قال الفنان صلاح عبدالخالق، أستاذ متخصص في الخط الكوفي: "تُعاني 240 مدرسة لتعليم الخط العربي على مستوى الجمهورية والتابعة لوزارة التربية والتعليم الإهمال بعد تعديل لائحتها القديمة بأخرى جديدة لتصبح مدارس خاصة بمصروفات بعد ما كانت مجانية منذ بداية إنشائها عام ١٩٢٢ حتى تغيير اللائحة القديمة وهذا أدى إلى تراجع عدد الطلاب المتقدمين لهذه المدارس مما أدى لفقدان مصر لريادتها بعد تراجع عدد الدارسين، التي وصلت إلى ما يقرب من 60% على الأقل".
وأضاف عبدالخالق، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن هناك العديد من المشكلات المستمرة، التى تزيد سنويًا بسبب إهمال وزارة التربية والتعليم أهمها: ربط أجر المُدرسين والمُشرفين والعمال بهذه المدارس بالمصروفات المدفوعة من الطلاب وهذا شىء مؤسف للغاية؛ وأجر تصحيح ورقة الامتحان في عام ٢٠٢٢ المادة الأدبية بـ"٢٠ قرشا"؛ أما أجر حصة مُعلم الخط العربي في هذه المدارس عام ٢٠٢٢ «٥ جنيهات» رغم ارتفاع الأسعار الجنوني في كل شىء؛ وأجر مدير المدرسة في الشهر الفترة المسائية "١٢٠ج" بعد الخصم ١١٢جنيها؛ وأجر المشرف الإداري في الشهر لهذه المدارس "٧٥ ج" بعد الخصم ٦٧ جنيها؛ وأجر عامل المدرسة في الشهر "٤٠ ج" بعد الخصم ٣٥ جنيها؛ وأجر تصحيح ورقة الامتحان في عام ٢٠٢٢ المادة الأدبية بـ٢٠ قرشا؛ والمادة العملية بـ٣٥ قرشا، إضافة لتغيير السُبورات بالفصول إلى أخرى ذكية، وشاشات كمبيوتر، وهذا لا يناسب تعليم الخط العربي الأصيل.
وأكد عبدالخالق، رغم هذه الأجور الهزيلة، فمُعلمو الخط العربي مستمرون لحبهم للخط والحفاظ على استمرارية هذه المدارس رغم أن أجر الحصة بمدارس التعليم الأساسي ارتفع بتعليمات من وزير التربية والتعليم د. رضا حجازي لـ20 جنيها للحصة، وما زالت حصة مدرس الخط بـ 5 جنيهات فقط!.
وأوضح عبدالخالق، أن مدارس الخط العربى عندما أنشأها الملك فؤاد الأول عام ١٩٢٢، أي قبل مائة عام كانت تتبع القصر الملكى مباشرة لأهميته، لأنه خط القرآن الكريم ولا زال حتى الآن لم ينجح الكمبيوتر رغم التحديثات اليومية للبرامج الحاسوبية في كتابة القرآن ولا زال يكتب بيد الخطاط ومنهم مصريون غزوا العالم بكتابة القرآن الكريم فى الكثير من دول العالم، فخطاطو مصر تفوقوا على كل دول العالم وعلى سبيل المثال من الخطاطين الذين تميزوا في كتابة القرآن الكريم: "مصطفى عمري، ومحمد حسن عطا، ومحمد جابر، وأحمد فارس، وأحمد فهد، وعبده الجمال، وجمال محمود، ووليد حسن" هؤلاء الخطاطون في عصرنا الحديث ومتصدرين المراكز الأولى في معظم المسابقات العالمية.
ومن المؤسف أيضًا إلغاء حصة الخط بمدارس التعليم الأساسى الابتدائى والإعدادى ولا توجد هناك كراسة للخط العربي، ولا مدرس للخط أيضًا، وتم انتساب تعليم الخط لمُعلم اللغة العربية وفاقد الشىء لا يعطيه.
وناشد عبدالخالق المسئولين سرعة إنقاذ هذه المدارس، مطالبًا عدم ربط الأجور بالمصروفات وتعود ميزانية مدارس الخط كما كانت من قبل؛ ورفع أجر الحصة لمُعلم الخط العربي لتتساوي مع المُعلم العادي إلى 20 جنيها؛ ورفع أجر وضع أسئلة الامتحان وأجر تصحيح ورقة الإجابة بما يتساوي بمُعلمين الوزارة، إلى جانب رفع مكافأة مدير المدرسة والمشرف الإدارى والعمال بما يناسب مع عام ٢٠٢٢.
كما طالب بعمل سُبورات عادية لكيفية تعليم الخط العربي بالأسلوب الصحيح كما كانت من قبل.