أعرب البطريرك المسكوني برثلماوس الأول، رئيس أساقفة القسطنطينية، عن سعادته بالمشاركة في ملتقى البحرين للحوار «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني» والذي يؤكد أهمية الحوار والتفاهم بين الثقافات والأديان والحضارات، مشيرا إلى أنَّ هذا اللقاء يعد امتدادًا للقاء الأخوة الإنسانية الذي احتضنته أبو ظبي عام 2019، وانتهى بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية بين فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، مشددا على أن السلام الحقيقي لا يتحقق بقوة السلاح وإنما بالمحبة والأخوة والتعايش المشترك، واستخدام الإيمان لتهدئة وتضميد جراح الآخرين، وليس لإشعال نيران الكراهية، وبهذا المعنى فإن اللقاء والحوار يتطلبان التزامًا وتصميمًا على مستوى الفرد والمجتمع، لأن الأفراد ترتبط شخصيتهم بخصوصياتهم الاجتماعية والثقافية والدينية.
وأضاف رئيس أساقفة القسطنطينية خلال كلمته بالملتقى الذي تستضيفه مملكة البحرين، أنه عادة ما تأتي معارضة الحوار بين الأديان من الخوف أو الجهل، وعدم التسامح مع التنوع الديني، وعلى النقيض فإن الحوار الحقيقي والصادق بين الأديان يقر الاختلاف سنة كونية وإرادة إلهية، ويعزز التعايش السلمي والتعاون بين الشعوب والثقافات، ويؤسس للتفاهم المتبادل وحل النزاعات بالوسائل السلمية.
وأكد البطريرك المسكوني، أنَّ التعمد في تشويه الآخر يدفع الجميع إلى الحوار بين الأديان، وانه لا يمكن القضاء على الخوف من الآخر وإقصاء؛ إلا بالحوار البناء واللقاءات الفعالة التي تتسم بروح التكامل والثقة والاحترام، لأن الكل يشترك في نفس العالم، مما يوجب على الجميع أن يحتض الاختلاف بروح اجتماعية متسامحة، كما أنَّ الحوارات واللقاءات بين قادة الأديان والتعايش اليومي بين أتباعها مع اختلاف دياناتهم ستظل وسيلة مهمة لتجرِبة القيمة الجوهرية للتعددية الثقافية.
وتستضيف العاصمة البحرينية المنامة ملتقى البحرين للحوار «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني» يومي الخميس والجمعة 3و4 نوفمبر المقبل، تحت رعاية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، وبمشاركة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، ونحو 200 شخصية من رموز وقادة وممثلي الأديان حول العالم، إضافة إلى شخصيات فكرية وإعلامية بارزة، بتنظيم من مجلس حكماء المسلمين، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مملكة البحرين، ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي.