جددت وزارة البيئة، مبادرتها للاستغناء عن الأكياس البلاستيكية أوائل الأسبوع الجاري، بعدما كانت أطلقت نفس المبادرة قبل عامين. وتهدف المبادرة إلى استبدال الأكياس البلاستيكية بالورقية، حفاظًا على البيئة خاصة وأن مواد البلاستيك تُشكل أزمة في التخلص منها.
وتأتي المبادرة على هامش استضافة مصر لمؤتمر قمة المناخ كوب 27، والذي سيعقد في مدينة شرم الشيخ خلال الأيام القليلة المقبلة.
وبحسب بيان وزارة البيئة، فإن المبادرة تستهدف التخلص من أكياس البقالة البلاستيكية والتي تُقدر بنحو 800 مليون حقيبة سنويًا، فضلاً عن القيام بعمل حملات توعوية واسعة النطاق لتنمية ورفع الوعي بقضايا البيئة والتغيرات المناخية ضمن استراتيجية مصر للتغيرات المناخية 2050. وإتاحة المبادرة للأكياس البديلة مستردة الثمن من خلال استعادة ما تم دفعه على الفواتير اللاحقة للشراء من المتجر.
إلى ذلك، قال الدكتور محمد القيسوني، الخبير البيئي ومستشار وزير البيئة السابق، إن البيئة البحرية هي الأكثر تضررًا من الأكياس والمواد البلاستيكية، إذ تعدّ سببًا أساسيًا في نفوق وموت أعداد كبيرة من الأسماك والكائنات البحرية المختلفة بسبب ابتلاع الأكياس البلاستيكية.
وأضاف، أن سبب كون المواد والأكياس البلاستيكية عبئًا على البيئة هي أنه تحتاج إلى أكثر من 50 عامًا للتحلل، كما أنه في كثير من الأحيان يتم التخلص منها في مياه البحار والمحيطات، مما تسبب أكبر مصدر للتلوث.
ويُتابع القيسوني، أن هناك أمرًا أكثر خطورة أيضًا وهي قيام المواطنين أو جامعي القمامة بحرق الأكياس البلاستيكية وهو الذي يسبب تصاعد مركبات كيمائية ضارة تؤدي إلى تلوث الهواء، وتؤذي الجهاز التنفسي للإنسان.
ويُشير الخبير البيئي إلى أنه ورغم كل المبادرات التي تُطلقها الدول، إضافة لحظر استخدام الأكياس البلاستيكية، إلا إنها غير مستدامة لأسباب كثيرة، لذا يجب توفير البدائل أمام المواطنين وأهمها الأكياس الورقية ويجب أن تكون بسعر أرخص من الأكياس البلاستيكية التي تتميز بأسعارها الرخيصة والمربحة مقارنة بالورقية.
ويُطالب القيسوني، بضرورة تكاتف كل الدول وجميع المسئولين الحكوميين من أجل وقف صناعة الأكياس البلاستيكية، والعمل على خلق خطة مستدامة لإحلال الورق بدلاً من البلاستيك. ويرى مستشار وزير البيئة السابق، أن الأكياس الورقية صديقة للبيئة وآمنة بسبب خلوها من المواد الضارة التي تؤثر على صحة الإنسان والكائنات الحية الأخرى، إضافة إلى سرعة تحللها وعدم قابليتها لإعادة التصنيع مرة أخرى.
ووفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة البيئة، فإن مصر تقوم بإنتاج نحو 28% من إجمالي كمية البلاستيك عبر الصناعة المحلية، فيما يتم استيراد أكثر من 70% من الخارج، مما يكلف خزينة الدولة أموالاً كبيرة.
وتُشير بيانات وزارة البيئة إلى أن حجم النمو السنوي في سوق البلاستيك يصل حوالي 6% كل عام، ويتنوع توزيع الجهات المستهلكة للأكياس البلاستيكية ما بين 14% لمحال السوبر ماركت، و5% للصيدليات، و6% للمطاعم، و3% لمصانع الملابس الجاهزة، و2% للمكتبات، و17% للمخازن، و8% لقطاعات أخرى، بالإضافة إلى 20% لباعة الخضراوات والفاكهة، إلا أن النسبة الأكبر بمحال البقالة، والتي تضم 25% من إجمالي الكمية المستهلكة.
من جهته، قال الدكتور هاني الناظر، مدير المركز القومي للبحوث الأسبق، إن وضع الأطعمة والمشروبات بالأكياس البلاستيكية ليس له وقعًا ضارًا على الصحة، بل يُشكل حفظ الساخنة منها، مثل الشوربة والكشري، خطورة كبيرة على الإنسان، لأن تعرض البلاستيك لدرجة حرارة عالية يؤدي إلى تسرب مادة شديدة السمية تسمى الديوكسن إلى الطعام.
وأشار الناظر إلى ضرورة تجنب تناول المياه أو العصائر المحفوظة بالزجاجات البلاستيكية المعرضة لأشعة الشمس بشكل مباشر، منعًا للإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، التي قد تصل إلى حد السرطان، مع ضرورة حفظها بالثلاجة أو الفريزر.