بدأت قصة الحب بين الأمير محمد شاه أغاخان الإمام الثامن والأربعين للطائفة الإسماعيلية والمولود بكراتشي بالهند عندما كانت لاتزال جزء من الهند في "2 نوفمبر عام 1877" والفتاة الفرنسية الجميلة بائعة الورد فيفت لابروس في نسج خيوطها في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي أثناء حضورهما حفل ملكي بمصر عام 19380بعد فوزها بلقب ملكة جمال فرنسا.
خفق قلب الأمير ذي ال ٦٨ عاماً لرؤية الفتاة الفاتنة وتعلق بها وبادلته الإعجاب إلا أن التقاليد الشرقية في ذلك الوقت كادت أن تقف حائلاً بين قلبيهما، ولكن انتصر حبهما في النهاية وتوجت الجميلة ملكة علي عرش الطائفة الإسماعيلية بعد زواجها من الأمير عام 1942.
أشهرت فيفت لابروس إسلامها ليصبح اسمها أم حبيبة وانتقلت للعيش مع من اختاره قلبها في مصر، ولظروف صحية نصحه الأطباء بالعيش في أسوان حيث الهواء النقي حيث أنه كان يعاني من بعض الآلام الروماتزمية.
شيد الحبيب لمحبوبته قصراً جميلاً نفذه وصممه رائد العمارة الإسلامية المهندس فريد الشافعي علي ضفاف النيل بأسوان يطل علي قصر الملك فاروق، كما كان يطل علي معبد ساتت الذي شيدته الملكة المصرية حتشبسوت.
كان الأمير يعشق الورود الحمراء فملأ بها غُرف القصر الصغير الأنيق .. وبعد فترة قرر أغاخان بناء مقبرة بجوار القصر علي الطراز الفاطمي.
ووافته المنية فى 11 يوليو 1957 أى بعد فترة قصيرة من بناء المقبرة إلا ان جذوة الحب لم تنطفئ بقلب الجميلة أم حبيبة فكانت تضع كل يوم في التاسعة صباحاً وردة حمراء في كأس من الفضة علي قبر حبيبها، وكانت لوعة الفراق أقسي عليها من أن تتحملها فانتقلت للإقامة في مدينة كان بفرنسا.
وأوصت الحراس بوضع الوردة الحمراء بصفة يومية علي المقبرة التي كانت تزورها في موعد ثابت من كل عام لتضع بيدها الوردة الحمراء "وردة الحب ".
لم تخلف الأميرة موعد الزيارة السنوية لقبر زوجها حتي وافتها المنية في يوليو من عام ٢٠٠٠ لتدفن بجوار زوجها حسب وصيتها و تسطر بوفاتها آخر خيوط قصة الحب التي خلدها التاريخ حتي يومنا هذا.