذي سيجعلهم "من وجهة نظرهم طبعًا" سعداء والرحلة التي يقومون بها للوصول إلى هذا الهدف ويرى هؤلاء الناس أن السعادة هي في الواقع في السعي وراء الهدف وليس في الوصول للهدف نفسه.
بالنسبة لي، السعادة لا تكمن فقط في الشعور بالإنجاز الناتج عن تحقيق الهدف ولا في السعي فقط لتحقيق الهدف نفسه؛ بل هو مجرد شعور داخلي بالسعادة وكل ما يتطلبه الأمر هو قرار بسيط منك لتكون سعيدًا. لذلك، قرر أن تكون سعيدًا وستكون سعيدًا. سيسهل عليك اتخاذ هذا القرار عندما تكتشف أنه أمر اقتصادي ومريح للغاية أن تكون سعيدًا أثناء ممارسة حياتك اليومية وأنه أمر شاق ومرهق للغاية أن تكون بائسًا أو محايدًا أثناء عيش حياتك اليومية. لنشرح ذلك قليلًا: إذا كنت تعتقد أن سعادتك هي في تحقيق هدفك وأن السعادة هي في إنجاز الهدف وأنه أمامك طريق طويل ومدة زمنية لكي تحقق ذلك الهدف، فماذا ستفعل خلال هذه المدة أثناء سعيك لتحقيق الهدف؟ ستشعر بعدم السعادة؟ هل ستشعر بأنك غير سعيد أو غير كامل وأن سعادتك فقط ستأتي عندما تحقق الهدف؟ أم هل من الممكن أن تكون سعيدًا أثناء سعيك لتحقيق الهدف؟ قطعًا إن كنت سعيدًا أثناء سعيك لتحقيق الهدف ستستمتع بالوقت أثناء السعي وستشعر بالسعادة لفترة أطول ولا تقصرها على تحقيق الهدف فقط، أليس كذلك؟
إذن ما الذي يجب عليك فعله لاتخاذ هذا القرار البسيط لتكون سعيدًا؟ إذا ما الشروط والخطوات التي يمكنك اعتمادها لتسهيل اتخاذ هذا القرار ولضمان ذلك؟ هل يمكن دائمًا العودة إلى هذا القرار عندما تسير الأمور على غير ما تحب وتفضل؟ الإجابة القصيرة هي نعم! فيما يلي بعض العلامات الإرشادية التي يمكنك اتباعها والتي يمكن أن توضح لك طريق السعادة. إذا فهمت تلك العلامات وسرت عليها ستختصر لك الطريق وستزيد من استمتاعك بالرحلة.