ليس مجرد عنوان، لكنه حقيقة أكَّدتها خطوات عملية بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي يضع نُصب عينيه أحلام وطموحات الشباب، ويبذل ما في وسعه لتذليل الصعاب، وتمهيد السُّبل لهم لتحقيق أحلامهم التي هي جزء أصيل من أحلام هذا الوطن.
مدركًا أنه بدون عقولهم وسواعدهم لن تستطيع مصر اجتياز هذه المرحلة الصعبة؛ لذا ومع اقتراب موعد قمة المناخ، ومصر تستعد لاستقبال وفود من أنحاء العالم، رؤساء وزعماء وخبراء، أهمسُ في أذن أشقائي وأبنائي الطلبة أن يتابعوا بشغف فاعليات هذا المؤتمر، ويكونوا داعمين لوطنهم من خلال صفحاتهم على منصات التواصل الاجتماعي، فنحن في معركة حقيقية للكلمة في انعكاسها وتأثيرها، قد تكون فاتورة الإصلاح السياسي قاسية لكن مصر تستحق منا جميعًا التضحية، فما يتم إنجازات سيحصد ثمارها الأجيال القادمة من الشباب الواعي الذي أثق في حبه لوطنه من خلال تعاملاتي اليومية في الجامعة.
أوقن تمامًا أن كل محاولات النيل من عزائمهم لم تفلح، وأنهم رفضوا كل المحاولات البائسة في دفعهم إلى حافة اليأس، وتمسكوا بالأمل، ورغم صغر أعمارهم إلا أنهم كانوا على قدر المسؤولية ورفضوا التطاول على وطنهم ولو بالكلمة.
وأدركوا بكل ما لديهم من وعي ومشاعر صادقة أنهم اللَّبِنة الأساسية لبناء هذا الوطن؛ لذا قد أَوْلَى الرئيس عبد الفتاح السيسي لهم اهتمامًا خاصًّا منذ بداية توليه سُدة الحكم، فحرص على الاستماع إليهم من خلال مؤتمرات الشباب ليفتح لهم الباب للمشاركة في الحياة السياسية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل لقد دفع منهم الكثير لتولِّي مناصب قيادية، فعيَّن منهم نوابًا للمحافظين وللوزراء، وشدد على ضرورة دعمهم، وأوصى بمحاكاة في كل القطاعات لتدريب أكبر قطاع منهم؛ وما ذلك إلا لإدراكه أنهم أعمدة المستقبل لهذا الوطن.
فإيمانًا من الرئيس السيسي بضرورة دمج الشباب وإشراكهم في بناء وطنهم الغالي أطلق يوم 13 سبتمبر 2015، البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، الذي يهدف إلى تخريج قيادات شابة قادرة على الإدارة، والبرنامج عبارة عن 7 دورات في التخصصات المالية والإستراتيجية والإدارية والبروتوكولات والمراسم والإعلام والرأي العام والعلوم السياسية؛ حيث يدرس الطالب المتقدِّم علوما سياسية وإدارية واجتماعية وإنسانية بواقع 8 أشهر لكل دفعة.
وفي 9 يناير 2016 أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يكون عام 2016، عامًا للشباب، كاشفًا عن إصداره حزمة من التشريعات والقرارات لدعم وتأهيل الشباب لتحقيق منجزاتهم.
ووجَّه السيسي خلال كلمته في يوم الشباب المصري تعليماته للقطاع المصرفي والبنك المركزي، بضخ 200 مليار جنيه خلال كلمته، لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة للشباب، كما وجَّه البنك المركزي بمنح قروض للشباب لتنفيذ المشروعات المتناهية الصغر، بألا تزيد الفائدة فيها على 5%، معربًا عن أمنيته بأن يقلل الفائدة أكثر من 5% بعد ذلك، إضافة إلى تنفيذ مشروعات سكنية للشباب بتكلفة 30 مليار جنيه، بالإضافة لتخصيص نسبة من مشروع المليون ونصف المليون فدان للشباب، كي يستفيدوا من دعم وبرامج الدولة في هذا المشروع.
لم يجعل الرئيس بينه وبين الشباب حاجزا، ولم يداعب مشاعرهم عن طريق وعود خيالية بل دعاهم للمشاركة في كل القرارات، وبصدر رحب تقبَّل النقاش، وفتح الباب على مصراعيه لكل صاحب فكرة، وها نحن نشاهد تنسيقية الأحزاب، وما بها من شباب يُعيدون صياغة رؤى مصر السياسية.
لم يحابِ الرئيس فئة بعينها، ولم يغضب ممَّن خالفوه حتى الرأي، لكنه كان دائمًا يوصي بالمعرفة والتأنِّي والتثبُّت، وعدم الانجرار وراء شائعات تُقلِّل من حجم الإنجاز، وتغيِّر النفوس، فقد أراد أن ينأى بأبنائه عن وقوعهم فريسة لتنفيذ أجندات كل ما يشغلها هدم هذا الوطن، واستخدام طاقاته الشبابية في معارك وهمية بل أراد أن يحفظ أبناؤه من الشباب بتحصينهم بالعلم والمعرفة حتى الذين أخطأووا فتح لهم باب الصفح والعفو، وأعاد تأهيلهم ودمجهم في الحياة، رافعا شعار مصر وطن يتسع للجميع إلا من أراق دماء أبنائها الشرفاء وتخلَّى عنها في محنتها.
فاصطفوا خلف وطنكم بقلوبكم وعقولكم، كونوا سفراء له في كل مكان، واكتبوا على متون الزمان أن مصر باقية ما دامت الحياة.. جدِّدوا العهد معها، وامنحوا الثقة لمن منحكم الثقة، وكونوا في قلبه وقلب وطنكم؛ لأنكم نبض هذا الوطن وروحه التي تسري في جسده، فأنتم غدُ هذا الوطن ومستقبله، ومن ستجنون ثماره، قد يكون اليوم صعبًا لكنه ليس مستحيلًا، والغد سيكون لكم، وستتفاخرون بأنكم في لحظة الاختيار اخترتم أن تكونوا مع مصر.. تحيا مصر بكم ولكم.
وللحديث بقية لنتحدث بالتفاصيل عمَّا فعله الرئيس للشباب..