انطلقت بالعاصمة البحرينية المنامة أعمال الجلسة الرئيسية لملتقى البحرين للحوار الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني بعنوان "تجارب تعزيز التعايش العالمي والأخوة الإنسانية"، والتى يديرها الدكتورة ليا بيسار رئيس مشروع علاء الدين بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقال غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بطريرك الكنيسة المارونية - في كلمته خلال الجلسة - إن الوثيقة الإنسانية تؤكد أن الله خلق البشر لينشروا قيم الخير والسلام وهو ما أكده أيضا قداسة البابا فرنسيس حيث لابد من وضع حد للأوضاع الخطيرة في العالم والذي أثمر حروبا ونزاعات في الشرق والغرب، وهو ما يمكن وصفه بحرب عالمية ثالثة على فترات وهو ما أسفر عن وقوع أعداد لا يمكن حصرها من قتلى ومصابين، فضلا عن الأزمات السياسية الطاحنة.
وأضاف أن البابا فرنسيس يؤكد أن العلاقات بين الدول تقوم على العلاقات بين الشعوب والانفتاح على الله أب الجميع وبالتالي الأخوة الشاملة، والدفاع عن العدالة وحقوق الإنسان.
وتابع قائلا، إن في لبنان العيش المشترك هو أساس الدستور والحياة والحوار اليومى بين المسلمين والمسيحيين، قائم على الحياة والمصير، وأن هذا الوضع حاليا في لبنان يعاني من التأثر، وأنه لابد وأن يكون الولاء للبنان دون سواها، لافتا إلى العالم إلى روح ويحتاج التعاون بين أتباع الأديان إلى المودة والرحمة، وألا يكون هناك تمييز بين أي شخص لأي سبب، والسيد المسيح علمنا ألا ننبذ أي أحد.
من جانبه، قال هيرمونك جريجوري ماتروسوف، إن معايير الحياة اليومية لا بد أن تتحقق، وذلك من خلال التقرب إلى الله والعودة إليه لأنه مركز الحياة كلها، وأن الكتاب المقدسة تحث الجميع على المحبة الأخوية وأن يحب الإنسان ما يحبه لأخيه، لافتا إلى أن الفترة الماضية شهدت استهداف للمسيحيين والمسلمين بسبب التطرف والإرهاب.
وأضاف ماتروسوف أن العلاقة بين الديانة المسيحية والإسلامية يجب أن تجعلهما حالفين لمواجهة المخاطر التى تهدد الجميع.
بدوره، قال أيوان سوكا الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي إن كلنا نؤمن أننا عائلة بشرية واحدة وهو ما يدفعنا أن نقول أننا أخوة، لافتا إلى أن هناك تحديات كبيرة تواجهنا أهمها تحقيق العدل وقيم مشتركة لمعالجة التحديات الحالية.
وتابع قائلا، إنه لابد من وجود عدالة مناخية فعلينا أن نغير من سلوكنا، وعلينا أن نقوم بأمر ما للحفاظ على الأرض، كما أنه لا بد من رفض أى سلوك فيه تمييز بين البشر.
ولفت إلى أنه يرفض الحرب في أوكرانيا، وتمت مناقشة الأمر ولابد من وجود جسور للأمن، وأن الأخوة البشرية أمر في غاية الأهمية.
فيما قدم المستشار محمد عبد السلام الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين الشكر لمملكة البحرين لحرصها على إقامة الحوار وتعزيز قيم التعايش، إلى جانب كافة المؤسسات القبطية الأرثوذكسية، لافتا إلى وجود العديد من الدساتير والقوانين لتعزيز التآخي والتعاون بين الجميع.
وتشهد مملكة البحرين ملتقى الحوار بعنوان: «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني» يومي الخميس والجمعة 3و4 نوفمبر، تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، وبمشاركة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، ونحو 200 شخصية من رموز وقادة وممثلي الأديان حول العالم، إضافة إلى شخصيات فكرية وإعلامية بارزة.